المنامة العاشرة "منامة عيد والمعلم سُكّرة"

تاريخ النشر: 21/08/12 | 2:09

كنا أطفالاً نتحلق في لعبة الطاقية والجرس ونقول :طاق طاق طاقيةْ .. رنْ رنْ يا جرس.. الحسن راكب عالفرس. . أنشودة زمان كنا نحب ننشدها عندما نجلس – على شكل دائرة ثم يدور احد منا حول الدائرة ويمسك بطاقية

ثم ينشد :

طاق طاق طاقيه رِنْ رن يا جرس

محمد راكب على الفرس

والدبه طاحت في البير

وصاحبها واحد خنزير

مين هوه مين..؟؟؟

وقد أفسد عليّ أحدهم جمال هذه اللعبة الطفولية البريئة بتحذيري منها، إذ الطاقية لليهودي حسب قوله، والجرس للمسيحي وكنيسته.. ويقولون محمد راكب عالفرس.. طيب شو فيها تبقى أغنية تجمع بين الديانات الثلاث ومحمد(ص) هو فارس الحلبة، والفارس المجاهد لنشر الاسلام. وصاحب الدين الصحيح.. ناسخ الشرائع والديانات وخاتم الأنبياء .

لكن الأغنية على ما يبدو ( موضوعة) للكذب ولأهداف خبيثة ضد الاسلام. حيث أن للأغنية تكملة: والدابة طاحت في البير وصاحبها واحد خنزير. والدابة: يقصد بها ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وحماها وشرفها من قول كل منافق ( لعنة الله عليهم )

والدابة طاحت في البير: ويقصد بها حادثة الإفك التي وقعت بها ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

وصاحبها واحد خنزير: ويقصد به من إتُّهم مع عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك صحابي جليل رضي الله عنه . ويقال إنها لعبة كان أطفال اليهود يلعبونها. ولكن كراهية الشيعة لعائشة وحبهم لفاطمة التي هي أصل أهل البيت، يدع مجالاً للشك أن لهم يداً في وضع هذه الانشودة، ولكن لا دليل على ذلك.

ولكن ليس هناك دليل على أن هذا التفسير ورد في أحد المصادر الموثوقة.

ونحن حينما كنا أطفالاً كانت الأغنية تستهوينا وتلقى قبولاً في نفوسنا وتبث فينا روح التسلية والمرح. ولم يدر بخلدنا حتى عندما كبرنا أن الأغنية موضوعة لهدف خبيث لم يتحقق ولن يتحقق. وكان كل الوقت يعلمنا إياها الاستاذ المرحوم أبو سُكّرة، فكان في درس الرياضة البدنية يخرجنا الى حيثُ ( السبيل) وهو بناء مكوّن من جدار واحد تتوسطه حنفية لشرب الماء ، ويكون ظلّه في جهة الغرب ساعات الصباح. وكان في صفنا شخص يُدعى( عيد) ، لذلك أحكي هذه القصة بمناسبة العيد، وكان عيد هذا غبيّاً في جميع مواضيع التدريس إلاّ الرياضة البدنية فكان فالحاً فيها، فهو ُيجيدُ تقسيم الصف الى قسمين فرقتين مما يريحُ أبا سُكّرة، فيترك أمرنا الى (عيد) بينما هو ينزوي في ظلِّ (السبيل) فارشاً تحته محرمة سائحاً في سهرة البارحة وماذا سيكون اليوم ليلاًً. ويبدو أنه كان يطرب ونحن نغني طاق طاق طاقية . رِنْ رن ْ يا جرسْ.. حوّل واركبْ عالفرس .. ولا أدري من أين جاءوا بمحمد (ص) وأقحموا اسمه في هذا السياق.

وكنا نلقي السمع ونتضاحك على معلمة البنات التي تقول: طاء، طاء، طاقية.. وهي من العائلات الراقية في طيبة بني صعب .

وما تزال بعض معلمات روضات الأطفال يعلمنها للترفيه والتسلية ، ولكن لا يفقهن معناها الحقيقي. أليس هذا ما نعنيه بقولنا: ( دسوا السُّم في الدسم.)؟؟ لا أدري..

لكنه يبقى بإمكاننا عمل تنويعات عديدة وراقية لهذه الأغنية الشعبية كمثل: طاق طاق طاقيه.. ساسه وشوية حراميه

والبقية في المنامة اللاحقة.

و(عيد) سعيد. وهذا اسمه الحقيقي ابن صفي… لكني متأكد أنه لن يقرأ هذا.

تعليق واحد

  1. أدام الله غزارة قلمك الأدبي وعمرك الشبابي يا دكتورنا لتتحفنا بدررك كما عودتنا .. كل عام وأنتم بألف خير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة