الى شقيقتي …

إلى شقيقتي

شقيقتي قاسية انت ؟؟…

وأنا من أقسى منك؟؟؟…

فكيف رضينا بالبقاء ؟؟..

بعد موت الأعزاء..

كيف نسمح ببسمة أن تبدو ؟؟..

كيف نعيش وللموت لا نعدو ..

والعز بعد الوالدين حرام ..

كيف يطيب العيش لمجروح في الفؤاد.؟؟..

كيف ينام ولا يعاني من السهاد؟؟..

أجيبي ..

كيف تمضي السنين ؟؟..

ولا يمضي الحنين ..

وتبقى ذكريات نابضة ..

حية للنسيان رافضة ..

وتبقى لذكراها رهينة ..

كيف لا يموت الحب ؟؟..

ويبقى حيا نابضا ..

كيف لا تمحوه السنون ..؟؟..

ولا تلقفه يد المنون ..

ولا يموت ويفنى كما فني البشر ؟؟..

ويبقى نغما مشجيا ..على وتر ..

وغذاء للروح والبصر ..

لست ادري ..

لست ادري ايقظة انا ..ام في حلم ..

أعادلة انا ..أم غارقة في الظلم …

فاني أروم نصيحة أمي ..

إليها النهي ..إليها الأمر …

إليها السيادة ..أمد الدهر ..

واليها الجأ ..إليها أحنو..

هناك خلف التلة أرنو..

فخلف التلة يسكن الحنين ..

حيث تسكن ..حيث تقيم ..

وحيث بيتها المقيم …

أروم ما فقدت من حنين ..

ومداواة لجرح دام دفين ..

وهداية ..لسبيل الحياة ..

اروم منها ما هو معدوم بالبشر ..

فهي الملاك ..وهي القمر ..

أروم منها لمسة حانية ..

وتخفيف وقع ما أعاني ..

أروم منها شيئا لست اعرفه ..

فلا ادري ما اريد منها او ادركه ..

أريدها بجانبي ..أريدها حية ..

لأرتوي منها ..بتمهل وروية ..

فكل ما اعرفه اني اريدها ..

لتشق لي طريق النجاح ..

وتزيل الأشواك ..والأتراح..

أريدها ..

دعما لقلبي المجبور ..

تضمد الجراح تجبر المكسور ..

وتزرع الامل من جديد ..

لتحصد الخير بأيد من حديد ..

معا على طريق النور ..

فلست ادري ما اريد ..

لكنها تدرك بقلبها دون تعليل ..

وتفهم دون قول ..دون دليل ..

وهذا بعض ما اريد ..

القي براسي على صدرك …

احتضن عنقك الدافئ كالسوار ..

حين ذاك تهون جميع الصعاب ..

ولو كنت كالجبل او كزبد البحار ..

فانت تذللينها بفضل الأمومة والحنان ..

بل بفضل سحرك الفتان ..

فلديك مفتاح السر ..

لا يملكه أي إنسان ..

لا لشيء ..

إلا لأنك ملاك ..

لانك ملاك بصورة انسان ..

يدرا عنا الشر كل آن..

ويلفنا بآيات الرحمن ..

ويظلنا بظل الأمان ..

اماه ..تعاليت عن مثيل ..

فليس لك مثيل بين البشر ..

حاشاك يا ملاك ..انت كالقمر ..

ماذا اقول فيك ..؟؟..

ماذا ؟ وقد نفذ مني القول ..

اصبحت عاجزة ..لاقول ولا حول ..

فقد جافاني القلم ..

كما اعتراني الالم..

وجف المداد ..

منذ توسدت التراب ..

وتركت فرش المحراب ..

وللحياة الأخرى خلدت ..

ضن علي القلم ..وضنت الأفكار ..

وضن الورى وأصبحت وحيدة ..

بين أحزاني وحيدة ..

اقلب صفحات الماضي البعيد..

كنت فيه تاجا للرؤوس..

وجدارا لا يهاب السقوط..

لا يهاب الموت لا يعرف الركوع ..

ولديه معين من الحنان ..

لا ينضب ..

فكلما نهلنا منه تضاعف ..

ولديك سحر للعيش والنفوس ..

رويت منه وارتوينا منه كؤوس..