عندما شاهدت مسرحية هاملت في لندن
تاريخ النشر: 21/08/12 | 11:19عندما كنت أستعد لمشاهدة مسرحية “هاملت” في مسرح شكسبير(الغلوب) ، ذلك المبنى المطّل على نهر التايمز في لندن ، شعرت بسعادة عارمة وتبادرت الى ذهني تساؤلات عديدة ، وأخذت أفكر كيف سيكون شكل هذا المسرح ، ومن هم هؤلاء الممثلين الذين وقع عليهم الاختيار للمشاركة في هذا العمل المسرحي الذي أصبح جزءاً من التراث المسرحي الانجليزي ، وما هي التقنيات التي سيستخدمها طاقم المسرحية ، وما هو نوع الجمهور الذي سيشاهد هذه المسرحية ، هل يختلف عن جمهورنا ، هل سيتمتع بالمسرحية رغم البعد الزمني بيننا وبين زمن كتابتها . تساؤلات وتساؤلات قبل وصولي الى هذا المسرح ، الذي يعتبر من أهم الأماكن السياحية في مدينة الضباب، لندن.
وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما دخلت صالة العرض ، دهشت لبساطة المكان وعراقته ، عدد كبير من الجمهور كان يقف طوال العرض ، الذي امتد لأربع ساعات متواصلة، في الباحة الأمامية لصالة العرض ، والقسم الآخر من الجمهور جلسوا على مقاعد ثابتة في الوسط ، وفي القسم الخلفي وفي مكان مرتفع جلس القسم الثالث من الجمهور . وعندما سألت عن سبب هذا التقسيم ، علمت أن هذا التقسيم كان متبعاً منذ فترة المسرح الإليزابيثي Elizabethan Theatre نسبة إلى الملكة إليزابيث الأولى، الفترة التي كان هاملت ذاته يمثل في هذا المكان ، فحافظوا على هذا التقليد حتى يومنا هذا ، حيث يتم تصنيف سعر التذاكر على النحو التالي : السعر الشعبي للذين كانوا يشاهدون المسرحية وهم واقفين، والسعر الوسط للجالسين في الوسط وهم من الطبقة الوسطى ، أما طبقة النبلاء وحاشية الملك فكانت تجلس في القسم الخلفي على مكان مرتفع ، وبهذا كانوا يتيحون المجال لأبناء كافة الطبقات بمشاهدة مسرحيات الكاتب المسرحي العبقري وليم شكسبير.
وكم كانت دهشتي عندما استخدم طاقم المسرحية ذات التقنيات المسرحية التي كان يستخدمها شكسبير في المسرح الإليزابيثي ، أي بدون إضاءة وأجهزة صوت عصرية ، فكنت أسمع الأبواق وقرع الطبول ، وظهور الممثلين على خشبة المسرح التي كانت تخلو من الستارة التقليدية، ولم يسبق العرض أي تنبيه للجمهور بعدم التقاط الصور وإغلاق هواتفهم الجوالة كما في دور المسرح والسينما الآن، وكأن القيّمين على هذا المكان أرادوا أن يعيدون الزمن فتعتقد أن الزمن عاد بك إلى الوراء وتحديدا إلى القرن السادس عشر وما أجملها من عودة.
خلال عرض المسرحية كنت أشاهد تحليق الطائرات فوق صالةالعرض -لأن سقفها مفتوحاً – لتصل الحاضر بالماضي ، أما هطول الأمطار خلال العرض ، جعلتنا نغتسل ونحن نشاهد المسرحية ، لنشعر بحرارة الجو أو برودته ولنتطهر من الغدر والخيانة ، بعد أن يظهر شبح والد هاملت ليخبره بحقيقة موته ويكشف له جريمة عمه الذي دس له السم وهو نائم باتفاق مع الملكة ،أمه، وبذلك يستولي على عرشه وزوجته , ثم يطلب منه أن ينتقم له من عمه ويترك أمه لعقاب الله وعذاب الضمير,ومنذ تلك الليلة يقطع هاملت عهداً على نفسه بالانتقام لروح والده، ومن هنا يبدأ صراع هاملت مع ذاته ، الصراع بين قرار الانتقام والعجز عن تنفيذ هذا القرار ،ليطرح سؤاله “أكون أو لا أكون”، هذا السؤال الذي أصبح من أشهر عبارات المناجاة في دنيا الأدب العالمي.
اكيد بدو يكون بلندن ارقى واحسن المسارح.ومسرحية هاملت كمان اعطت.الجو احلى.مشكور استاذي الفاضل اعطيتنا لمحة صغيرة عن المسرح في لندن