هل يعلم المتخاصمون هذا ؟!
تاريخ النشر: 24/12/14 | 15:41الحمدلله حمد من إذا أحسن استبشر وإذا أساء استغفر ؛ والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من عفا وأصلح ؛ أما بعد فقد كثر التهاجر والتقاطع والتدابر بين الإخوة والأقارب والأصدقاء والجيران على أتفه الأسباب .
ولن أتكلم عن فضل الصلح والتسامح في هذا المقال فقد تحدثت عنه في مقالات سابقة ؛ لكني سأورد حقائق قد يجهلها أو يتجاهلها المتخاصمون والمتهاجرون فإذا علمت هذه الحقائق فلعلك تكف عن الهجر والتقاطع .
أولا – هل تعلم من يفرح بهذا الخصام وهذا الهجر ؟
يفرح به عدوك اللدود الشيطان الرجيم وهو أسعد حال يحب أن يراك عليه أن تهجر قريبا أو صديقا أوجارا . ويفرح به أعداؤك من الناس
فأين عقل أحدنا هل يرضى أن يُفرح الشيطان والأعداء ؟
ثانيا – هل تعلم من يحزنه هذا الهجر ؟
هجرك لأخيك أو لابن عمك إنما يحزن المحب لكما من قريب أو صديق ؛ فتهاجر الإخوان يحرق قلوب الآباء والأمهات .
فهل هذا عقلك ؟
وهل هذا خيرك وفضلك ؟
هل رضيت أن تكون سبب في حزن من يحبك ؟
ثالثا – هل تعلم ما هو أثر هذا الهجر عليك دينيا ؟
هذا الهجر سبب لتعليق أعمالك الصالحة فلا ترفع إلى الله ؛ وكلما رفعت قال الله سبحانه أنظروا هذين حتى يصطلحا .
كلها تعلق فلا ترفع صلاتك ولا صيامك ولا صدقاتك ولا حسن خلقك ولا برك بوالديك كلها لا ترفع حتى يزول هذا الهجر .
وإن كان المهجور من ذوي الأرحام كان ذلك سبب في قطع الله للمتهاجرين .
فقد وعد الله الرحم والله لا يخلف الميعاد أن يصل من وصلها وأن يقطع من قطعها .
فما أعظم الخسارة الدينية على من وقع في هجر أخ مسلم .
رابعا – هل تعلم ما هو أثر هذا الهجر عليك دنيويا ؟
من يعرف هاجرا لأخيه المسلم يعيش في راحة دائمة فليخبرني !
صدقني لن تجني من الهجر إلا ضيق الصدر وكسف الخاطر ، وكلما رأيت من بينك وبينه هجر ضاقت نفسك وكرهت رؤيته وحتى انك تكره أن تحضر في مجالس يحضرها ؛ فكان سبب تعاسة عليك
وكم تفأجأ كثير التخاصم مع الناس بالضغط والسكر وكثير من الأمراض !
فهل تريد أن تصل لهذه الحالة ؟
خامسا – هل تعلم كيف يتم الصلح ؟
الصلح لا يتم غالبا إلا إذا كانت نية من يدخل فيه سليمة بحيث أن تكون نيته أن يصطلحا هاذان المتخاصمان .
وللأسف الشديد فإن حالنا اليوم أن بعض من يسعون في الصلح يُبعدون وجهات النظر ولا يُقربونها ويُشتتون الناس ولا يجمعونهم .
والرجل العاقل يجعل أمره في يده ولا يجعله في أيدي الناس .
فأجلس مع من هجرك أو هجرته إن أمكن ذلك وإذا كان الخطأ منك فاعترف فهذه منازل الرجال وأفعال الكرام ؛ وإن لم يمكن ذلك فلا يتدخل في أمرك إلا من يغلب على ظنك صدق نيته وحسن سريرته .
سادسا – ما سبب هذا الهجر ؟
سأكتفي بذكر سببين من أسباب التهاجر في هذا الزمان وهي :
١- المال : وحتى تتجنب هذا السبب فلا تأكل إلا حلالا خالصا وتذكر أن أيما جسد نما من سحت فالنار أولى به .
فإذا تحرى المسلم الحلال فلن يعتدي على ماله غير ولن يدخل مع أحد في خصومة من أجل المال .
٢- المشيخة القبلية : وهذه أوقدت نارا من سلم من لهبها لم يسلم من سمومها .
والرجل العاقل يعلم أن الشيخ من تشيخه الأفعال الحميدة والخصال المجيدة .
والأصل أن هذه الأمور تجمع الناس فإذا فرقتهم فلا بارك الله فيها .
وإذا رأيت أن هذه الشيخة قد تشتت جماعتك وقرابتك فدعها فقد ترك سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد سادة شباب أهل الجنة الخلافة من أجل جمع كلمة المسلمين وسماه النبي صلى الله عليه وسلم سيدا بهذا الفعل .
خاتمة – والله ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزاً .
والله انك ما إن تسامح وتصافح أخاك المسلم إلا وتشعر ببركة ذلك عليك وعلى نفسيتك حتى إن بعضهم ليبكي فرحاً وألما في نفس الوقت ويقول كيف وقعت في هذا الهجر كل هذه المدة ؟
فرجائي يا من تقرأ هذه الأحرف الحزينة على وقوعك في الهجر السعيدة يوم أن تكون سبب في صلح بينك وبين قريب أو صديق سامح وأصفح وبادر .
وتذكر 🙁 وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)