فاتن مصاروة بتوقيع ديوانها “فرس المجاز في عمان

قامت الشاعرة الفلسطينيّة، فاتن مصاروة بتوقيع ديوانها “فرس المجاز” في المركز الثقافي العربي/اللويبدة، عمان، مساء الخميس الفائت، وذلك بحضور ثلة من المهتمين بالثقافة، والشعر.
ابتدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الشهيد الفلسطيني زياد أبو عين، وأرواح شهداء فلسطين والأمة العربية، ثم قام الشاعر الروائيّ أحمد أبو سليم الذي قدم الحفل بالتأكيد على أن الجسر الذي يفصل ما بين فلسطين وبلاد العرب هو جسر قد بني من أجساد الشهداء العرب الذين رووا بدمائهم تراب فلسطين، ثم قدّم الناقد مجدي ممدوح مقاربة نقدية بعنوان: قراءة فلسفيّة في الماهيَّات في ديوان “فرس المجاز”، مؤكداً أن أهمّ ما يميز قصائد فاتن مصاروة في هذا الديوان هو محاولتها اجتراح معاني جديدة للمفردات، أي خلق إزاحات خاصة بفاتن مصاروة، وقد قام بتقديم العديد من هذه المفاهيم كأمثلة من الديوان، وقال الناقد مجدي ممدوح أن الديوان الأول للشاعر يحمل أهمية استثنائية, سواء بالنسبة للشعر او المتلقّي, وهو يمثّل بالنسبة للناقد فرصة للإطلاع على ملامح المشروع الشعري للشاعر, ديوان ” فرس المجاز ” يعبّر عن الأسلوب الشعري لفاتن , ويعبّر عن طريقتها في استعمال اللغة , ويمكن القول ان أسلوب النصوص لم يكن تقليديًا , فهو أسلوب لم يعتمد على الصور الشعرية , بل أن فاتن أوجدت لها هوى شعريا جديدا من خلال خلق التراكيب الخلّاقة والمبدعة , وهنا تكمن شعرية فاتن تحديدا , وهذه القدرة على خلق التراكيب تبدأ من العنوان , حيث نلاحظ أن كافة العناوين تعبر عن مركب لغوي جديد كل الجدّة , ويمكن ملاحظة ان فاتن قد وظّفت ما يعرف في النحو بالمركّب الإضافي , وهو المركّب الذي يحتوي على المُضاف والمُضاف اليه , ويمكن ملاحظة أن هذا التضايف المبدع قد أغنى كلا شطرَي الإضافة , وأوجد كيانا وجوديا جديدا يجمع كل السمات الجوهريّة المتضمنة في الطرفين , وهكذا تواصل فاتن ابداع تراكيبها واحدا تلو الآخر للتعبير عن حالات وجودية جديدة والكشف عنها بواسطة الدلالة اللغوية.

وتلا ذلك قراءة أخرى للدكتورة سهى نعجة بعنوان: ديوان الصوت المعمّد بفتنة الصهيل، حاولت من خلالها قراءة وتتبّع الصوت في قصائد الديوان التي ابتدأت بمفارقة” لا صوت لي” لتلخص في نهاية المطاف إلى أن الشاعرة امتلكت صوتا خاصا بها يملأ القصائد، يبتدئ بالهمس، وينتهي بالدعوة لإزالة الاحتلال، (فرس المجاز) هو الديوان الشعري الأول لشاعرتنا المهرة فاتن مصاروة؛ تتشظّى فيه وتتناصّ والتاريخ والميثولوجيا، لتغزل بعد طول نكث نصّها الرؤيويّ الجماليّ بمخياليّة عالية وبتنويعات بنائيّة كنائيّة ترميزيّة. (فرس المجاز ) ديوان القصيدة الحرون ؛ ركبت فيه الشاعرة رأسها، ونشدت الفضاء لرئتيها ،فتفلّتت من معياريّة الشطرين، ونأت شطحات الفلاسفة، وانتصرت للحب وإن ضلّت خطى المحبّين الطريق، وانحازت لمواسم العبير، ولحقول العصافير، ولشهيق الرياحين، ولبيادر الفراشات، ولفجر لا ينام، وللبساتين المعنّاة بالإياب.
بعد ذلك اختتمت الشاعرة بقراءة لبعض قصائد الديوان، ثم توقيع نسخ الديوان للجمهور.

تقول في قصيدتها ” توق”

أتوقُ لحبِّ الندى من صهيلكَ

وعدًا ورِعشةَ عصفورٍ ناعسةْ

وكسرةَ خبزِ

وتذكرةً للسفر

لأرحلَ فيكَ

لعلي أنادمُ غيمتَكَ الجامحةْ

في (فرس المجاز) تنحاز الشاعرة إلى سياق حال الفلسطيني العربيّ المنكسر المشظّى؛

” تقاسيمُك تعزف ألم التراب

لكن،

ثرثرتكَ مستعمرة صهيونية”