توصيات غذائية لما بعد صيام رمضان
تاريخ النشر: 23/08/12 | 13:43منذ أول أيام عيد الفطر السعيد بدأ الناس بتبادل الزيارات للتهنئة بمقدمه السعيد , تخلل ذلك تقديم أنواع مختلفة من الحلويات، والعزائم المليئة بمختلف صنوف الأطعمة التي أغلبها ما يكون عاليا في محتواه من الدهون والسكريات، وبالتالي يكون ذا سعرات حرارية عالية. إنّ هذه النوعيات من الأطعمة تعتبر غير متوازنة غذائيا، حيث ترتكز في أغلبها على المواد النشوية والسكرية والدهون.
وأوضحت الاختصاصية نسرين فايز زقزوق، اختصاصية تغذية أنّ الانتقال من النظام الغذائي في شهر رمضان، الذي ينخفض فيه المعدل اليومي للوجبات الغذائية وتعتاد المعدة على الصيام وعدم استقبال أيّ طعام أو شراب طوال النهار، إلى هذا التغيير المفاجئ في توقيت الوجبات ونوعياتها سوف يربك الجهاز الهضمي ويسبب متاعب صحية للكثير من الناس. وأشارت إلى أنّ الشكوى من أعراض صحية ناجمة عن العبء الكبير الذي قد تعرّض له الجهاز الهضمي من دون تمهيد أو سابق إنذار سوف تكثر، خاصة حالات التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد. هذا عدا حالات التسمم التي تعودنا على مواجهتها في مثل هذا الموسم، فغالبا ما يرتفع عدد الحالات المسجلة في أقسام الطوارئ بالمستشفيات في أول أيام العيد.
وتنصح الاختصاصية نسرين زقزوق بعدم الإقبال دفعة واحدة على أصناف الطعام المختلفة من أول النهار لآخره حتى لا يصاب جهازنا الهضمي بالتلبك، بل يجب التدرج في إعادة تنظيم الوجبات حتى تتعود المعدة تدريجيا على استقبال الطعام من جديد وحتى لا نرهق الجهاز الهضمي من أول اليوم إلى آخره دفعة واحدة بعد شهر الصيام، وأن نتعود من جديد على الأكل في الصباح بشرط توفّر عنصرين مهمين في هذه الوجبة، وهما أن تكون خفيفة وسهلة الهضم.
أمّا وجدان غازي البرادعي، اختصاصية التغذية العلاجية ، فتؤكد على أثر التغيير الكبير في النمط الغذائي الذي يحدث مع عودة الصائم إلى تناول ثلاث وجبات في أوقات تختلف عن أوقات رمضان، فهي تؤدي إلى مشاكل كعسر الهضم أو حموضة المعدة نتيجة تناول أطعمة متنوعة وبكمية غير مناسبة، حيث أنّ العصارة المعدية اللازمة لهضم الطعام تكون معتادة على أن تفرز في الساعة المحددة لتناول الطعام وإذا لم يوجد في هذا الوقت أيّ غذاء في المعدة، تبدأ العصارة المعدية بالتأثير في جدران المعدة والإثنا عشر، وينتج عن ذلك إصابتها بالقرحة والالتهابات المعدية وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي. فإذا لم يتناول الشخص الطعام المعتاد بنظام تغذية معين وفي الوقت المناسب، فقد يصاب بالضعف العام ويقل الانتباه، ومن الممكن أن تختفي الشهية أيضا، وإذا تم تأخير موعد تناول الطعام بشكل مستمر أو تم تناول الطعام والمعدة ممتلئة، يختلّ نشاط الغدد الهاضمة وتضطرب عملية الهضم.
وتشير الى إفراط الكثيرين في تناول اللحوم في هذه المناسبة وعدم التزامهم بالحاجة الفعلية منها، فالشخص البالغ يكون في حاجة إلى حصتين يوميا لبناء الأنسجة (وهو ما يعادل 60 إلى 90 غراما من اللحوم يوميا)، حسبما توصي به المنظمات المتخصصة في الأغذية والتغذية.
وبالرغم من أنّ اللحوم تؤدي دورا حيويا في إمداد الجسم بالبروتين والحديد وفيتامين (بي)، فضلا عن بناء أنسجة الجسم وتزويده بالطاقة اللازمة، فيجب الانتباه إلى احتواء اللحوم الحمراء على نسبة كبيرة من البروتين ونسبة عالية من الدهون المشبعة التي تؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول (LDL) في الدم، الذي يعرف بالكوليسترول السيئ، لأنه يترسب داخل الأوعية الدموية ويؤدي لتصلب الشرايين وانسدادها.
لذلك، فإنّه ينصَح بالاستمرار باتباع الغذاء الصحي الذي كان متّبعا خلال الشهر الكريم، والعودة تدريجياً إلى النمط الغذائي العادي.
وفي العيد يقع كثير من الناس ضحايا للمضاعفات الصحية الناتجة عن استسلامهم وإفراطهم في تناول الحلويات والمكسرات والكبسة واللحوم والأطعمة المرتفعة في محتواها من الدهون والسكريات. ويتضح ذلك في ما تتركه من أثر سلبي في صحة المصابين بكل من داء السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين.
ونتيجة الإفراط في تناول مثل هذه الأطعمة يؤدي إلى اضطراب في سكر الدم وتصلب الشرايين وارتفاع في ضغط الدم وزيادة في الوزن، ممّا يستدعي توجيه بعض النصائح والتوصيات لمثل هؤلاء المرضى لتجنب التعرض لمثل هذه المضاعفات الصحية التي قد تصل إلى درجة عالية من الخطورة في بعض الأحيان.
نصائح عامة للجميع
– تجنب الإسراف في الطعام ودائما نتذكر «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنّه لا يحب المسرفين».
– المحافظة على انتظام مواعيد تناول الطعام.
– التعود على القيام من على المائدة بمعدة غير ممتلئة.
– شرب الكثير من الماء بدلا من العصير، فالعصير يحتوي على نسبة عالية من السكريات، الأمر الذي يؤدي إلى الإفراط في الطعام، ويمكن توفير تلك السعرات الموجودة في كوب عصير لأحد أصناف الطعام الأخرى.
– في حالة تلبية الدعوة لتناول طعام العشاء، لا تذهب وأنت جائع، بل تناول وجباتك بانتظام طوال النهار ولتكن خفيفة السعرات حتى لا يصيبك الجوع وتضطر لتناول كميات كبيرة من الطعام.
– ممارسة أيّ نوع من النشاطات البدنية لحرق ما تراكم في الجسم من سعرات حرارية.
توصيات ونصائح غذائية لمرضى السكري والقلب خلال العيد
تقدّم اختصاصية التغذية نسرين زقزوق التوصيات التالية لبعض الحالات المرضية، خلال أيام العيد:
– مرضى السكري: عدم الإفراط في تناول السكريات والنشويات حتى لا تؤدي إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم. وتوزيع الوجبات إلى 5 – 6 وجبات صغيرة وتناول الأقراص أو الأنسولين وممارسة الرياضة يوميا.
– مرضى القلب: تجنُّب تناول وجبات كبيرة يمكن أن ترهق القلب وتقسيم الوجبات اليومية إلى ست وجبات صغيرة مع الإقلال من الملح والدهون، كذلك المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الكولا، الشاي، القهوة، والشوكولاته.
– مرضى ارتفاع ضغط الدم والكلى: تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح والدهون مثل المكسرات المالحة، الأجبان، المخللات، واللحوم المُدَخَنة. وعليهم الإكثار من شرب الماء، حيث أنّه يخفف من ضغط الدم المرتفع، ويحمي نسيج الكلى من الأثر السلبي لضغط الدم المرتفع.
– مرضى قرحة المعدة: تجنب تناول وجبات كبيرة وتقسيم الوجبات إلى عدة وجبات صغيرة والتقليل من تناول الأطعمة الدسمة والمقليات والأطعمة كثيرة البهارات والصلصات والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل الكولا، الشاي، القهوة، والشوكولاته.
– مرضى السمنة: تجنب الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة الدسمة أيام العيد، وتخصيص جزء من إجازة العيد لممارسة أيّ نشاط رياضي مناسب، وعدم الخمول الذي يؤدي إلى البدانة والسمنة.
د.عبد الحفيظ يحيى خوجة