اعتقال النخنوخ أشهر بلطجي في مصر .. يمتلك قصراً وخمسة أسود
تاريخ النشر: 24/08/12 | 3:40نجحت الأجهزة الأمنية المصرية بمديرية أمن الإسكندرية، مساء امس الخميس، فى القبض على “صبرى نخنوخ” وهو من أشهر البلطجية بمصر، داخل فيلته بمنطقة كينج مريوط بالإسكندرية، وكان بصحبته عدد كبير من الخارجين عن القانون، وبحوزتهم كمية من الأسلحة، وتمكنت القوات من السيطرة عليهم والقبض عليهم جميعا.
وكانت معلومات قد وردت إلى اللواء خالد غرابة مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، بتواجد صبرى نخنوخ داخل فيلته بكينج مريوط، وعلى الفور أمر بسرعة تشكيل فريق بحث بالتنسيق مع قوات الأمن المركزى ورجال المباحث، وتم استهداف الفيلا فى مأمورية منذ دقائق، وتمكنت القوات من السيطرة عليه وباقى الخارخين عن القانون ممن كانوا بصحبته وبحوزتهم كميات من الأسلحة، وجار التحقيق معهم الآن.
يذكر أن صبرى نخنوخ هو من أشهر البلطجية بمصر، وهو أحد أشهر العاملين بمجال الحراسات الخاصة “البودى جارد”، ويمتلك قصرا بمنطقة كينج مريوط ويربى أسودا بداخله، كما أنه بطل واقعة ذبح الحمير الشهيرة وإلقاء جثثها فى الطريق العام منذ أكثر من عامين بالإسكندرية، وهى الواقعة التى أثارت الذعر بين المواطنين، حتى تأكد أنها كانت لإطعام أسود موجودة بالفيلا التى تقع على مقربة من الشارع الرئيسى للكينج، كما يعرف عن صبرى نخنوخ قربه الشديد من قيادات “الحزب الوطنى المنحل”.
وقد يعتقد البعض -وهذا حق- أن القصص الإخبارية التى تنشر عن عصابة العادلى وجمال مبارك فى النظام السابق هى محض خيال، ولا تتعدى كونها قصصاً وحكايات تصلح لنسجها فى حواديت ألف ليلة وليلة.. لكن الواقع يؤكد أن جرائم العادلى وجهاز أمن الدولة المنحل كانت فوق مستوى التخيل ولا يستطيع «أجدع» مؤلف أن ينسج خيوطها، خاصة بعد أن اكتوى المصريون بنار بلطجية النظام السابق الذين يصل عددهم إلى 500 ألف حسب تصريحات وزير العدل فضلاً عن الأيادى الخبيثة والأدوار القذرة التى يقوم بها رجال العادلى من أمن الدولة لبث الفتنة الطائفية وتأجيج المظاهرات الفئوية والوقيعة بين القوى السياسية التى توحدت وانصهرت فى بوتقة «ميدان التحرير»
«أكتوبر» ترصد نماذج عصابات البلطجة التى رعاها جمال وعز والعادلى واستطاعت أن تؤمن أغلبية ساحقة للوطنى المنحل فى الانتخابات السابقة وكان يوكل إليها تأمين وصول جمال مبارك إلى عرش مصر.
صبرى «نخنوخ».. هذا الاسم ذاعت شهرته كأهم قائد للبلطجة فى أحياء القاهرة -حسب مصدر أمنى سابق- بدأت علاقته بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى فى انتخابات برلمان 2000، حيث كان يملك «نخنوخ» مكاتب لتوريد البلطجية بمناطق البساتين والمهندسين والهرم وفيصل، وبدأ يستخدمهم العادلى فى تأمين صناديق الانتخابات وتسويد البطاقات لصالح أعضاء الوطنى.
وكانت تقوم هذه المافيا بعمليات مشبوهة لسلب مصر وشعبها لصالح رموز الحكم السابق ورجال الحزب الوطنى وحبيب العادلى.
وظهر دورهم الأساسى أثناء الثورة عندما قاموا بعمليات تخريب المنشآت العامة والسجون وأقسام الشرطة لنشر الذعر على أمل أن يخاف المصريون ويخضعوا للأمر الواقع ببقاء مبارك فى السلطة لحمايتهم وتوفير الأمان المفقود.
خرج لينتقم
وعن كيفية تكوين تلك الشبكة قال المصدر. قائد هذه العصابات هو (صبرى نخنوخ) عمره حوالى 60 عاماً ولد بمنطقة السبتية بالقاهرة من أسرة بسيطة ولم يستطع استكمال دراسته فخرج من المرحلة الابتدائية وعمل فى ورشة ميكانيكا حتى وصلت سنه ثمانية عشر عاماً تقابل بعدها بشخص فى أحد المقاهى وعرض عليه العمل معه فى توزيع المخدرات وتورط فى قضية بلطجة وحبس فيها هو وأسرته ظلماً الأمر الذى جعله يخرج من السجن لينتقم وفى التسعينات اتجه إلى شارع الهرم واستعرض عضلاته أمام البلطجية فاستطاع فى فترة قصيرة أن ينال ولاءهم ذاعت شهرته فى القاهرة والجيزة والإسكندرية.
وجمع مبالغ مالية كبيرة جراء فرض الاتاوات على أصحاب المحلات وسائقى الميكروباص وقام بتأجير بعض المحلات بشارع الهرم والمهندسين واستعان بشبكة البلطجية فى حماية هذه الكازينوهات التى تتعرض من وقت لآخر لمشاكل وتهديدات، ووصل راتب البلطجى حوالى عشر آلاف جنيه.
وفى عام (2005) استعان به اللواء (ن.أ) عضو مجلس شعب وصهر حبيب العادلى لتأمين اللجان الانتخابية وشراء أصوات بمبالغ مالية وبالفعل نفذ (نخنوخ) التعليمات واثبت جدارته بتفوق، وبعض التعليمات التى كلف بها كانت مروعة ومشبوهة وكان ينفذ هو وشبكته السرية جميع الأوامر التى وصلت إلى حد القتل لتحقيق مطالب كبار الشخصيات ورموز الحزب الوطنى، واشترك (نخنوخ) وعصاباته فى تأمين انتخابات 2005 فى المرحلتين الثانية والثالثة بعد سقوط الحزب الوطنى فى المرحلة الأولى حيث تولت تلك العصابات تنظيم اللجان حتى فاز المرشحون بنسبة 90% فى المرحلتين فكانت مهمته البلطجة التصويت ومنع دخول المعارضين عن طريق إثارة الشغب أمام كل لجنة بالمطاوى والسيوف لإرهاب الأهالى، كما كانوا يقومون بعرض شراء أصوات الناخبين، ونجحت الخطة وطلب العادلى مقابلة (نخنوخ) للاستفادة به فى أشياء أخرى واصبح الصديق المخلص لوزير الداخلية واليد اليمنى لتنفيذ مهام تحركاته واستغل ذلك (نخنوخ) فى تجارة السلاح والمخدرات على نطاق واسع كما كان يُصدر الفتيات لبعض الدول العربية رجال الأعمال العرب عن طريق سماسرة بمبالغ مالية كبيرة.
ووصل عدد المنضمين لشبكة عصابات (نخنوخ) حوالى 200 ألف بلطجى سيطروا على جميع النوادى والملاهى الليلية وقد حدد تسعيرة للنجاح فى مجلس الشعب حوالى مليونى جنيه مصرى عام 2010 بالاتفاق مع العادلى وقد دفع بالفعل كثير من المرشحين ملايين الجنيهات لحصد المقاعد.
جلسة صلح
استفحل (صبرى نخنوخ) وأنصاره لدرجة أنه دخل فى تنافس ومشاكل مع إسماعيل الشاعر الذى أقسم وأصر على اعتقاله فتدخل وزير الداخلية وعقد جلسة صلح بينهما.
وقد رفع العادلى تقريراً ل أحمد عز وجمال مبارك بمساعدات (نخنوخ) فى انتخابات عام 2005 وقد جمع لقاء بين (نخنوخ) والعادلى وعز وجمال وباركوا فيه تكوين المافيا السرية التى تحمى الحزب الوطنى والنظام السابق.
الأمر الذى جعل هذا البلطجى يتحرك فى موكب سيارات مرسيدس وشيروكى وسط حراسة مشددة من البلطجية والبودى جاردات كأى مسئول أمنى كبير.
وكان هناك تنسيق بين أمن الدولة وهؤلاء البلطجية ضد الأخوان المسلمين فى ملاحقتهم وإثارة الشغب داخل أى مؤتمر يعقدونه.
كما كشفت المصادر بأن (نخنوخ) يمتلك قصراً على طريق مصر إسكندرية الصحراوى وشاليهًا فارهًا بمارينا وفيلا فى شرم الشيخ.
واضاف المصدر بأنه توسع نشاطه فى السنوات الأخيرة بموافقة حبيب العادلى الذى كان يشاركه من الباطن فى العديد من المشاريع كما كان يدفع مليون جنيه شهرياً لبعض القيادات الأمنية الأخرى نظير السكوت عنه فى العديد من التجاوزات.
حيث أنشأ نوادى للقمار فى جميع الملاهى الليلية والفنادق وصالات لتدريب البودى جارد.
ووصل الأمر بتكليف العادلى ل (نخنوخ) بعمليات سرية قذرة ومشبوهة لحسابه الخاص مثل الاستيلاء على أراضى الدولة بالقوة وتجارة السلاح والمخدرات والدعارة.