تريدون اصلاحاً حقيقياً للمجتمع ..ابدأوا من المنبر
تاريخ النشر: 26/08/12 | 5:33منذ دراستي في الجامعية في الاردن ، وأنا أقوم بنفس العادة وحتى بعد تخرجي منها بسنوات، فكل يوم جمعة أطوف بين الأحياء استمع لخطبة الجمعة ومنطق “الخطيب” في المسجد، فإن شدّني أسلوبه وشممت منه رائحة التجديد والبلاغة دخلت وتابعت،واذا لم اجد..بحثت عن مسجدٍ آخر أؤدي فيه صلاتي وأسقط فرضي..
بالرغم من زخرشة المنبر وعلو المكبرات وسط المكيفات والتبريد والمراوح فقد وصل المصلي لحالة اشباع من كثرة المواضيع في الخطب المتكررة ، احكام الصلاة ، احكام الحج ، احكام الوضوء ، عذاب القبر … ،،!
حتى انه بات بعض الخطباء يتجنبون الخوض مواضيع اجتماعية حتى في محاربة اطلاق النار في الاعراس أو المفرقعات النارية ،،،، فقد اخبرني احد ألائمة من احدى القرى انه بعد الانتهاء من خطبته حول اضرار الالعاب النارية وما فيها من اضرار جسيمة ، من ضرر جسدي ومادي واجتماعي ، تناوله احد المصلين خارج المسجد ، قائلا له بكشره وعبوس وجه :”خف علينا ،خلي الاولاد تنبسط “،،،!
اصبحت خطبه الجمعة عند بعضنا ، وقتا للقيلولة والنوم الضائع ، مما تتمتع بها المساجد من مكيفات وتبريد وسكون تام ، فهنا وجب على الخطيب ان يشد قلوب المصلين لخطبته ودرسه، وان ينزع الغفوة من اعينهم ، ويحافظ على يقظتهم في وقت الخطبه ، بدلا ان يخرج المصلي بعينين جاحظتين من المسجد ولا يعرف أي شيء عن موضوع ومضمون الخطبه …ولا يتذكر سوى ان استفاق عندما قال الخطيب ، ،،،، وانت ايها المؤذن اقم الصلاة.
فما احوجنا الى خطيب وامام واقعي في زماننا وهم موجودين والحمدلله ، بالتالي يكون الخطيب ملما بكل شيء ومعاصر لكل الاحداث والمناسبات،حتى بالامور الرياضيه والسياسية والاجتماعية بالاضافه لاتقانه فنون الخطابه ،وفكره نير سهل وصوته جهوري وعقله وسطي ،فما اسهل ان يفتي بالممنوع بدلا بان يجتهد ويقول ، نعم مسموح !!!
فاليوم اصبحت جهاد الكلمة اصعب مليون مرة من جهاد النفس لذالك يجب ان يكون الخطيب ، نبراسا علميا وتاريخيا ومنارا يستضياء به وصاحب موهبة ودائما على اهبة الاستعداد لطرح كل المواضيع الاجتماعية ،من محاربة العنف ، التربية الاسلامية ، تنمية الاخلاق فينا وزرعها في الجيل القادم ، عن المعاناه الاقتصادية ان يحاكي مشاكل الناس ويكون قريبا لواقعهم، ان يتكلم عن الرواتب عن المصاريف،عن الفيس بوك والتكنولوجيا المعاصرة ،عن السياقة المتهورة وجيل المراهقة، عن اصطفاف السيارات امام المدارس وامام المساجد وإعاقة حركة السير ، عن اسباب حوادث الطرق، عن نعيم اهل الجنة ، عن السعادة في الدنيا والاخرة ، عن العيش في سبيل ارضاء الله ، عن بر الوالدين ، حق الجار ، حق البلد حق المجتمع عليك …..بل حتى الاستفادة من الامم الاخرى عن التجربة اليابانية مثلا ، مع قلة الكلمات ووفرة التعبير والمضامين ، ففي خطبته يخرج المصلي وقد حافظ على يقظته في وقت الخطبة واخلص قلبه لله عز وجل، فان صلاح المنبر لا يكون بزخرفته وتشييده، وإنما يكون بالنهوض به وإصلاح من يرتقيه، فانت ايها الخطيب لك دور هام في مجتمعك ، له رسالة مهمة يجب ايصالها لكل العقول ولكافة الاجيال ولذالك ان كنتم .
تريدون اصلاحاً حقيقياً للمجتمع ..ابدأوا من المنبر
بل نبدأ كل بنفسه
شكرا ربيع على لفت النظر لاهمية خطبة الجمعة ولدور الخطيب الكامن في عملية التغيير المجتمعي وهو الامر الذي اوافقك عليه. الا انني اخشى ان تكون حملت الخطباء ما لا طاقة لهم به. فكما ذكرت وعددت في مقالتك، الجوانب الحياتية متعددة جدا وضرورة التغيير مطلوبة في الكثير منها. وفي هذا العصر، لم يعد بالامكان وجود شخصواحد، يلم بكل جوانب الحياة العصرية ويواكب كل التطورات المعرفية والتكنووجية السريعة، يكون قادرا على نقدها وتقييمها وابداء الرأي فيها لعموم الناس. هنالك حاجة للمختصين في كل مجال ومجال ولا اتوقع ان يتفق جميعهم على رأي واحد.
اعتقد ان التغيير المجتمعي تراكمي بطبيعته ولذا من الضروري ان ننشط جميعنا لاخذ ادوارنا فيه، فلحضانات الاطفال دور، وللمدارس بكافة مراحلها دور، للبيت دور كما للحركات السياسية والدينية دور.
من هنا، وان كانت دعوتك للبدء بالخطباء مناسبة ومقبولة، الا انها برأيي غير كافية ويجب تعميمها على كل واحد منا. بناء عليه, فليبدأ كل واحد بنفسه.
للمنبر دور كما تطرقت أخي في مقالك ولكن على باقي الأطر أن تتكاتف مع بعضها البعض – موضوع رائع وجدير بالتفكير ووفقنا الله للصلاح والتغيير