“ليوبيك”حيفا تستضيف الأديبة ميسون أسدي
تاريخ النشر: 27/12/14 | 19:55استضافت مدرسة “ليوبيك” في حيفا الأديبة ميسون أسدي، حيث التقت بطلاب صفوف الحوادي عشر، الذين عملوا على ترجمة نصوصها إلى العبرية ومناقشتها مع مربيتهم ساريت ملتسر. يشار إلى أن ساريت ملتسر، هي مركزة اللغة العربية في مدرسة “ليوبيك” وتحضّر طلبتها للبجروت باللغة العربية وتهتم بتوجيه الطلاب لتوثيق العلاقة بين اللغة العربية والعبرية وتدأب على تربية الطلبة لمبادئ وقيم التسامح وتقبل الآخر والتقارب بين الطلبة اليهود والعرب عن طريق اللغة العربية وآدابها، ولها نشاطات عديدة ومتنوعة في هذا المجال.
شارك في هذا اللقاء لفيف من المربين من المدرسة، منهم: دفنا يعقوبيبتش- مديرة الثانوية، يهوديت يتسحاكي- سكرتيرة المدرسة، إيرينا كوتسريك- مدرسة كيمياء، تامي موشلام- مساعدة في التربية الخاصة، سيجال فيرلمن- مدرسة أدب، روتي الموج- مدرسة انجليزي وبعض من أهالي الطلبة.
يذكر أن هذا هو اللقاء الثالث بين الأديبة أسدي وطلاب المربية ساريت على مدار السنوات الأخيرة، ويهدف اللقاء إلى التعرف على الآخر المختلف بآرائه وتفكيره بشكل شخصي وعن قرب، وتقبله بخصوصياته من اجل تشجيع الحوار الثقافي والقيم والتعايش والتقاء الثقافات.
افتتحت اللقاء المسؤولة عن هذا البرنامج المربية ساريت، وصادف ذلك اليوم الأول من عيد “الأنوار” (الحانوكاه) لدى اليهود، وقد أضاء الطلبة الشمعة الأولى للعيد وافتتحت ساريت اللقاء باللغة العربية قائلة: نستضيف اليوم صديقتي الكاتبة ميسون أسدي، وسنقرأ ونحكي معا عن التعايش والتسامح في حيفا وفي البلاد وكل العالم وسنفكر معا كيف يمكن جعل العالم أكثر صالحا ومحبا للإنسانية وجميع المخلوقات.
عملت المربية ساريت وطلبتها على قراءة وتحليل وترجمة نصين للكاتبة من اللغة العربية للعبرية وهما: “سأحدثكم عن بيتي الكبير”، و”أخوة يهودية عربية”، ودار نقاش حولهما، وخلال اللقاء قرأ الطلاب النصوص باللغة العربية وترجموها للغة العبرية.
وقام احد الطلاب ويدعى “بن كيزل” طالب يعاني من التوحد بتلحين نص “سأحدثكم عن بيتي الكبير” وغناءه أمام الطلبة بطريقة مبدعة، أما الطالبة “سيجال موريا” وهي أيضا طالبة تعاني من التوحد، فقد صنعت مجسم لبيت كبير يحوي الكهوف والأعشاش والطيور والنباتات وفيه أشخاص من كل الألوان والأجناس وفيه الأخيار والأشرار حسب نص الكاتبة وقامت بعرض وتحليل عملها أمام الطلبة والضيوف.
وقد وجه الطلبة للكاتبة عشرات الأسئلة الصعبة حول: إذا كانت تعترف بدولة إسرائيل وما هو شعورها كعربية فلسطينية في إسرائيل، وموقفها من الحرب الأخيرة على غزة، وكان الحوار حامي الوطيس بين الطلاب، خاصة وان الكاتبة قالت: مؤخرا، أصبحت اشعر بخوف ورعب من كوني فلسطينية في هذه البلاد، تماما كما شعر اليهود عندما كانوا مطاردون أيام النازية، فاليوم مع حكم اليمين المتطرف والقوانين العنصرية ضد العرب، أصبح العربي متهما حتى تثبت براءته. وأكدت الكاتبة على أنه لا يهم من يحكم الدولة، المهم أن تكون الدولة ديمقراطية وحقوق متساوية لكل مواطنيها. وحلمها أن تسافر في القطار من حيفا لتفطر في بيروت وتتعشى في دمشق، وان يكون الشرق الأوسط بلدا واحدا كأوربا بلا حدود وطوائف وقوميات وان نعيش كبشر وليس برعب مستمر ومتواصل بسبب القيادات الخائنة للشعوب.
أما في نص الكاتبة حول الأخوة اليهودية العربية وفي حيفا بالذات، فقد اختلف الطلبة بين موافق ومعارض. وقد جاء في النص: عندما سكنتُ في حيفا، سمعتُ شعارًا آخرَ هو”الموتُ للعربِ”! فهتفتُ بأعلىَ صوتِي”الموتُ لأعداءِ الشعوبِ”! وَلِتحيَ ألإخوة اليهوديةُ العربيةُ.!
وقد استوحت الكاتبة هذا النص من نص “مارتن نملير” وكان راهبا بروتستانتي عارض النازية في شعره وقصيدته المشهورة “لم ارفع صوتي” وقد قرأتها الكاتبة باللغة العبرية للطلبة،
وقالت المربية روتي الموغ: هذا الأسبوع اشتغلت المدرسة على موضوع حقوق الإنسان، ويجب أن نهتم ببقاء هذه الحقوق المساوية للناس ولن ننسى المدرسة ثنائية اللغة التي تم حرقها في هذه الفترة الصعبة، كل هذا يؤكد بأن علينا أن لا نسكت ونقف مكتوفي الأيدي وننظر لما يجري بل علينا رفع صوتنا ضد إلغاء الحقوق وهدر حق الآخر.
وقالت المربية إيرينا “أصلها من أوكرانيا”: جئت إلى البلاد هروبا من السامية، نحن نعيش في عالم غير ديمقراطي، عالم يديره المال، وكلي أمل أن نصل إلى الدرب الصحيح درب السلام والمحبة.
وتقول الكاتبة ميسون: اللقاء بيني وبين الطلاب كان ممتعا هذه المرة، ولكن ليس سهلا، لكن في نهاية المطاف عبّرت أمامهم عن أفكاري وأعطيتهم نبذة عن أدبي.