اوضاع التعليم العربي في اسرائيل
تاريخ النشر: 27/08/12 | 1:49افتتحت المدارس ابوابها اليوم لاستقبال آلاف الطلاب العائدين من عطلة صيفية قضوها في النشاطات المختلفة . وبدوري اهنئ جميع الطلاب واتمنى لهم سنة دراسية ناجحة وموفقة .
وفي واقع الأمر انه يوماً بعد يوم تزداد الاوضاع التعليمية في الوسط العربي سوءاً بسبب التقليصات في الميزانيات الناجمة عن السياسة العنصرية، التي تمارسها السلطات والدوائر الحاكمة في اسرائيل ضد جماهير الشعب الفلسطيني والقائمة على الاضطهاد والتمييز والقهر والبطش والاستيطان والاحتلال وخدمة المصالح الامبريالية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.
ان نظرة سريعة على هذه الاوضاع التعليمية كافية ان تبين لنا النقص الذي تعاني منه مدارسنا العربية، فهناك نقص في الغرف التدريسية والمختبرات والحواسيب والمكتبات وقاعات الرياضة وفي عدد الممرضات والاخصائيين في علم النفس والعاملين الاجتماعيين والمستشارين التربويين . كذلك فان مدارسنا العربية غير مشمولة في اطار المشاريع التشجيعية المختلفة لوزارة المعارف والرفاه الاجتماعي ، والتعليم الصناعي والزراعي غير متطور في الناحية العربية.
وعلى صعيد المناهج التدريسية فالمحافل والاوساط الحاكمة انتهجت منذ العام 1948سياسة تجهيلية ضد طلابنا العرب واجيالنا الفلسطينية الناشئة ، استهدفت تحويلهم الى حطابين وسقاة ماء ، وذلك عن طريق نشر العدمية القومية وابعادهم عن الأدب الفلسطيني التقدمي والانساني الثوري العالمي ، وتزوير التاريخ الفلسطيني وطمس التراث الشعبي الفلسطيني عدا عن تشويه نضالات الانسان الفلسطيني من اجل الاستقلال ونيل الحرية. ولكن جماهيرنا العربية وقواها السياسية والفكرية احبطت المخطط السلطوي التجهيلي بتعميق ونشر الوعي السياسي ـ الاجتماعي بين الاجيال الصاعدة . وقد اسهمت الصحافة الشيوعية (الاتحاد) و(الجديد) و(الغد) في المعركة ولعبت دوراً هاماً في تسليح طلابنا وشبابنا بالفكر العلمي الثوري وبالادب الفلسطيني والانساني التقدمي . وفي هذا المجال اورد الحقائق الموضوعية الدامغة ، التي اكدها الفقيد الراحل طيب الذكر الدكتور اميل توما في كتابه الهام (طريق الجماهير العربية الكفاحي في اسرائيل)بخصوص المناهج التعليمية في المدارس العربية ، وهي:
*تنفي مادة التاريخ التي تدرس في المدارس العربية في هذه البلاد وجود الشعب الفلسطيني وتقفز عن المراحل التاريخية الكاملة لتؤكد تواصل تواجد اليهود بدون انقطاع في ارض اسرائيل.
*تشوه مقاومة الشعب العربي الفلسطيني لممارسة الصهيونية ، التي تميزت بالاحتلالات الثلاث ، احتلال الأرض، احتلال العمل، واحتلال السوق.
*تلغي كتب اللغة العربية كلمة “الوطن”في مادتها وحين يدرس الأدب العربي يمسح القيمون على هذه المادة “الأدب الوطني والتقدمي”.
*تقتصر مادة الأدب العربي على الوصف والهجاء والمديح والرثاء والغزل.
اما بخصوص الكتب التعليمية فقد اصبحت المسألة تجارية بحته،فتعقد صفقات ربحية بين المديرين والمفتشين والمؤلفين ودور الطباعة والمسوقين.
وبالنسبة للتعليم العالي فالحركة الطلابية في الجامعات والمعاهد العليا تواجه هجمة شرسة على حقها في الدراسة وخطط الحكومة رفع القسط الدراسي . وفي جامعة تل ابيب تتجه نية القبول لمساكن الطلبة بشرط الخدمة العسكرية الامر الذي يطال الطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعة.كذلك هناك آلاف الأكادميين العرب الذين الذين انهوا دراستهم في جامعات ودور المعلمين منذ سنوات عديدة لم يتم استيعابهم في سلك التدريس لاسباب شتى ولعدم وجود “واسطه” او بسبب الانتماء والنشاط والمعتقد السياسي.
وازاء هذه الأوضاع فان طلابنا وجماهيرنا العربية وهيئاتها ومؤسساتها التربوية والمدنية مدعوون الآن ، اكثر من اي وقت مضى، الى تصعيد المعركة الشعبية النضالية من اجل تغيير الاوضاع التعليمية المزرية ورصد الميزانيات للتعليم ،وتوفير ما تحتاجه المدارس من نقص في العاملين الاجتماعيين وخبراء علم النفس، وفي سبيل رفع مستوى التعليم العربي والتحصيل العلمي لطلابنا في امتحانات البجروت.
شكرا شاكر وتحية طيبة
أما الآن وفي حضور أحزاب وحركات سياسية, دينية ومجتمعية عربية متنوعة فأن الامر يتطلب أخذ زمام المبادرة والمسؤولية في مجال التربية والتعليم، تنشيط وتفعيل اطر ومؤسسات التربية اللا منهجية، في المدارس وخارجها، وطرق سبل جديدة تؤدي بنا وبأولادنا الى الاهداف المنشودة، من تحسين تحصيلنا العلمي وبلورة شخصياتنا من كافة النواحي.
تجمع الدراسات العديدة في التربية، ليس فقط في اطار المجتمع العربي، على ان التربية المدرسية لم تعد كافية. في ظل الضغوط الهائلة التي يتحمل عبئها المعلمون فيما يخص المنهاج وتغطية احتياجات الطالب العلمية لا بد من تضافر الجهود لتوفير المتطلبات التربوية التي وردت في المقالة. فللحركات الشبابية دور هام جدا ولكنه مهمش للغاية ان لم يكن غائبا في مجتمعنا.
من جهة أخرى، تعاني أجهزة التعليم في المجتمعات المختلفة، وأيضا في المجتمعات الغربية والمتطورة، اغترابا عن احتياجات طلاب هذا الجيل وهنالك حاجة ماسة لتطويرها وتحديثها بحيث تلائم روح العصر. فلم يعد الامر محصورا في تلقين المعلومات وحفظها, الامر الذي تقوم به الحواسيب، بل في التربية على التفكير وتنمية القدرة على طرح الاسئلة الجديدة وعلى الابداع، التربية على تحليل المعلومات واستخلاص العبر الممكنة منها. فهل اجهزتنا التدريسية الحالية قادرة على ذلك؟
لقد شهدنا في السنوات الاخيرة بدايات رائعة ادخلت بعض التغيير في المشهد التربوي العربي متمثلة بانشاء المدارس الاهلية في ام الفحم، باقة الغربية وكفر قرع. بالرغم من اهميتها كعوامل اساسية في تحسين الوضع التربوي والتعليمي الا انها ليست كافية لتغطية كافة متطلبات مجتمعنا التربوية والتعليمية وهناك حاجة لاطر ومبادرات اضافية.
لا يتسع المجال هنا لتغطية كافة نواحي هذا الموضوع الهام والمؤثر وقد يتطلب الامر عقد مؤتمر أو يوم دراسي على الاقل، لبحثه بشكل شمولي وللخروج ببعض التوصيات والمهام الضرورية لمعالجته.
السلام عليكم ، أهم دستور والمنهج الصحيح لتربية الأجيال القادمه هو وحي السماء ، بما يتضمنه منه توحيد الخالق عز وجل وإتباع سنة رسولنا العربي الأمين محمد عليه الصلاة والسلام. والتربيه الإسلاميه الصحيحه هي العلاج الأنجع ضد كل ما يمكن أن يتعرض له أبناءنا وبناتنا من تلويث وإخراج عن الفطره السليمه عبر وسائل الإعلام. توحيد الخالق عز وجل واليقين بأن الإمتثال أمامه حق يوم الدين يجب أن يكون جوهر المجتمع وأساس التربيه. به تسلم وتطمئن النفوس ، تحترم الأعراض ويتفشى السلام والمحبه بين الناس. فطاعة الله عز وجل تفوق وتتعدى حدود كل التكتلات والأفكار. فالصراط المستقيم الصائب هو الصراط الذي هدانا الله عز وجل إليه في كتابه العزيز ، الكتاب الذي نزل بلغتنا العربيه العزيزه. والله أننا بنعمة ما يعلمها إلا قليل.
بالتطرّق الى ما كتب في المقال أعلاه بالنّسبة لاستقلالية التعليم العربي، أنا مع إعطاء استقلالية لجهاز التعليم العربي، والقصد هو ليس استقلالية تامة، وانما استقلالية محدودة لمجال التعليم فقط مع إقامة جسم تعليمي في نطاق وزارة التربية والتعليم، مثل الذي موجود في التعليم الديني اليهودي. هذا الجسم سوف يحظى باستقلالية كل ما يتعلق بإدارة وزارة التربية والتعليم العربية، وأيضا بناء اهداف ومواد تعليمية وتطوير الميزانية.
وبهذا الشكل سوف يحظى الطالب العربي بتعليم مناسب لهويته وانتمائه، لان الحق في التأثير على المواد التعليمية مربوطة بالحق في المحافظة على الهوية الجماعية. يجب ان يعطى للتعليم العربي الحق في اختيار مواده التعليمية، لان المدارس العربية ممنوعة من التأثير في هذا المجال، وهذا يمنع حق الانسان في الاحترام- هذا الحق موجود في القانون الإسرائيلي: احترام الانسان وحريته. هذا الشيء أيضا ممكن ان يؤدي الى استقلالية اجتماعية وممكن أن يحول الانسان الى انسان فعّال في مجال التعليم.