إتحاد الشباب الوطني الديمقراطي يختتم معسكره الثاني عشر
تاريخ النشر: 27/08/12 | 22:35بنشيديّ “موطني” و”التجمع” اختتم اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي، السبت الماضي، فعاليات المعسكر القومي الشبابي الثاني عشر، بتصميم عال على العمل في الفروع والمدارس بين جيل الشباب، ونشر الخطاب الوطني الديمقراطي وبثّ الروح والمعنويات العاليّة والتحدّي في نفوس الشباب.
وبعد اختتام اليوم الأول من المعسكر الذي شمل مجموعة من الفقرات والورش والمناظرات، بدأت فعاليات اليوم الثاني بعرض لفيلم يعرض مقابلات مع نساء فلسطينيات عايشوا النكبة، ويربط قضيّة المرأة بالنكبة.
بعد عرض الفيلم، قدّمت النائبة حنين زعبي مداخلة عن البرنامج الاجتماعي للتجمع وقضايا المرأة العربيّة، وشددت على أن التجمع يحمل مشروعين: الأول مشروع سياسي لتغيير النظام بأكمله، والثاني مشروع لتغيير ونهضة المجتمع أيضًا.
وقالت زعبي “نحن لا نطلب فقط تغيير سياسة اقتصاديّة معينة، أو منظومة قانونيّة، نحن نريد أن نغيّر النظام بأكمله ونغيّر تعريف الدولة لنفسها”.
كذلك شدّدت زعبي على أن “النضال النسوي في حالتنا هو أيضًا نضال سياسي”. كما وتطرقت إلى إحصائيات نسب الزواج تحت جيل 17 عاما لدى النساء، وإلى نسب التعليم في اللقب الأول والثاني، كذلك إلى نسبة النساء المنخفضة جدًا في سوق العمل وذكرت أسباب ذلك.
في النهاية شرحت زعبي عن أهميّة قرار “التحصين” في القائمة الإنتخابيّة الذي أقرّه التجمع، وعلّقت على ذلك بالقول “الإنسان بكفاءته ومقدرته يستطيع الوصول فقط عندما تكون قواعد اللعبة عادلة، لكن اللعبة ليست عادلة بحق المرأة، وهذا ما جعل التجمع يحتاج لقرار التحصين”.
وتحت عنوان “الشباب والتحزّب”، قدّم شباب من المشتركين مناظرة حول “العزوف عن العمل السياسي”، تلتها مداخلة وتعقيب على الموضوع قدّمه رئيس الحزب واصل طه تحدّث فيها عن أهميّة العمل الحزبي، وشدّد على أن العمل الحزبي هو أرقى أشكال التنظّيم، وبأنه “لا بديل عن العمل الحزبي”.
وذكر طه أن من استطاع أن يحسم الانتخابات المصريّة مثلًا هو حزب سياسي مُنظّم عمل بكوادره وشبابه، عكس الناصريين. وقال طه “إن صاحب نظريّة التخويف من العمل الحزبي والسياسي والتخويف من الانضمام والنشاط في الحركة الوطنيّة هو المؤسسة الإسرائيلية”.
وتحدّث عن محاولات المؤسسة الإسرائيلية تقزيم عمل الأحزاب والحركات السياسيّة الوطنيّة بهدف عزلهم عن الناس، كما تحدّث أيضًا عن عمل الأحزاب السياسيّة داخل لجنة المتابعة حول موضوع التصدّي لمحاولات المؤسسة الإسرائيلية بفرض الخدمة المدنيّة الإسرائيليّة، والتهديد بالعصيان المدني للقرار.
وعرض الباحث مطانس شحادة نتائج إستطلاع “بلدنا” الأخير، وكشف مشاكل الشباب العرب التي يواجهونها في الداخل الفلسطيني من مواضيع التعليم، وعدم توفّر الإرشادات التعليميّة الكافية، والمشاكل في الدخول للجامعات من ناحية القبول وتحديد سن القبول واللغة. وتطرّق أيضًا إلى عدم ملاءمة مواضيع التعليم مع سوق العمل الإسرائيليّة، مشيرا إلى أن 60%من الفتيات يتخصصن بمواضيع العلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة وذلك يُنتج فائض الذي يؤدي إلى بطالة.
وربط شحادة مشاكل واحتياجات الشباب ببرنامج التجمع، عن طريق المطالبة بالإدارة الذاتيّة والحكم الذاتي الثقافي، “لأننا الأدرى باحتياجات الشباب العرب”، وبضمنها إقامة جامعة عربيّة، و”نستطيع أن نرى الحاجة لذلك من العدد الكبير (نحو 15 ألف طالب) الذين يدرسون في جامعات خارج البلاد بسبب شروط القبول في الجامعات الإسرائيلية.
إلى ذلك، واستمرارا لليوم التنظيمي، قدّم عضو المكتب السياسي للتجمع أيمن حاج يحيى مداخلة عن العمل في الفروع بشكل منظّم والعمل بين الشباب، مشددا على ضرورة الدمج ما بين الهمّ اليومي والعام.
كما وقدّم الناشط التجمعي والأهلي، والكاتب القصصي إياد برغوثي مداخلة حول “العمل بين الشباب وسبل تسويق الخطاب”، شرح خلالها بصورة تفعيليّة أدوات لجذب الطلاب للعمل السياسي.
يذكر أن البرنامج شمل ورش عمل في مجموعات قدمها أعضاء من الحركة الطلّابيّة للتجمع، شملت نقاشات بين الشباب المشاركين تناولت المضامين التي عرضت خلال الأفلام، المناظرات والمداخلات لتفعيل المشاركين.
انطباعات الشباب عن المعسكر
اعتبر الشباب المعسكر شحنا للطاقات والهمم من أجل العودة للعمل بنشاط، وتفاعلوا بشكل كبير مع طرق عرض مواد ونقاشات متعددة، إذ اعتبرت الطالبة نور عثامنة من الناصرة المعسكر بأنه تجربة مشوقة بالرغم من أنها قصيرة، وقالت “عُرضت المواضيع بطريقة مثيرة من مناظرات وأفلام وورشات”. وأضافت ” إن إلتقاء أعضاء الشبيبة كان به إثراء كبير، وأنا متشوّقة للقاءات شبابيّة قادمة”.
كذلك اعتبرت الطالبة مرح حمدان من الرينة المعسكر بمثابة مدرسة للشباب العربي الفلسطيني. وقالت: “كطالبة ثانويّة، المعسكر يضيف لنا ما ينقصنا في المدارس بسبب مناهج التعليم الإسرائيلية التي تطبقها وزارة المعارف لتشويه إنتمائنا لشعبنا الفلسطيني، وعزلنا عن عالمنا العربي. وعدا عن ذلك، فالمعسكر شكّل لي نقلة نوعيّة في التوجه للعمل بين الشباب”.
وساهم المعسكر أيضًا في تطوير شخصيّات قياديّة وجريئة، فبالنسبة للطالبة مها زحالقة من كفر قرع: “يعطينا المعسكر الفرصة الناقصة في مجتمعنا للتربية الوطنيّة، والتوعية السياسيّة، وتعزيز الهويّة الفردية والجماعية والتفكير النقدي”. وأضافت أن المعسكر يفتح أمامها المجال للنقاش والتعبير عن الرأي “مما يساعد في بناء شخصيّة قويّة ومطّلعة على ما يحدث حولها”.
أما الطالب أنس خطيب من شفاعمرو، وهو يشارك لأول مرة في معسكرات للتجمع، فأكد على أن “المعسكر يفيد رفاق التجمع في التوجه للطلاب غير المحزبّين، عن طريق المحاضرات، الورشات، المناظرات وعرض أفلام توثق روايتنا التاريخيّة، وبذلك نعرف كيف نتعامل ونُناقش مع إعطاء أدلة موثقة. أنصح أبناء شعبي بالتجربة للاستفادة من كل الاشياء التي ذكرتها، فانيّ الآن، بعد المعسكر، جاهز لأي نقاش أو مناظرة تعرض عليّ”.