من ذاكرة الأيام: الشاعرة فدوى طوقان في عبلين الجليلية ..!
تاريخ النشر: 27/12/14 | 23:20كان ذلك في أيار عام 1998 ، حيث نظمت كلية مار الياس في عبلين الجليلية المهرجان الثقافي الاول ، واختتم بعرس فلسطيني مطرز بالألحان والكلمات والأنغام . وكانت العروس الشاعرة الفلسطينية الكبيرة الراحلة فدوى طوقان ، ابنة عيبال وجرزيم ومدينة جبل النار ـ نابلس.
وكانت الشاعرة طوقان اجتمعت بطلاب الكلية ومعلميها وضيوفها ، وتحدثت عن تجربتها الشعرية التي بدأتها بديوان “اعطنا حباً” وسردت مسيرتها مع الشعر والكتابة الأدبية والسيرة الذاتية وعلاقتها الانسانية والأخوية المتميزة والخاصة مع شقيقها الشاعر الفلسطيني الراحل ابراهيم طوقان ، الذي وقف الى جانبها وشاركها همومها وهواجسها واحلامها وعمل على تنمية موهبتها ومدها بالكتب ونشر قصائدها ورفع الغبن والظلم الاجتماعي عن كاهلها.
وجرى حوار أدبي شائق وممتع مع فدوى طوقان أجراه الأستاذ الياس عطااللـه . وانفعلت شاعرتنا المرهفة الحس وتأثرت كثيراً ودمعت عيناها حين قال لها الياس شقور أن أجمل هدية تسلمها خلال مكوثه في حضرة رئيس الوزراء الهولندي قصيدة “لن أبكي” للشاعرة فدوى طوقان . وهي قصيدة جميلة ومدهشة تعبر عن قومية هذه الشاعرة الرائدة ، وكانت أهدتها الى شعراء المقاومة في الداخل الفلسطيني ، هدية لقاء في حيفا.. ويقول مطلعها:
على أبواب يافا يا أحبائي
وفي فوضى حطام الدور
بين الروم والشوك
وقفت وقلت للعينين
قفا نبك
على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدار
وتنعى من بناها الدار
وقد شارك في هذا المهرجان الشاعر فهد أبو خضرة والشاعر العبليني الراحل جورج نجيب خليل .اضافة الى جوقة الكروان العبلينية ، التي قدمت باقة من الأغاني الوطنية والتراثية العابقة برائحة الوطن والتراب وزعتر الجليل والكرمل ، ودغدغت مشاعر الحاضرين وامتعتهم وأطربتهم ونالت استحسانهم.
وهكذا انتهى اللقاء سريعاً كالبرق مع عروس المهرجان الشاعرة والأنسانة الهادئة الطيبة الراحلة فدوى طوقان ، التي تعطرت بدفء كلماتها وتشرفت بمعرفتها شخصياً . وبقي هذا الملتقى الذي جمع بين عشاق الكلمة والروح الشاعرية ، ذكرى حية في الوجدان وذاكرة الأيام ودفتر الذكريات . وطابت ذكرى عاشقة الوطن وشاعرة فلسطين الخالدة في واحة الابداع ـ فدوى طوقان ، التي تركت وراءها شعراً وطنياً وجدانياً رومانسياً طافحاً بحب الوطن وعشق الطبيعة وتمجيد الانسان ومعانقة الحرية .
بقلم:شاكر فريد