إلى متى سيظل المعتمر يعاني ؟؟؟
تاريخ النشر: 28/08/12 | 10:20كالعادة في كل عام وفي كل موسم للعمرة أو الحج ، نعود مرة تلو الأخرى لنقع ضحايا أوضاع لم يعد احدنا يقدر على الصبر عليها او السكوت عنها ، ويجب أن تستعدي إجراءات عميقة تطال كل الأطراف ذات الصلة بهذه المعاناة التي لا تنتهي لحجاجنا ومعتمرينا …
قصة حافلتنا رقم 808 ما هي إلا واحدة من حافلات كثيرة عانى ركابها المعتمرون من عدد كبير من المشاكل جعلت من الرحلة الربانية إلى الديار الحجازية قطعة من عذاب حقيقي رغم الوعود المقطوعة والأموال المبذولة في سبيلها والتي تجاوزت بكل المعايير كل أسعرا الدنيا ..
المحطة الأولى ….
بعد عون الله تعالى بدأت رحلتنا من مسجد بلال ابن رباح فى كفرقاسم … كان المعتمرين 48 معتمرا …. الباص كوخاف هعيمق :- لقد وصلت الحافلة في الوقت المحدد وكانت الحافلة تتسع لجميع الركاب ، لكن المكيف لم يكن يعمل كما يجب وسالنا السائق : ” ماذا مع المكيف ؟! ” ، فقال : ” عندما نمشي يكون المكيف أحسن !!!!!!!! ” ….بدأت الرحلة في يوم صائف وحار ، إلا أن المكيف لم يعمل ولم يتحسن حاله … تحملنا الحر الشديد لان حل المشكلة سيأخذ منا وقتا وستبدأ رحلتنا بمشاكل …..
المحطة الثانية …
وصلنا الى المعبر الإسرائيلي وتخطيناه بسهوله وانتقلنا إلى الشونة ووجدنا الباصات الاردنيه تنتظرنا ، لكن سعة الحافلة لم تكن ل-48 راكبا ، بل كانت ل-46 راكبا …سألنا المسؤولين فقالوا : ” فش حافلات اكبر !!!! ” … تحملنا الوضع لأنه لو أصررنا على تغيير الحافلة لأخذ منا كثيرا من الوقت والجدل الذي لا يجدي . سلَّمنا الجوازات الاسرائيليه وأخذنا الجوازات الاردنيه وكنا جاهزين للسفر ، ولكن لم يكن أوامر أمنيه خلال (3 ساعات) في الحر الشديد .
انتقلنا إلى الحافلة الاردنيه ، ففوجئنا مرة أخرى بعدم توفر مكيف … كان الجو حارا جدا … سألنا السائق : ” شو مع المكيف ؟!! ” ، فقال : ” حين تمشي الحافلة سيعمل المكيف !!! ” .. لكن حين مشت الحافلة لم يعمل المكيف ، وتحملنا لان المسافة إلى عمان وحل المشكلة سيأخذ كثيرا من الوقت والجدل ، إلا أننا قلنا للسائق : ” لا تأتينا في الصباح بهذه الحافلة لتنقلنا إلى المطار” .. وعدنا أن يغيرها ووصلنا إلى الفندق في عمان ونزلنا الحقائب ، على أساس أن يغير الحافلة .. ولكن في الساعة الواحدة صباحا جاءني هاتف من المرشد أن علينا النزول من الفندق لان موعد الطائرة قد اقترب … قمت وأيقظت المعتمرين ونزلنا إلى الباص … فوجئنا بنفس الباص الذي اقلنا من الشونه … سالت السائق ، فقال : ” لقد غيرت الحافلة ، لكنني وحين توجهي بالباص الجديد إلى الفندق وإذا بحجر ” يخبط في الكزاز الأمامي ويكسره !!!! ” … وكان ألانتفاضه انتقلت إلى عمان… رجعت ولم أجد إلا هذه الحافلة ، وتحملنا الوضع كي لا نعوق الرحلة ، لان كل إعاقة وجدال سيكون على حسابنا وعلى أعصابنا .
المحطة الثالثة …
وصلنا إلى مطار عمان وركبنا الطائرة ووصلنا بحمد الله إلى مطار المدينة المنورة وانتقلنا إلى الحافلات التي لم تكن طبق المواصفات في العطاء (ع/10/2012) … ركبنا فى الحافلات التي لم تتسع لعدد المعتمرين … كظمنا غيظنا لان المسافة قصيرة ولا داعي لعمل المشاكل التي ستُحَوَّل ضدنا في النهاية . ووصلنا إلى فندق منار المدينة الساعة (10.30) ، والذي كان مطابقا لمواصفات العطاء … تسلمنا الغرف الساعة الثالثة ، أي بتأخير خمس ساعات ، مع انه لم يكن ذنبنا أن وصلنا إلى الفندق مبكرا ، لان موعد الطائرة كان الساعة السابعة صباحا ، وهو الموعد الذي حددته لجنة التنسيق التي كان من الواجب عليها تحضير الغرف في الوقت المناسب بعد سفر طويل وشاق ومعاناة في الحر الشديد ، وضيق الحافلات …
بقينا في رحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام نبتغي الأجر من الله ، مطمأنين فرحين لهذا المكان الذي يتمنى كل مسلم أن يصل إليه في العشرة الثانية من رمضان أيام المغفرة .
المحطة الرابعة …
جاء موعد انتقالنا إلى مكة المكرمة …أتونا بحافلات أردنيه لتقلنا إلى مكة المكرمة ، لكن الحافلات كانت ضيقه أكثر من التي قبلها . وصلنا إلى مكة المكرمة إلى ” فندق الحجيج ” ، حيث كان مطابقا لمواصفات العطاء … تسلمنا الغرف دون تأخير وكان بعده عن الحرم المكي تقريبا 1100 متر … فوجئنا بعدم وجود حافلات لنقل المعتمرين من الفندق إلى الحرم وبالعكس … سألنا المسؤولين في الفندق عن ذلك ، فقالوا ليس هناك اتفاق نقل ، مع انه في البند الذي علامته ( * ) مكتوب بالحرف : ” إذا زادت المسافة عن 700 متر فيجب أن يكون هناك مواصلات ” … فاتقوا الله فينا .
لم نتلق أية مساعدة من مندوبي بعثة الداخل ، من الذين كان من واجبهم ألمحافظه على مواصفات العطاء. أما بالنسبة للبعثة الاداريه الاردنيه المعتمدة من الوزارة في الأردن التي كان من الواجب عليها العمل على حل أية مشكلة وإيجاد الحلول لأي نقص ، وتنفيذ بنود العطاء ، فلم ارى منهم أحدا الا “أبو حازم” ، لأني اعرفه شخصيا وذلك في المدينة المنورة عند قدومنا إلى فندق منار المدينة … بعدها لم أره ولا أحدا من ألبعثه الاداريه أبدا مع انه كانت المواصلات في مكة تكلف المعتمر أحيانا 100 ريال في اليوم ….
المحطة الخامسة …
اما بالنسبة للعودة إلى البلاد فقد كتبوا لنا على المصاعد ” أن موعد إقلاع الطائرة سيكون الساعة 7.00صباحا من يوم 27 رمضان ، ولذلك عليكم التوجه إلى مطار جده من الساعة 3.00 من صباح 27 رمضان ، ومن يتأخر يتحمل المسؤولية كاملة وسيبقى في مكة حتى 11 شوال وعلى حسابه الخاص !!!!!!!!!!!!!!!!!!” ….
هنا وقع الإداري في فخ مع المعتمرين ومع ألبعثه التي أصدرت المنشور ، فمن ناحية أولى لا بد من التقيد بتعليمات ألبعثه ، ومن ناحية أخرى المعتمرين الذين أتوا لإحياء ليله 27 رمضان ودفعوا نقودهم من اجل ذلك ، لان ساعة صلاه الفجر في المملكة السعودية تنتهي تقريبا الساعة الخامسة صباحا … مع ذلك وخوفا من إن نتحمل المسؤولية ، أقنعنا المعتمرين بضرورة تنفيذ التعليمات ، مع وعد أن نصلي التهجد الذي ينتهي الساعة 2.55 صباحا في الحرم ، وان نتوجه إلى الحفلات التي كانت محمله من الأمس ….
انتقلنا إلى مطار جده الساعة الرابعة صباحا مع تأخير ساعة ، ووصلنا المطار متأخرين وطارت الطائرة الساعة 8.25 بتأخير ساعة و25 دقيقه .
اكتشفنا أن كل التهديد والوعيد من ألبعثه الاداريه لم يكن إلا كلاما في الهواء ، ليست له أي قيمه وكان بإمكانهم جعل موعد الطائرة الساعة 10.00 حتى يتمكن المعتمرين أداء عبادتهم بسكينه بدل الضغط الذي أدخلونا فيه ….
أما بالنسبة للحافلات التي سكنت في فندق “الجعفريه”، فلم التق أحدا من المعتمرين إلا وهو يحمل كمّاً هائلا من الغضب على لجنة التنسيق ، بسبب أن الفندق لا يصلح لسكن البهائم فضلا عن سكن الآدميين …. إلا إذا كانت لجنة التنسيق تظن أن معتمريها من النوع الأول … اتقوا الله في المعتمرين ، ولا تقبلوا سكنا لا يصلح لسكن الآدميين ، فأنتم مسؤولون أمام الله … لا تقبلوا سكنا لا يرضى عنه جميع المعتمرين ، فان الرحلة الأولى قد اشتكت من هذا السكن فكان يجب أن تأخذوا كلامهم على محمل الجد ، وان تعملوا على تغييره فى الرحلات الأخرى.
إلى متى ؟؟!!!
هذا بعض من فيض من الكم الهائل من المصاعب التي واجهناها في رحلة كان من المفروض أن تتهيأ لها كل أسباب الراحة الأساسية ، لكن مع الأسف فما زال هنالك خلل مزمن لا بد من تشخيصه مرة وللأبد ، على أن يتحمل كلٌّ مسؤوليته ، حتى لو أدى الأمر إلى تنحي القائمين ومنح الفرصة لآخرين … لعل ذلك يصلح شيئا من هذه الأوضاع المزرية …فقد بلغ السيل الزبى ، وأخشى إن استمرت الأوضاع كما هي اليوم ، أن تفلت الأمور من أيدي العقلاء فيكون بعدها الخسران والبلاء…
بقلم : علي جودي فريج – بدوي – كفر قاسم