من ينقذ المزارع من الغرق بالديون من يتحمل تدني أسعار الخضار

قبل أسابيع كانت أسعار الخضار في فلسطين مرتفعة بسعر جنوني ولكن مع بدء المزارع في مدينة أريحا حصاد منتوجه بدأت الأسعار بالانخفاض بشكل كبير مما يؤثر سلباً على المزارع الفلسطيني، خاصة في مدينة أريحا السبب الذي يضطر المزارع إلى تخريب محصوله بيده بسبب التكاليف الباهظة التي تكبدها المزارع لترويج او تسويق المنتج وهي تكاليف العمال والنقل غير التكاليف التي خسرها المنتج قبل إن يصبح المنتج جاهز للتسويق مثل الحراثة والزراعة والتسميد والعمال وآلات الزراعية والتكاليف غير المباشرة الأخرى. الأمر الذي يجعل الزراعة غير مجدية اقتصادياً.
وفي الحديث مع المزارعين في المدينة أبدوا استيائهم من الوضع الحالي تدني الأسعار وطالبوا الجهات المسئولة عن الزراعة بإيجاد حل سريع وتحمل الديون المتراكمة عليهم حتى لا يضطر المزارع لتدمير محصوله بيده.
في هذا التقرير نسلط الضوء على المنتج الأول في مزارع أريحا وهي البندورة ولأنها الأكثر تضررا في هذا الموسم وترصد عدسة الكاميرا صور حبة البندورة وهي باقية على الشتلة بدون جني للمحصول كما يقال في المثل الشعبي (تبقى البندورة على أمها) وان صندوق البندورة لا يغطي تكاليف إنتاجه وتصل تكلفة دونم الواحد تقريبا 2500 شيقل إسرائيلي 642 دولار تقريباً وهذه التكلفة ليتحمله المزارع وحده وهذه التكاليف تشمل شراء الاشتال التي يسبقه حرثت الأرض فرش الأرض بلاستيك والبرابيج الري وغيره من التكاليف الأخرى. وفي كل عام يحلم المزارع ان يكون العام القادم أفضل حتى يتمكن من سداد ديونه المتراكمة من الأعوام السابقة ولكن للأسف الحلم يتجدد كل عام وفي كل مرة اسوء من الأخرى كيف للمزارع ان يتطور ويحسن وضعه الاقتصادي ليتحمل مصاريفه ولالتزاماته العائلية والمصاريف الحياة. مع العلم انا كرتونة البندورة قبل أسابيع كان سعرها 40 شقيل وتزن فقط 9 كغم أما صندوق البندورة يزن 22كغم فقط من 5 الى 9 شواقل مادا يعمل المزارع بتدني الأسعار.
ولكن المأساة الكبرى عند التسويق حيث رصدت عين الكاميرا المزارع وهو يقف في طابور طويل وهو ينتظر دوره قبل أن يسوق المنتج الزراعي حوالي ساعتين، وبعد ذلك يتم بيع الإنتاج الزراعي جميعة للصندوق الواحد من 5شقيل إلى 12 شقيل وبعض الأحيان يتم العودة بالخضار الى مزرعته من قلة التسويق.
ويقول المواطن شادي زماعرة على صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك كيف لهذا المزارع المسكين أن يصمد في أرضه ويثبت في حقله
في ضل هذه السياسات المجحفة بحق المزارع الفلسطيني أليس من الأولى فتح أسواق خارجية للمنتجات الزراعية
المزارع يحرث ويزرع ويسقي ويسمد في أرضه شهورا وشهورا والنهاية تباع صندوق البندورة بخمسة شواقل وترمى في الاسواق من غير أن ينظر لها أحد بعين الاعتبار
كيف سيعيد المزارع زرع أرضه وهو يرى تعبه وعمله الشاق في الأرض يذهب مع إدراج الرياح
اذا لم تجدوا ما تأكلوه فلا تلموا المزارع بل لوموا انفسكم

وناشد نقيب المزارعين الفلسطينيين في اريحا والأغوار موفق هاشم الى كل المعنيين بالوطن والخارج وعلى جميع المستويات الرسمية والاهلية بخصوص الاطلاع على امور قطاعنا الزراعي في محافظة أريحا والأغوار بما يجري من خسائر فادحة وذلك نتيجة نزول اسعار الخضروات في بداية كل موسم إنتاجي عند مزارعي أريحا والاغوار مما يسبب خسائر طائلة في قطاعنا الزراعي وصولا الى التراجعات المستمرة في مهنة الزراعة ونأمل من جميع الجهات المشاركة لقراتئه الظروف والاسباب الحقيقية في تراجع الاسعار وتدنيها لاقل المستويات لان مزارعنا قد عانا الامرين والجميع يمر باسوء الظروف والحالات من الخسارة والمعاناة من الأوضاع الاقتصادية بسبب الخسائر المادية التي وقعت على المزارع في كل المواسم الزراعية عامة وهذا الموسم خاصة هناك دمار وتراجع غير منطقي في القطاع الزراعي ويستلزم قرائته وإغاثته ما يمكن من انقاض المزارع والمحصول الزراعي
واضاف هاشم انه يجب على الجهات الرسمية تحمل مسؤوليتها والعمل على تفعيل وإيجاد القوانين لحماية القطاع الزراعي لانه الدرع الاقتصادي والوطني الحامي للصمود والثبات فلا تتركوه يعاني دون سند وعون حقيقي وعملي وطالب أيضا بايجد تأمين للمزارعين من اجل حمايتهم من تقلب الأسعار واجاد قانون اسواق مركزية ..

وحيث تعتبر مدينة أريحا والاغوار السلة الغدائية لفلسطينين بسبب سهولة ارضها ومناخها المناسب للزراعة لان معظم اهلها يعملون بالزراعة ولذلك نطالب في مد يد العون للمزراع ليصمد على ارضه حتى ينعم باقي الوطن من خيرات مدينة اريحا واذا كان المحصول الزراعي جيد فان ذلك ينعكس على باقي فئات السكان لان المزارع عندما ينتعش اقتصاديا فسوف يقوم بانعاش الحياة الاقتصادية في المدينة..

محمد جواد