زحالقة وزعبي في زيارة ميدانية لمدارس الطيبة وكفر قاسم
تاريخ النشر: 30/08/12 | 8:33قام النائبان جمال زحالقة وحنين زعبي من التجمع الوطني الديمقراطي، في صباح اليوم الثاني والثالث من افتتاح السنة الدراسية بزيارات تفقدية لجهاز التعليم في مدينتي الطيبة وكفرقاسم، اطلعوا خلالها على اوضاع المدارس ومدى جاهزيتها للعام الدراسي الجديد، ورافقهم في الجولة، ايمن حاج يحيى، مركز منطقة المثلث الجنوبي وعضو المكتب السياسي للتجمع، والمساعد البرلماني سامي العلي.
خلال الجولة، التي جرت يومي الثلاثاء والأربعاء 28 و 29 من تموز الحالي، اطلع النائبان عن كثب على أوضاع 3 مدارس ابتدائية في مدينة الطيبة هي ابن رشد، الغزالية والحكمة اضافة الى مدرسة النجاح الإعدادية، والتقى النائبان مدراء المدارس، الذين طرحوا بدورهم القضايا التي تعانيها مدارسهم بشكل خاص وجهاز التعليم في الطيبة عموما. وفي يوم الاربعاء تفقد النائبان جاهزية وأوضاع 4 مدارس في مدينة كفرقاسم وهي: ابن خلدون الابتدائية، الحياة الإعدادية، الثانوية الجديدة ومدرسة الجنان للتعليم الخاص، واستمع النائبان للمطالب والحاجيات التي عرضها المدراء وطواقم المعلمين، واختتمت الزيارة في كفرقاسم بلقاء مع رئيس البلدية المحامي نادر صرصور ومدير قسم المعارف.
تمحورت القضايا، التي طرحت خلال زيارة مدارس الطيبة، حول قضايا أساسية وضرورية منها النقص في الغرف، اذ ينقص جهاز التعليم في الطيبة 133 غرفة، وافتقار المدارس لمختبرات علمية وغرف حواسيب حديثة تستوفي المستلزمات والمعدات، والاكتظاظ والكثافة في الصفوف، وعدم توفر أراض لبناء مؤسسات تعليمية جديدة وغرف إضافية، شح في الميزانيات المخصصة للمدارس من قبل البلدية التي بالكاد ترصد الحد الأدنى من ميزانيات التعليم للمدارس. وتعاني بعض المدارس من قلة عدد مساعدات المعلمات والمستشارين النفسيين، إضافة الى البنى التحتية الرثة وانتشار مخاطر على سلامة وأمان الطلاب، وتردي البيئة التربوية والنقص في المعدات واللوازم وحتى الساحات والملاعب في بعضها. وشرح المدراء بأن هذا الوضع الكارثي لجهاز التعليم في الطيبة انعكس في انخفاض نسبة الحاصلين على شهادات البجروت.
وأكد عضو المكتب السياسي للتجمع، ايمن حاج يحيى ان الزيارة تأتي ضمن المتابعة العامة من قبل التجمع للوضع العام في الطيبة، والتي تحظى باهتمام الحزب كونها تمر بظروف خاصة منذ إقالة إدارة البلدية المنتخبة وتعيين لجنة معينة بدلها، وقال:” الصورة العامة لوضع المدارس صعبة للغاية، هناك تقصير كبير من قبل البلدية في تقديم الدعم المطلوب لمدارسنا، ولوحظ ان هناك تفاوت واضح بين المدارس من ناحية الجاهزية، وذلك يعود للإمكانيات الذاتية لكل مدرسة، حيث يتضح أن المدارس المتطورة نسبيا والمزودة بمتطلباتها قد اعتمدت ادارتها على نفسها وعلى دعم اهالي الطلاب لها وليس البلدية حسب ما هو مفروض، بينما المدارس الاخرى التي لم تنجح بتجنيد دعم كاف من المتبرعين ما زال ينقصها امور أساسية لتمكنها من توفير بيئة تعليمية مقبولة، مما يبرز الغياب الخطير للبلدية، ويفضح عدم قيامها بواجبها في توفير مستلزمات المدارس “. واضاف حاج يحيى:” من طرفنا، وبعد الاطلاع على الأوضاع في غالبية المدارس، سنقوم باعداد تقرير شامل ووضع خطة عمل لمتابعة الِشأن التعليمي في الطيبة، لننطلق بعمل دوؤب من اجل سد النواقص والثغرات في المدارس من خلال الضغط على الجهات ذات الصلة من بلدية ووزارة معارف وغيرها لإلزامها بتأدية التزاماتها وواجبها اتجاه المدارس”.
اما في مدينة كفرقاسم، فيبدو أن المدارس بجاهزية مقبولة نوعا ما من ناحية البنى التحتية. وأشار مدراء المدارس خلال الزيارة الى وجود نقص في غرف التدريس العادية وكذلك الغرف الفردية والخاصة، عدم تخصيص ساعات كافية للتعليم الفردي، نسبة كبيرة من الطلاب يعانون اوضاعا اقتصادية صعبة وينتمون لعائلات مسحوقة في ظل شح الميزانيات المخصصة لهم والمعونة، مختبرات تفتقر للوازم والأجهزة والأدوات المناسبة، استعمال الملاجئ والمكتبات والمختبرات كغرف تدريس، الاعتماد على لجان اولياء الامور في توفير المستلزمات وتمويل بعض الفعاليات، نقص في ساعات التعليم اللامنهجي والأطر الثقافية، اعداد كبيرة من المعلمين يعملون بوظائف جزئية منذ سنوات، انعدام الحراسة على كافة مدارس المدينة. أما في التعليم الخاص فتشابهت القضايا من جهة، وبرزت مشاكل اضافية مثل، السفريات ونقل طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بدون مرافقات احيانا وبظروف ومركبات غير مناسبة ولا تلبي المعايير، انعدام مكاتب للمختصين والمهنيين والعلاجيين، افتقار مدرسة التعليم الخاص لغرف وأجهزة علاجية- تعليمية.
واجمع مديرو المدارس على اهمية تطوير جهاز التربية والتعليم في المدينة، والعمل على رفع مستوى التعليم والتحصيل العلمي وذلك من خلال تحسين اوضاع المدارس البنيوية وبناء اطر حديثة توفر مناخا تعليميا مناسبا، فضلا عن تخصيص الميزانيات وإقامة المشاريع والبرامج الحيوية والتربوية التي تساهم في تنمية وتطور الطلاب العلمي والتحصيلي. وطالبوا الجهات المسئولة بتلبية فورية لجميع النواقص والحاجيات.
وقال النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية وعضو لجنة المعارف، بأن أوضاع التعليم العربي بحاجة إلى ثورة وإلى هزة شديدة وليس فقط بعض الإصلاحات المتفرقة هنا وهناك. وأكد زحالقة بأن هناك حاجة ماسة ومستعجلة لتطوير البنى التحتية وبناء غرف جديدة في كل المدارس تقريباً، وهناك مدارس أصبحت أكبر من اللزوم ويجب تقسيمها إلى مدرستين، وهناك نقص كبير في مستلزمات المختبرات ووسائل الإيضاح والحواسيب والمكتبات وغرف الرياضة المجهزة وغيرها وغيرها. ودعا زحالقة إلى عمل مشترك للأهالي والطواقم التعليمية والقيادات المحلية والسلطات المحلية المنتخبة والقيادات السياسية للنهوض بالتعليم مشدداً على شعار “التعليم أولاً!” ومضيفاً : “تستطيع اسرائيل ان تصادر الأرض لكنها عاجزة عن مصادرة العلم من العقول!”، وزاد بأن مهمتنا المركزية هي بناء المستقبل لأبنائنا وبناتنا، وهذا يكون بالتعليم أولاً. وقال زحالقة بأن الكتلة البرلمانية للتجمع ستتابع كل القضايا التي طرحت خلال الزيارة وتطرحها في الكنيست وفي الاتصال مع الجهات المختصة.
وقالت النائبة حنين زعبي:” كان من الطبيعي ضمن شروط حياتنا أن يكون محور الاهتمام هو مضامين التعليم، جودته وربطه مساقات التخصص في المرحلة الثانوية بسوق العمل، إلى جانب قضايا خنق حرية التعبير في المدارس، وقمع حرية العمل السياسي هناك، وهي من الأمور الحارقة. لكنك تجد نفسك تطالب بصفوف تعليم وبتجهيزات أساسية تبدأ بمترين مربعين للطالب وتنتهي بمكتبة ومختبر غير موجودين أو تحولا إلى صف، وحارس لحماية حياة الطالب ليس أقل، أي نحن نطالب بشروط إنسانية للتعليم ليس أكثر. بناتنا وأولادنا يتعلمون في ظروف خانقة، أحيانا دون هواء وفي درجات حرارة أو برد شديدين، في الوقت الذي تطالب به المدارس اليهودية بتغيير “الفارة” للحاسوب الحديث، ضمن مختبر من أحدث المختبرات. والنضال لشروط الحياة البديهية ليس أسهل. مع ذلك علينا ألا نتجاهل الاحتياجات الرئيسية لكن أيضا ألا نغرق بها، نحن في كتلة التجمع نطالب بتعليم تكنولوجي حديث وعصري، وبتطوير التعليم اللامنهجي في مدارسنا إلى جانب نضالنا من أجل صفوف التعليم، وميزانيات أساسية، لأنك في النهاية تتحدث عن مؤسسات لا تعلم رياضيات ولغة عربية ( مع إهمال الأخيرة) لكنك تتحدث عن الحاضنة التي تبني الإنسان وتحدد شخصيته ومواقفه وقيمه وانتماءه، ومن هنا نحن نتحدث عن أهم وأخطر مؤسسة في المجتمع”.
يا استاذ جمال احسن تهتم ببلدك اللي انت ما بنشوفك فيها الا بالانتخابات