يا معشر الشباب ..سيروا في درب التحرير ولا تترددوا
تاريخ النشر: 01/09/12 | 7:21يقلم:تيسير سليمان /ام الفحم
تِزداد قناعة المواطن الفحماوي عامة والشباب الفحماوي على وجه الخصوص يوما بعد يوم بضرورة التغيير الذي بات وشيكا وحتميته لملأ الفراغ القاتل والروتين بسبب سوء الإدارة والتقدير للسلطة الحالية والذي يدفع ثمنه الغالي كل طفل وشيخ ورجل وامرأة من حيث يدري او لا يدري…!
الحديث ذو شجون…لكن ما يبشر ويطمئن القلوب أن القيود قد تكسرت وأنكشف المستور ولم يعد ينطلي على أحد بعد اليوم اساطير الماضي وخرافات المستقبل والبطولات الوهمية والأسماء والمسميات.. حتى لو كانت بثوب وطني لامع أو ديني مقدس طالما أن حقوق المواطن الفحماوي مهضومة وكرامته غير مصونة وبلده غير آمنة ! . أكثر ما يهم الشباب الفحماوي هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى هو تحسين وتجميل حاضره وتأمين مستقبله ..اين ومع من يسكن ..كيف وفي أي ظروف وبيئة ..اين يلهو ويروح عن نفسه ..الرياضة والشباب ..المنتزهات ونوادي الأحياء ..الأمن والأمان.. النظام والقانون …نظافة الشوارع والطرقات..تنظيم المواصلات الداخلية..مراقبة حقيقية وأمانة وعدل وشفافية في المعاملات…
يحاول بعض المراوغين السياسيين هذه الأيام أن يصرفوا أنظار المواطنين الفحماويين ويشغلونهم بما هو غير فحماوي وبقضايا قد تهم أولا تهم المواطن الفحماوي وجره لصراعات ليست في سلم أولوياته ونحن بغنى عنها..ولأولئك نقول: صحيح أنه يهمنا كعرب ومسلمين كل ما يجري في جميع ارجاء المعمورة ونريد الخير والصلاح والأمن والأمان لكل البشرية. لكننا وبكل صراحة ووضوح نتحيز لبلدنا أم الفحم أكثر.. مع حبنا للآخرين.., بل نقولها بصوت عال ومجلجل : أم الفحم أولا وأم الفحم قبل كل شيء .
حديث التغيير يتناقله الشباب هذه الأيام في الشوارع وفي المساجد والمقاهي وفي المجالس البيتية ومن على مدرجات ملاعب كرة القدم وحتى في بيوت العزاء والجنازات والأفراح والأتراح لأهميته وضرورته على أمل التغيير غير ابهين ولا خاضعين لسموم المثبطين والمنتفعين .الشباب يجب أن يقول كلمته الفاصلة هذه المرة وينتفض من أجل نيل حقوقهم المشروعة ..الشباب هم وحدهم من يصنع التغيير ويسطر التاريخ.. الشباب هم من يبني مستقبل الأمم ويستعيد كرامتها .. ..ولذلك نناشدهم , أن يسيروا في درب الحرية بعزم وإصرار وقوة وعزم فولاذي ومن دون تردد حتى نصنع التغيير يدا بيد ونصلح المجتمع والواقع الفحماوي إن كان حقا يعز علينا هذا البلد ومستقبل هذا البلد وأطفال ونساء هذا البلد..! والغريب في الأمر أن جميع المواطنين الفحماويين مقتنعين أن أم الفحم في خطر ,وأن أم الفحم في تراجع عمراني وتربوي وثقافي وأمني .. فما الذي يدفعهم إذن أن يجددوا العهد لمن هو سبب الخلل ومصدر الخطر ..! والله يقول والرسول يقول والمنطق أيضا.. أن لا خير في مسلم يبيع دينه وبلده بغرض من الدنيا وبدراهم معدودة ….! وأمة كهذه رجالها تباع وتشترى لا يمكنها أن تقود أمم أو حتى تصلح نفسها ,أو تدعي تصدير الصلاح والحرية للمجتمعات الأخرى وهي اسيرة ل..
وأخيرا : لا نفشي سرا عندما نقول أن اكثر المواطنين الفحماويين وقعوا أسرى وعلى مدار عقدين ونصف في شبكة الخلط بين العمل البلدي والعمل الدعوي لدرجة انهم اعتقدوا بل آمنوا .. انه لو تم التصويت لغير الكتلة الاسلامية في الانتخابات البلدية فهو بمثابة الخروج عن الجماعة وعن دين الاسلام أو لدرجة الكفر بما أنزل على محمد ..! والغريب حتى لو كانت البلدية مقصرة والفساد ينخر فيها والإدارة غير سليمة..وحتى أيضا لو تحترق البلد أو تغرق في بحر من الدم ..! فالتصويت للحركة من وجهة نظرهم واجب ديني مقدس بل ركن من اركان الاسلام أو الايمان وبغض النظر عن الأداء والعطاء وهذا أخطر ما في الموضوع…! ولذلك ,ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق مشروع الإصلاح والتغيير في ام الفحم حرصنا على فصل العمل البلدي عن العمل الدعوي كي لا تختلط الامور وكي لا تصبح البلدية والتصويت جزء من العقيدة وعدم التصويت للكتلة أو الحركة أو الحزب هو كفر أو إثم أو جريمة….! باعتبار أن العمل البلدي لا يحتمل العاطفة وإنما هو عمل ادارة مؤسسات ويخضع لقوانين وضعية وليس لعواطف وايمان ومسلمات ..ونذكر أن المسلمين اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة وفي لحظات عجز وضعف وذلة وبذلوا حياتهم رخيصة من أجل الدين ونشر الرسالة من دون تردد طالما كان يدور الحديث عن مسلمات وتنزيل من رب العالمين ..أما وعندما كان الحديث يدور عن ما هو غير ذلك فكانت الشورى والرأي والرأي الآخر, فهذا له رأي مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر وذاك له رأي مخالف في حفر الخندق ..فما بالك في ادارة بلدية تخضع لوزارة الداخلية الاسرائيلية ..؟ لماذا يجب أن نمنح الثقة ونجدد للذي عجز أو استنفذ أو غير ذلك ..؟لماذا نعطي انطباع سيء عن الدين والدين بريء من أخطاءنا وزلاتنا ..؟ ام أنه انتماء للحركة أو انتماء للحزب أو الشخص الذي يفوق الانتماء للدين والبلد.. وبذلك تنتهي صلاحية كل النظريات والقيم والمثل التي تلقيناها من على المنابر وعلى مدار عقود ..! وقد يستفزنا قارئ ويقول ومع كل هذا وذاك سوف نجدد ونصوت للسلطة الحالية وبغض النطر…فنقول له : نحترم رأيك ولك الخيار.. لكنك وبذلك ترغمنا أن نشاركك قدرك المحتوم ,ولأنك تماما مثلك مثل الذي يقرر أن يصنع ثقب في حصته في قعر السفينة المشتركة….صحيح هي له وهي من نصيبه وهو حر التصرف ..لكننا وبتصرفه غير المسئول ومع حرصنا وتنبهنا ..ومع كل أسف سوف ندفع الثمن ونغرق معه جميعا.