قراءة في ديوان معالي مصاروة خطوات انثى

تاريخ النشر: 01/09/12 | 15:44

خطوات أنثى للشاعرة معالي مصاروة:  كيف يخدم الشكل الفني مضامين الكاتبة؟

القراءة الأولى للديوان جعلتني أتوقف عند بعض القصائد، أو بعض الفقرات الشعرية، لذلك ما إن انتهيت من القراءة الاستمتاعية للشعر والاستكشافية له، حتى رأيتني أعيد القراءة مرة أخرى، وهي قراءة تجاوز القراءة الاستكشافية، لعلها القراءة الناقدة للنص، هذا النص الشاعري الذي تخطو فيه الكاتبة الشاعرة معالي مصاروة نحو احراف الكتابة شعراً أو نثراً.

نصوص “خطوات أنثى” هي الديوان الأول للكاتبة، والذي فيه اختارت جنساً أدبياً وشعرياً حديثاً، هو الشعر المنثور الذي ظهر في بدايات القرن العشرين، والذي ارتبط نشوؤه بالشعر الحر، أي شعر التفعيلة، الذي هو ثاني شكل شعري بعد الشعر العمودي الكلاسيكي المعروف والمشهور.

“خطوات أنثى” إذن هو خطوات في الكتابة، اختارت الكاتبة الشكل الجديد وهو الشعر، المنثور، والذي يعدّ الآن الشكل الأولي الذي يبدأ به الموهوبون/ ات حيث يقعون تحت أسر الشعر، كفن أدبي عريق، متأثرين بشاعريتهم، يدفعهم لذلك استخدام اللغة الجمالية التي تلائم الشعر أكثر. فهم شاعريون من خلال الشعور ومن خلال اللغة الجمالية الشعرية، لكنهم متحررون من قواعد الشعر في الشعر العمودي والشعر الحر، حيث يؤثر الشكل فيهما على الكاتب، ويحدّ من تدفق عباراته، لذلك يلجأ هؤلاء الكتاب إلى الشعر المنثور كشكل ويجدونه سهلاً للكتابة، رغم أن هذا الفهم أيضاً من ناحية إبداعية فهم محدود، إذ أنه ليس حقيقة أن الشعر المنثور شعر سهل، بل إن الإبداع فيه له شروط، وهي لا تقل عن شروط الشكلين المعروفين: العمودي والحرّ؛ فالشعر المنثور يملك موسيقى داخلية مهمة يصعب الكتابة في الشعر الحر بدون امتلاكها، وفوق ذلك فإن الجملة الشعرية في الشعر المنثور هي في الأصل جملة شعرية لا نثرية كما يستسهل الكتاب المواهب، وينبغي التمكن من اللغة الجمالية الشاعرة، التي تعتمد على لغة مكثفة رشيقة، موحية، تفعل فعل الشعر في القارئ.

بالاتكاء على ما سبق، يمكن النظر إلى قصائد (نصوص) معالي مصاروة، أنها تنقسم إبداعياً إلى أربعة مستويات، وقد اجتهدت رأيي النقدي بناءً على تمكنها من شكل الشعر المنثور كما أسلفت: وهذه المستويات الأربعة، تعكس البدايات الشعرية للكاتبة، حيث يسبق مرحلة الاحتراف مرحلة التجريب والمبادرة، ومن الطبيعي وجود أكثر من مستوى في النصوص، وقد اخترت “خطوات أنثى” للشاعرة مصاروة ليكون مثالاً لدواوين ونصوص لكتاب وكاتبات ينتقلون من الموهبة إلى الاحتراف حتى يكونوا أكثر وعياً على إبداعاتهم، ليجودوا نصوصهم القادمة، ويختاروا الأفضل، ولا يستعجلوا في دفع النصوص جميعاً إلى الطباعة؛ فوجود نصوص قوية في كتاب بينها بعض النصوص الأقل إبداعاً، أفضل .

بقلم تحسين يقين

تعليق واحد

  1. اعتذر عن التعليق عفوا لانني لم احصل على نسخة من هذا العمل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة