ادبنا المحلي واسباب عدم انتشاره!
تاريخ النشر: 01/09/12 | 8:58بادئ ذي بدء اقول ان ادبنا المحلي انتشر في العالم العربي في سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات ،وحظي بتغطية واسعة، وأقبل القراء العرب على قراءته والاهتمام به بفعل الصحف والمجلات والدوريات الثقافية والادبية وعلى راسها صحف وادبيات الحزب الشيوعي، التي استقطبت الاقلام الادبية الشريفة والملتزمة ونشرت النصوص الادبية الواقعية والسياسية الرفيعة ذات الجودة العالية والمستوى اللائق، ونقلت الصحف والمجلات العربية في الخارج هذه النصوص الابداعية، من شعر وقصة وخاطرة ورواية، مما ساهم في انتشار ادبنا المحلي. وكان لمجلة “الاّداب”اللبنانية الرائدة وللاديب الفلسطيني اللامع غسان كنفاني دور كبير في تعريف القراء والشعوب العربية بادبنا وادبائنا، وذلك بنشرهما الكثير من النماذج الادبية الفلسطينية.
ولكن من الملاحظ انخفاض ونكوص الاهتمام بهذا الادب في الخارج واقتصار القراءات لعدد من المبدعين المعروفين الذين لا يتجاوز عددهم اصابع اليدين، وهذا برأيي عائد بالدرجة الاولى لعوامل سياسية وحزبية، وللانقطاع وعدم التواصل بين العالم العربي ومبدعي حركتنا الادبية، وكذلك هبوط وتدني مستوى الانتاج الادبي المحلي في السنوات الاخيرة، عدا عن تغليب الذات على العام واللهاث وراء الشهرة والنجومية وسيادة النرجسية، واعتبار كل شاعر نفسه “متنبي”عصره بالاضافة الى غياب النقد الموضوعي الجاد والبناء وسيطرة نقد الاطراء والمديح والمجامل ونمو ظاهرة “اللييفة”المتخصصين بالترويج لنتاج هذا الشاعر وذاك القاص ناهيك عن “جوقات” النفخ والتطبيل والتزمير والتصفيق، التي شكلت وتشكل سببا حقيقيا في عدم رواج انتاج الكثير من المبدعين “المساكين”الذين لايجيدون فن العلاقات العامة او بسبب توجههم الحزبي و مذهبهم السياسي وفكرهم الايديولوجي، رغم كتابتهم الحقيقية الجادة، وكم من مبدع عانى من سياسة التعتيم الاعلامي والتغييب المتعمد والمقصود؟
اخيرا، ان انتشار أي ادب منوط بجودته وصدقه ومستواه الفني ومضمونه الواقعي والانساني الهادف، وبتاثير الصحيفة او المجلة التي ينشر فيها اعماله وكتاباته الادبية، وانتشارها بين الناس والجماهير، وايضا توفر الناقد النزيه والنقد العلمي المخلص والجاد، وسيادة الديمقراطية والانفتاح على الاّخر.