ما اكثر العبر وما اقل الاعتبار

تاريخ النشر: 02/09/12 | 3:57

كأن ولاة الامر من حكام العرب وزعمائهم، الذين ابتليت بهم شعوبهم ومجتمعاتهم ، وتمزقت بهم اوطانهم، وابتليت بظلمهم وبطشهم وفسقهم وفجورهم, هؤلاء لا يلتقطون العبرة، ولا يقيمون وزنا للمناقب الطيبة، او الاعمال الصالحة، والسيرة الحميدة الحسنة، فلو قرآوا الاحداث، ومشاهد التاريخ وتغيراته وتقلباته، وتغير الايام وتنكر الليالي. والعبر من حولهم كثيرة هي في هذا الزمان وفي العصور الغابرة، فيا ليتهم اتعظوا وياليتهم قرآوا وفهموا وتدبروا، ودرسوا حلقات التاريخ وعصوره، وكيف انقلب الرفيع، وكيف اصبح الوضيع، فواعجبا ايها الحكام، فواعجبا ايها الفجرة الفساق. انتظرو ا يومكم الاسود، ومصيركم المحتوم غير مآسوف عليكم تطاردكم اللعنات واهات المظلومين وانات الايامى وزفرات الثكالى وعويل الاطفال، وستقفون مواقف الخزي والعار غدا بين يدي النتقم الجبار ,,,

توق مصارع الغفلات واحذر…فليست زينة الدنيا بزينة

وقصرك عن هواك فكل نفس…غداة غد بما كسبت رهينة

هي الدنيا تموج كما تراها….بما فيها فشآنك والسفينة

وتلك الايام نداولها بين الناس،ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار، دعهم في غيهم يعمهون، وهم في قصورهم سامدون، لاهون عابثون وسيلاقوا الجزاء الذي يستحقون، وحسبك مثلا من الامثال التي تملآ بطون التاؤيخ.

قال يوسف الكوفي:وكان قد روى الاشعار والاحاديث. اديت الحج ذات سنة، فاذا انا برجل عند البيت، وهو يقول: اللهم اغفر لي وما اخالك تغفر، فقلت: يا هذا ما اعجب يآسك من عفو الله، قال: ان لي ذنبا عظيما | فقلت اخبرني:

قال:كنت مع يحيى بن محمد بالموصل، فآمرنا يوم الجمعة، فاعترضنا المسجد، فقتلنا ثلاثين الفا، ثم نادى مناديه: من علق سوطه على دار فالدار وما فيها له، فعلقت سوطي على دار ودخلتها، فاذا بها رجل وامرآة وابنان فقدمت الرجل فضربت عنقه, ثم قلت للمرآة هات ما عندك ؟والا الحقت ابنيك به، فجاءتني بسبعة دنانير، فقلت:هات ما عندك ؟ فقالت: ما عندي غيرها, فقدمت احد ابنيها فقتلته، ثم قلت:هات ما عندك والا الحقت الاخر به, فلما رآت الجد مني، قالت: ارفق, فان عندي شيئا كان قد اودعنيه ابوهما, فجاءتني بدرع مذهبة لم آر مثلها في حسنها, فجعلت اقلبها, فاذا عليها مكتوب بالذهب.

اذا جار الامير وحاجباه…. وقاضي الارض اسرف في القضاء

فويل ثم ويل ثم ويل…. لقاضي الارض من قاضي السماء

فسقط السيف من يدي ومادت بي الارض ورتعدت وخرجت من وجهي الى حيث ترى …..

من محمد صبيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة