جمر الهوى

إِنَّ مَا بَيْنَنا حُبّ.. حَرْبٌ … نِيْرَانٌ يَتَلظّاهَا النَّوى

والعِنَاقُ يُدثِّرُنا عِشْقًا … يَنْبضُنا دَمْعَةَ وَرْدِ النَّدى

عَانَتْ مِنْ فِراقَكَ أَهْدَابِي … عَانَى مِنْ جُنُونِي جُنُون الْهَوى

وَخُذِلْتُ كَزَهْرٍ شَابَ عَلى … شُرْفَةِ الأُمْنِيَاتِ بِقَيْدِ النَّوى

سَافَرْتُ إِلَى مَوْطِئٍ عَابِثٍ … فِي ورَيْقاتِ العُمْرِ صَوْبَ الهَوى

بَاحِثَة عَنْ مَذْهَب عِشقٍ … تَعْزِفنِي وَإِيّاكَ عِطْرَ الصِّبَا

فَأَتانِي تَعَبٌ سَقِيْم الثّوى … قَطّعَنِي وَأضْنَى الرّوح جَوى

فاضَ الدَّمْع سَيّالًا يَطْرَح … وَجَعًا قَدْ أَغْدَقَ جَمْر الْهَوى

ارتَعَدتْ أَوْصالِي بَرْدًا … واللّيْلُ يُرَنِّمُ كُحْلَ الأَسَى

سَكِرَتْ فِي احْتِراقٍ فَرَاشاتِي … والتّهْيام أَشْقى نَفَسَ الشّذا

يَتَجَنّى البعَادُ عَلَى نَبْضِي … غَابَتْ رُوحِي فِي شَفَقِ السّنا

صفاء ابو فنة