2014 .. ميلادية سوداء عصفت بالمسجد الأقصى
تاريخ النشر: 01/01/15 | 10:54في الوقت الذي يلملم فيه العام الحالي أيامه ويستعد للرحيل إيذانا منه ببدء عام جديد ؛ يبقى المسجد الأقصى على أمل استقبال ضيف ميلادي أفضل من الذي رحل يحمل في جعبته المسرّة والخلاص من حصار قاسٍ ومحتل ظل جاثما على صدره أكثر من أربعين عاما.
وبحسب الأحداث والوقائع على الأرض كان هذا العام الأشد ضراوة على صعيد المسجد الأقصى، إذ شهد تصعيدا خطيرا من قبل الاحتلال الإسرائيلي سواء كان ذلك من خلال الانتهاكات بحقه والمتمثلة باقتحامات المستوطنين اليومية فضلا عن اقتحامات الشرطة والوحدات.
جريمة إغلاق المسجد الأقصى كليا
ففي مساء التاسع والعشرين من شهر اكتوبر /تشرين أول أقدم وزير الأمن الداخلي يتسحاك أهرونوفيتش على خطوة خطيرة وغير مسبوقة، حيث أمر بإغلاق المسجد الأقصى بشكل تام حتى إشعار آخر، ومنع المصلين من دخوله ولم يسمح إلا لبضعة أفراد من موظفي الأوقاف من بينهم مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، وقد بدا المسجد حينها فارغا بصورة هي الأولى من احتلاله عام 1967.
وجاء قرار إغلاق المسجد الأقصى بعد حادثة إطلاق النار على الناشط يهودا غليك وإصابته بجروح بالغة أقعدته في المستشفى عدة أشهر.
اقتحام حرم الجامع القبلي
وفي صباح يوم الأربعاء الموافق لتاريخ 5/11/2014 ارتكبت قوات الاحتلال حماقة نوعية، لحظة أن قررت وبشكل مفاجئ اقتحام الجامع القبلي المسقوف في المسجد الأقصى حتى وصلت الى محراب المسجد، وذلك بهدف اعتقال الشبان الذين تواجدوا بداخله، وقد تم الاعتداء عليهم بشتى وسائل القمع والقوة الأمر الذي أوقع إصابات مختلفة في صفوفهم، فضلا عن حجم الخراب والدمار الذي لحق بأجزاء من المسجد خاصة سجاده ودكّة المؤذنين التي اشتعلت النيران في عمدانها الرخامية وخزانة التيار الكهربائي المجاورة لها.
الاقصى في شهر رمضان وليلة القدر
أما شهر الصيام فلم يكن كسابقيه بالنسبة للمسجد الأقصى، حيث لم يحمل معه أجواءه الرمضانية بسبب حرمان الاحتلال أهله ومحبيه من الدخول اليه والصلاة فيه ؛ ففي الوقت الذي كان مئات الآلاف يزورون فيه المسجد الأقصى، لم يسمح الاحتلال إلا لأعداد قليلة لم تصل الى عشرة آلاف بزيارته، وفي أيام الجمعة التي كان يصل عدد المصلين فيها الى أكثر من 300 ألف مصل، وصلت في رمضان هذا العام إلى ما يقارب ثمانية آلاف بسبب منع الاحتلال من هم دون الخمسين عاما من دخوله.
وفيما ليلة القدر، لم يجد المسجد الأقصى نفسه يتيما أكثر من تلك الليلة، حيث أحيت آلاف قليلة هذه الليلة المباركة وبقي العدد الآخر من الرجال والنساء والشباب والأطفال يرابطون على مداخله الخارجية وأزقة وحواري البلدة القديمة، بسبب الحصار الظالم الذي فرضه الاحتلال على المسجد ولم يسمح لمن هم دون الخمسين عاما من دخول المسجد، وشدد الاحتلال قبضته العسكرية طيلة أيام الشهر الكريم، حيث نشر الآلاف من قواته وعناصره من مختلف الوحدات لتشكيل طوق عسكري يحول دون اعمار وإحياء قبلة المسلمين الأولى.
عمّار الاقصى وضربات الاحتلال
وأما عمّار المسجد الأقصى، فلم يسلموا من ضربات الاحتلال ومكائده، حيث ضرب الأخير رقما قياسيا هذا العام في حالات الاعتقال والإبعاد بحق المصلين الذين يتوافدون إلى المسجد الأقصى بشكل يومي، حيث أصدر محكمة الصلح في القدس المحتلة عشرات أوامر الإبعاد بحق عدد كبير من المصلين ومن مختلف الفئات العمرية، كما نفذت عناصر الاحتلال حملة اعتقالات مسعورة في شريحة الأخوات بشكل خاص وحرمت عددا كبيرا منهن حق الصلاة بالمسجد الأقصى، الأمر الذي دفعهن الى الرباط على أبوابه.
وبالرغم من هذه الصورة القاتمة التي تسبب بها الاحتلال في المسجد الاقصى، إلا أن جذوة الأمل في تحرير الأقصى من قيده ما زالت تتوقد في قلب كل طفل ورجل وشيخ وامرأة فلسطينية، ولسان حالهم يقول “بالروح بالدم نفديك يا أقصى “.