الحب يجمع قناص حلبي وممرضة في قفص الزوجية
تاريخ النشر: 03/09/12 | 7:50يقول المقاتل السوري المعارض أبو خالد إنه وقع في حب حنان الممرضة التي عالجته “من النظرة الاولى” بعدما أصيب في ساقه. ويوضح المقاتل الملتحي “رأيتها في المركز الطبي في مدرسة القنيطرة. عندما اصبت، قامت بتنظيف جروحي يومًا بعد يوم، وكانت فرصة لي كي اتعرف عليها اكثر، وأقع في غرامها اكثر”.
من جهتها، تروي حنان (23 عامًا) بابتسامة خجولة يحمر معها وجهها المحمر اصلاً بفعل الماكياج بداية علاقتها مع ابو خالد، وتقول: “عندما التقينا، حدث شيء ما”. وتحظى حنان، التي اختارت لحفل زفافها أن تضع حجابًا ابيض على رأسها يعلو قميص الممرضة الابيض، بدعم ابو خالد منذ أن قتل شقيقها في النزاع الدامي المستمر في سوريا منذ منتصف اذار (مارس) 2011.
وتوضح وهي تجلس بقرب ابو خالد الذي اختار أن يرتدي سترة عسكرية تملأها الجيوب: “عندما توفي شقيقي اصبح حبنا أقوى، اضافة الى ذلك، انه (ابو خالد) ثائر”. وجلس العريسان، كما تنص التقاليد، على كنبة كبيرة، وعلق خلفهما علم كبير للمعارضة.
وفيما كان مقاتلون يعلقون لافتات كتب عليها: “نحن نحب الحياة”، قام ابو خالد وحنان بقطع قالب حلوى من الشوكولا. ثم القى قائد في الجيش السوري الحر وقد التفت حوله مجموعة من العسكريين المنشقين والمدنيين الذين حملوا السلاح لمقاتلة نظام الرئيس بشار الاسد، خطابًا تبعه تبادل الخاتمين بين العروسين.
واقيم حفل الزفاف بعد ذلك في الخارج حيث افترشت الفواكه مجموعة من الطاولات. وقام الحضور بتهنئة ابو خالد وحنان وسط اناشيد ثورية ظل يرددها المقاتلون الذين تحلقوا حول العروسين قبل أن يشكلوا دائرة ويهتفوا “حرية! حرية!”.
وقتل 25 الف شخص في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية لمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، وفقًا لارقام المرصد السوري لحقوق الانسان. ومنذ 20 تموز/يوليو، تخوض القوى المعارضة المسلحة والقوات النظامية السورية حرب استنزاف للسيطرة على حلب، ثاني اكبر المدن السورية.
وكانت حلب تعتبر لفترة طويلة معبرًا يربط اوروبا بآسيا والمشرق بأفريقيا على طريق الحرير. وكانت حتى فترة خلت المدينة الاغنى في سوريا. لكن مع المعارك اصبح اقتصاد المدينة القائم على التجارة في تدهور كبير.
واوقفت الحرب الصناعات التي تملكها الدولة في مناطق الثوار، وادى نقص الوقود الى كبح الزراعة فيما حرم النزوح الكثيف السوق المحلية من عدد كبير من المستهلكين. واهالي حلب الذين لم يفروا من المدينة وغالبيتهم من الرجال الذين بقوا لحراسة املاكهم أو عائلات ليس لديها أي مكان آخر تلجأ اليه، يتهمون الرئيس السوري بشار الاسد بالسعي الى تجويعهم.
واصبحت المخابز هدفاً للدبابات وللغارات الجوية في الاسابيع الماضية. وبالنسبة للسكان فإن الرسالة واضحة: هؤلاء الذين بقوا في حلب يدعمون عناصر الجيش السوري الحر ويعرضون انفسهم للموت حتى عند قيامهم بشراء خبزهم اليومي.
ويقول احد المشاركين في حفل الزفاف وهو يلوح برشاش كلاشنيكوف “لا احد يستطيع ايقاف الحياة. لا احد يستطيع ايقاف الشعب”. وعلى بعد شوارع معدودة من موقع الزفاف، بين اعمدة الدخان المتصاعدة من بين ركام الابنية المهدمة، كان القتال لا يزال دائرًا بين مقاتلين مناهضين للنظام مدججين بالرشاشات والقذائف الصاروخية، والقوات النظامية، في الحرب المفتوحة في حلب.
مبارك الزواج السعيد
لمناضلين ما كانو عبيد
حب وحب الوطن يزيد
بقلبهما ويسري بالوريد
اللهم اخلف عليهم وليد
واحيهم واجرهم اجر الشهيد
واكتب لهم العمر المديد