أين كانت عقولكم تلك الليلة
تاريخ النشر: 03/09/12 | 15:03لطالما كان يضع كفيه تحت رأسه ، مستلقياً على ظهره، يرتدي شبّاحاً وسروالاً بيتياً.. بينما يراقب طفله الأول وهو يحبو في اطراف الغرفة… لكنه لم ينفك يفكّر بنفس الطريقة حتى رزق بالسنة التالية بمولود جديد ، وبعد عقد من الزمان صار عنده “دزينة” اولاد وقائمة مصاريف بحاجة الى محاسب قانوني لينظمها .
تعاظمت ديونه، وتضاعفت نفقاته ، وتوسّعت احتياجات أبنائه .. وما زال يضع كفيه تحت رأسه، مستلقياً في نفس المكان ويرتدي نفس “ملابس الراحة”، ولكن هذه المرة تعاظمت ديونه ، وتفاقمت قائمة امراضه مع كيس تملؤه الأدوية الطبية لمعالجتها ، فهو يعاني الآن من ضغط دم عال بسبب صعوبته في تربية الابناء العشرة ، واكتشف مؤخرا اصابته بمرض الكولسترول بسبب ترسبات هموم قديمة لضمان مستقبلهم ، والمسكين اصيب بمرض في الجهاز الهضمي بسبب صعوبة بلع كسرة الخبز ” الناشفة” في أمعائه ودوخة حادة بسب دخولهم في دواليب الديون والقروض …وكلما اقتربت منه سمعته يدندن” العائلة كبرت .. الديون تورّمت .
اعتقد ان الانسان العربي ما زال عصياً على الفهم والتحليل لكل الباحثين والدارسين والمتخصصين في علم الاجتماع وعلم الإنسان بسبب صعوبة التكّهن بسلوكه… فهو في الوقت الذي ما زال فيه بقية من حياة أو عرق ينبض، تجده يشكو ضيق الحال والطفر وتضخم مديونيته…
في ظل ارتفاع حدة الأسعار وليتر البنزين ، ما زال العربي يعيش تحت شعار “الكمية والف لا للنوعية ” هي حساب بسيط عشرة اولاد تعني عشرة ارغفة ، عشر حقائب مدرسية ، عشر رحلات ، عشر “فانيلات”، عشر العاب ، عشرة آيفونات ، عشرة “بنطالات “، عشرة بيوت ، عشرة دونمات ، عشر خطبات، عشرة زيجات ، عشرات الاحفاد .. …..!
أما أب لديه العديد من الابناء ، فنسبة الإهمال شديدة ، يعاني من قلة المال وسوء الحال ، الابناء يطالبونه، بابا أريد “ايفون” ، ما معي ، كمبيوتر ما معي ، سيارة ما معي ، بيت ما معي . مل من أبيه ، له صديق منحرف غني التصق به ، طبعاً أطعمه طعاماً طيباً ، وأخذه نزهات ، لكن علمه عادات سيئة جداً ….
كل ذلك يأتي على حساب النوعية في التربية ، وخاصة في اختفاء ادوار في مجتمعنا كدور الام والأب والجد في البيت ، والمعلم في المدرسة ، فما لبثنا ان خرج لنا جيل نتاجه ، مهرة هائجة فقدت لجامها ، تقفز وتسابق مدى طيشها جموحاً ، فلا يخرج علينا نهار الا وسمعنا عن حادث طرق ، او عملية قتل ، او اطلاق نار وطوشة حصادها العشرات من الشباب العربي . كل ذلك يعول باختفاء حزام الامان والتربية الصارمة القوية لان هؤلاء الاباء نسيوا ان التركيز على الكمية، يجعل الجودة أفضل ، لكن ما في اليد حيلة كما يقال ، هي اعتبارات اجتماعية خاطئة ” الحمولة ، والانا….. “!
ايها الاباء والامهات ، اصحاب الذُرية وفاقدي النوعية …!!
ِبَرِبكم اين كانت عقولكم تلك الليلة !!-
لا تنسى ان الحبيب عليه السلام وصى بالذريه ..تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة..
ومحدش بموت من الجوع ..القصه ومافيها مو بالطلبات وغلاء المعيشه .انما شو قدمنا لهيك ذريه ..هل هي ذرية صالحه ام لا..هالايام ما بشوف حد بخلف كتير لانو مافي وقت للام لتربية ابنها ومعظم وقتو بالحضانات او عند الجده..والام ما بدها تحبل وتسمن وتسهر الليالي وتدوش راسها بابنها ..للاسف الام هالايام صارت شبه معدومه بحياة ابنها ..
اهل زمان خلفو 10 و12 ومحدش تذمر وبالعكس شفنا منهم الادباء والقضاة واعلى المراكز ..لانو الام حضنتو وسهرت عليه..
المشكله اليوم بالنطفه من الاساس .. اين كانت عقولهم تلك الليله ..هل كانت مع الشيطان ام كانت مع الله ..من النكاح للوصول لله الفلاح..في ارواح متصله مو اجساد..
لانو في علم عجيب لا تدركه امه أقرأ..لانو للاسف اليوم مافي طهارة نفس ومنشوف الاولاد بلا وعي وبلا تربيه ,, اعتقد نرجع للسنه وما بتكون مشكله ..حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعه وهيك بصير تنظيم نسل ..الولد اليوم محتاج للتكنلوجيه لانو مو عايش بالفطره ما بلعب بكيانو ..للاسف شفرناه حتى ووهو جنين برحم امو ..كل ش حواليه مو طبيعي حتى الاكل يلي بدخلو .
ومثلا وصى الحبيب ع علموهم ع 7 .. منشوف اليوم الولد بروح حضانه من جيل 3 شهور ومن جيل 3 و 5 منبلش نحفظو قرآن لانو احنا بدنا يكون آله نحركها متل ما بدنا وربنا اعطانا أجمل آيه..
أعتقد اخي لازم نحاسب انفسنا وين عقولنا بكل لحظه وبكل نفس …وسبحان من علم الانسان مالايعلم…
وعطول نسأل انفسنا شو قدمنا لهيك ارواح .. احنا يلي منعملو عالموضه حتى بلباسو وبأفكارو وما منترك الطفل عطبيعتو ..لانو في كل 7 اجيال علم عجيب للتربيه …يا ريت نرجع للسنه والقرآن ..
الحمد والشكر لله على عطائه من ذريه صالحه وعقل مفكر ومدبر فانا ام لعشره اولاد وزوجي موظف وانا لا اعمل والحمد والشكر لله فما دخل بيتي من مال حلال الا وكان كله بركه فزاد الواحد يكفي اثنين ولبس الواحد يكفي اثنين اي اننا لم نبخل على ابناءنا بماكل او ملبس ولكن في السوق الملابس تلائم كل دخل فهناك الغالي وهناك المقبول وهناك الرخيص وكل واحد يشتري حسب دخله فلا يجوز لي ان احمل نفسي فوق طاقتها والحمد والشكر لله ابنائي كلهم بشهادات عليا ولو يعود بي الزمن للوراء لانجبت المزيد لكثرة حبي للاطفال ولاثبت للمبذرين ان الرزاق هو الله وكثرة الاولاد لا تفقر الا المبذرين الذين يريدون العيش بمستوى اكبر من مستواهم
للعدد أهمية ولكن يمكن أن يتناسب مع الكيفية والنوعية والأسلوب وربما بالفرد الواحد يكون الدلال والتسيب والاهمال والحبل على غاربه – موضوع جدير بالاهتمام والتفكير – بوركت !