أبي، أمي، ارفعا رأسيكما

بعد مضي واحد وعشرون عاما من عمري أستطيع أن أقول لك،ارفع رأسك يا أبي ارفع رأسك وسر بين الناس فخوراً بذرية رزقك إياها ربي. ارفع رأسك وقل لهم أنا أبا البنات نعم الأب. اثبت لهم أن من زرع في عقولهم حب الذكور وكره الإناث ما هو الا بـ متخلف لا يدري ما هذه الحياة.
قولي لهن يا أمي، قد أنجبت ما يكفي من الإناث وسيرزقني الجنة رب العباد. قولي لهن يا أمي ليس بعار أن أكون أماً للبنات فتربيتهن أجمل وأشرف ما قد أراه في الحياة. قولي لهن،يقول النبي عليه الصلاة والسلام ” من كان له ابنة وأحسن تربيتها أدخلته الجنة ”
أبي، امسك بيد أمي وكونا نعم القدوة بين الناس. تقدم ودع أمي رفيقة جانبك مدى الحياة. ستذهبان الى اخرتكم يوما ما وسيفتح الله لكما باب جنته لحسن زرعكما للأخلاق وحب الخير في قلوب ذريتكم من الإناث.
لا تحزن يا أبي ودعك من عباراتهم القائلة :”هم البنات الى الممات”. بربك لا تقلق فقد أنجبت طاهرات،عفيفات في زمن قل به الحياء وكثر به الفسق والتباهي بالعصيان.
ابتسم يا أبي ابتسمي يا أمي، ودعكما من الخوف،فـ رب الكون لا يترك من تربى واعتاد على اللجوء اليه في السراء والضراء منذ الصغر حتى اليوم.
أبي، أمي يا قطعة من روحي في هذه الحياة، ارفعا رأسيكما وافتخرا فأنتما أحسنتما تربية ثماني فتيات.

بقلم ميساء نائل اغبارية