الاحتلال الاسرائيلي يهوّد مغارة الكتان في القدس المحتلة
تاريخ النشر: 05/09/12 | 7:23رصدت “مؤسسة الاقصى للوقف والتراث” في تقرير صحفي موثق عممته الاربعاء 5/9/2012 ان الاحتلال الاسرائيلي واذرعه التنفيذية يقوم بتهويد واسع لمغارة الكتان على مساحة 9000م2 وعلى امتداد نحو 250 متر في عمق افقي أسفل البلدة القديمة بالقدس، كما ويقوم الاحتلال بتزييف تاريخ المغارة العريقة بشكل كامل، كما ورصدت المؤسسة مواصلة الاحتلال أعمال الحفريات وبناء الأنفاق في المغارة بهدف ربطها بشبكة الانفاق التي يحفرها أسفل وفي محيط المسجد الاقصى.
وجاء رصد “مؤسسة الاقصى” من خلال زيارات ميدانية متكررة للمغارة التي يقع مدخلها في المنطقة الواقعة بين بابي العامود والساهرة، المخترق للسور الشمالي للبلدة القديمة بالقدس، ومغارة الكتان- او القطن- هي مغارة طبيعية يعود تاريخها الى عمق التاريخ العربي والاسلامي لمدينة القدس، تكونت بسبب استعمالها كمحجر في البناء المتعاقب لمدينة القدس، اذ ان حجارتها – الجير الصخري الصلب- تناسب وتلائم البناء في مدينة القدس وخاصة بناء الاسوار الضخمة، ويرجح ان القائد صلاح الدين الايوبي ومن بعده من الايوبيين، والخليفة سليمان القانوني استعملوا حجارتها لبناء الحصون والاسوار لحماية مدنية القدس.
وقالت “مؤسسة الاقصى” ان الاحتلال قام حتى الآن بتهويد ما مساحته 9000م 2 في باطن الأرض- وهي المساحة المعلن عنها حتى الآن،فهناك روايات تقول ان مساحة المغارة الحقيقية ضعف المساحة المعلن عنها- وبعمق طولي نحو 250م اسفل البلدة القديمة تصل الى حارة السعدية في القدس القديمة، وبارتفاعات مقطعية متفاوتة ما بين 20 الى 30 متر، وقام الاحتلال الاسرائيلي بواسطة ما يسمى بـ ” شركة تطوير شرقي القدس م.ض” ببناء الارصفة الترابية-الصخرية، الرئيسية والمتفرعة، ونصب الحواجز الحديدية والحبائل، وحدد مسارات داخلية على طول وعرض المغارة، ووضع لافتات شارحة يدعي من خلالها ان تاريخ المغارة ينسب الى فترة الهيكل الاول والثاني المزعومين، والى عهد الملك سليمان- كما يقولون- ، ويربط الاحتلال تاريخ المغارة والمياه الجارية فيها الى اسطورة تتعلق بالملك تصدقياهو – يدعون ان المياه الجارية والعين هي تجميع لدموع الملك صدقياهو الباكي على خراب القدس-، ولذلك فهم يسمونها بمغارة صدقياهو او مغارة سليمان، كما قام الاحتلال بتركيب شبكة إنارة وصوتيات وكاميرات مراقبة حديثة، ويستعمل الفراغات الواسعة في المغارة كقاعات للحفلات والمهرجانات الموسيقية على مدار العام وفي مواسم خاصة، يحاول من خلالها سرد الرواية التوراتية التلمودية لمدينة القدس المحتلة.
وأضافت”مؤسسة الاقصى” انها رصدت عملية حفر جديدة ومتواصلة في أجزاء متفرقة من المغارة، حيث استطاعت ” التسلل” خفية الى مواقع داخل المغارة يمنع الدخول اليها، ولاحظت وجود حفريات جديدة في عمق المغارة، بالاضافة الى وجود أكوام كبيرة من الحجارة الصغيرة وأكوام التراب المستخرجة من عمق المغارة، كما تبين للمؤسسة عن وجود حفر في جوف ارضية المغارة يُرى فقط مداخلها، والمسالك الموصلة اليها، كما رصدت المؤسسة قيام الاحتلال بحفر نفق جديد وتركيب درج حديدي يدعي الاحتلال انه مخرج طوارىء، كما قام الاحتلال ببناء “حمامات عامة” من الخشب داخل حدود المغارة، واشارت المؤسسة ان الاحتلال الاسرائيلي افتتح مؤخرا موقفاً خاصة للحافلات التي تقل السياح الاجانب واليهود الذين يزورن المغارة.
وقالت “مؤسسة الاقصى” ان الاحتلال يواصل علميات التهويد للمعالم الاسلامية والعربية لمدينة القدس، ويسعى الى ربط هذه المغارة بشبكة الحفريات التي يحفرها أسفل وفي محيط المسجد الاقصى المبارك، بحيث يتكون عنده شبكة انفاق تحت الارض تبدأ من منطقة عين سلوان- جنوب الاقصى- تتجه شمالا نحو الاقصى، لتصل الى منطقة البراق وباب المغاربة، ثم تخترق الجدار الغربي للمسجد الاقصى وتصل الى اسفل المدرسة العمرية في السور الشمالي للمسجد الاقصى ، لترتبط بعدها بحارة السعدية ومنطقة برج اللقلق وبابي الساهرة والعامود، بحيث يمكث السائح الاجنبي او المستوطن اليهودي ساعات طوال يتجول أسفل الارض دون ان يرى عربيا او مسلما، وهو يتلقى تفريعات الرواية والاسطورة التوراتية والتلمودية للمدينة القدس وشروحات عن الهيكل المزعوم ومرافقه.
وأكدت “مؤسسة الاقصى” انه وبالرغم من كل مشاريع التهويد والتزييف الهائلة التي ينفذها الاحتلال، لكنها كلها ستبوء بالفشل، فالتاريخ الاسلامي والعربي للقدس عريق جداً، لا يمكن إخفاؤه بسهولة ، لكن يظل المطلب الملح من الحاضر الاسلامي والعربي والفلطسيني وحتى الانساني بضرورة مواجهة المشروع الصهيوني الذي يسعى لطمس المعالم الاسلامية والعربية وتزييف التاريخ والحضارة والآثار.
تقرير وتصوير: محمود أبو عطا-“مؤسسة الاقصى”