طلاب الثوامن من مدرسة ميسر في حفريات تل الأساور

للسنة الثانية على التوالي, شارك طلاب صفوف الثوامن من مدرسة ميسر بمرافقة المربيات سهام أبوفنة وغادة مجادلة، وبالتنسيق مع المجلس الإقليمي منشة، في مشروع الحفريات الأثرية في منطقة تل الأساور في وادي عارة لمدة ثلاثة أيام، تحت إشراف مرشدين من قسم الآثار من جامعة حيفا.

قام الطلاب بالحفر والتنقيب بهدف كسب المعرفة والمعلومات عن الحضارات القديمة وتاريخ الشعوب التي عاشت في هذه المنطقة قبل 2600 سنة، في الفترة الكنعانية خاصة، وقد تم إيجاد أدوات فخارية قديمة كانت تستعمل للطبخ ولتخزين المواد الغذائية، عظام وأصداف كانت تستعمل للزينة، ادوات من صوان كالسكاكين، احجار الغزل والنسيج (نول) لصنع الخيطان والصوف وغير ذلك.

كما ويهدف هذا المشروع الى ترسيخ وتذويت قيم تربوية في المشاركة والتعاون، الاحترام المتبادل والتقارب بين الطلاب انفسهم، وبين طلاب جامعيين، وبين تاريخ المنطقة.

دكتور شاي بار، باحث وعالم أثار من جامعة حيفا ومدير مشروع الحفريات، قال: “لقد بدأ هذا المشروع في سنة 2010 كمشروع تربوي وتعليمي ضخم يهدف الى اشراك طلاب مدارس من المنطقة، عرب ويهود، في الحفر والتنقيب مع طلاب جامعات لإكتشاف معالم وحضارة شعوب قديمة عاشت هنا قبل 2800 سنة. خلال العمل بهذا المشروع نرى مدى التقارب والتعاون المتبادل بينهم، رغم الفوارق في أعمارهم وإختلاف انتماءاتهم الدينية والقومية، من أجل هدف مشترك.

مدرسة ميسر- ام القطف، للسنة الثانية على التوالي، تشارك بهذا المشروع ونحن فرحون بمشاركتهم والتعرف عليهم وعلى معلميهم، فهم حقاً لطفاء، جديون، يتميزون بحب المعرفة والتعلم من خلال خوضهم هذه التجربة المميزة”. ووجه كلمة شكر لكل المسؤولين من ادارة المدرسة، المربيات، المجلس الآقليمي منشة، جمعية ايتسك دروري ولجامعة حيفا على دعمهم لإنجاح هذا المشروع، آملاً استمرار مشاركة طلاب مدرسة ميسر في حفريات تل الأساور في السنة القادمة”.

اما مديرة منطقة الحفريات، هاجر بن بسط، قالت بدورها: ” عادة يقال بأن اعمال الحفريات والتنقيب تكون ناجحة فقط اذا تمت على يد طلاب جامعيين وعمال كبار وليس طلاب مدارس، ولكن هنا اثبت العكس، فمن خلال مواكبتي لعمل طلاب المدرسة، رأيت كم هم رائعون وجديون في نشاطهم وحبهم في المعرفة، واسعدني كثيراً بأن كل طالب وجد نفسه في هذه الفعالية، ساعد وساهم بتعاون كبير مع زملائه الطلاب في انجاز عمل مميز يختلف عما في اطار المدرسة . هذه الفعالية عززت التقارب بين الطلاب ونمت عندهم قيما تربوية في تقبل الأخر، الإحترام، المشاركة والتعاون فيما بينهم وبين طلاب جامعيين من البلاد واجانب من خارج البلاد، متعدين حاجز اللغة، فارق الجيل، اختلاف الدين والقومية”.

هذا وقد حيت مديرة المدرسة، المربية سهاد سيف، طلاب المدرسة على حسن انضباطهم والتزامهم بالتعليمات وعلى روح التعاون التي سادت بينهم. كما وشكرت جميع المسؤولين، المرشدين والمربيات المساهمين والمشاركين في انجاح هذه الفعالية.

وفي الختام اعرب الطلاب عن مدى سعادتهم واستمتاعهم بالعمل وتلهفهم لهذا المشروع الذي أثراهم بالمعلومات القيمة عن كنوز الأرض التاريخية، وعن حضارة الشعوب القديمة التي لم يعرفوها سابقاً، وتمنوا المزيد من الفعاليات البناءة الهادفة لإكتشاف ومعرفة معالم البلاد وحضاراتها القديمة.