تصريحات حول مؤشر الديمقراطية لعام 2012 في اسرائيل
تاريخ النشر: 06/09/12 | 10:18بالرغم من الاوضاع الاقتصادية وموجه الغلا التي تجتاح البلاد منذ اكثر من عام في الوسطين العربي واليهودي وفي ظل هذا التصعيد في الغلاء , الا ان البروفيسور تمار هرمان والتي ترأست الطاقم الذي قام بتحضير مؤشر الديمقراطية للعام 2012 فقد قيّمت وضع إسرائيل الاقتصادي تقييمًا إيجابيًّا, وقيّمت الوضع عند اليهود بأفضل بقليل.
وجاءت تقييمات تمار هرمان هذه على أثر نشر معطيات استطلاع مؤشر الديمقراطية للعام 2012, والذي أجرته مع طاقم تترأسه في إطار مركز غوطمان في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية. حيث تم جمع المعطيات من قبل معهد ب. ي. ويلوسيل كوهن لأبحاث استطلاعات الرأي العام، جامعة تل أبيب، منذ منتصف شهر نيسان وحتى منتصف شهر أيار 2012. شملت العيّنة هذا العام 1025 شخصًا أُجريت معهم مقابلات، منهم 834 يهوديًّا و 191 عربيًّا، وهي عيّنة تمثيلية قطرية عشوائية للبالغين فوق سن 18.
وقالت هرمان حول الاستطلاع :”لا تبدو، في تقييمات الجمهور للوضع السياسي والمستقبل المتوقع لإسرائيل، إشارات تدهور ملحوظة مقارنة بالعام الفائت. تشير المعطيات، في هذه السنة أيضًا إلى قدر غير قليل من عدم الرضا، وخاصة من أداء السياسيين والأحزاب. إلّا أنه عند قياس هذه الأمور، لم نكن بصدد الحديث عن اغتراب مدني عميق بما فيه الكفاية من النظام، لينشأ ضغط فعّال من الأسفل يؤدي إلى حدوث تغييرات جذرية في البُنى والعمليات السلطوية”.
وحول رأي المواطنين في مستقبل اسرائيل قالت هرمان :”نسبة المتفائلين فيما يتعلق بمستقبل إسرائيل في المجتمعين اليهودي والعربي (78.8% في الوسط اليهودي و 60.2% في الوسط العربي) وترتفع بشكل واضح مقارنة بنسبة المتشائمين”.
وحول نتائج اداء الحكومة قالت تمار هرمان :”يميل تقييم أداء الحكومة إلى أن يكون سلبيًّا: تعتقد الأغلبية من اليهود والعرب على حد سواء، أن الحكومة تعالج مشاكل الدولة بشكل غير لائق (60% في الوسط اليهودي و 53.9% في الوسط العربي)., أما مستوى اهتمام الإسرائيليين، من اليهود والعرب، بالسياسة مرتفع (68.7% في الوسط اليهودي و 57.1% في الوسط العربي).اذ تشعر الأغلبية في المجتمعين اليهودي والعربي أن قدرتها على التأثير في سياسات الحكومة قليلة أو أنها غير موجودة بتاتًا (61.5% في الوسط اليهودي و 68.6% في الوسط العربي).فيما ان أغلبية اليهود والعرب قد صرّحوا أنهم يؤيّدون أو أنهم أعضاء في أحد الأحزاب (77.2% في الوسط ايهودي و 65.4% في الوسط العربي). أكثر بقليل من ثلث اليهود (39.6%) وفقط 27.7% من العرب يشعرون أنه يوجد اليوم حزب يمثل وجهات نظرهم تمثيلًا جيدًا”.
أما شكل المشاركة السياسية التي تعتبر مؤثرة جدًّا عند اليهود والعرب على حدّ سواء تقول تمار هرمان :”هو التصويت (61.9% في المجتمع اليهودي و 54.9% في المجتمع العربي). أمّا بالنسبة لاستخدام القوة فإن قلّة قليلة فقط من اليهود (10.8%) تعتبره شكل المشاركة الأكثر تأثيرا وهذه النسبة أقل عند العرب (21.5%)”.
وبالنسبة لتصنيف حدة التوترات في المجتمع الإسرائيلي، يتصدّر رأي اليهود والعرب في هذا السياق التوتر بين اليهود والعرب، ويليه: التوتر بين العلمانيين والمتدينين.وتقول هرمان :”اكتشفنا أن الشعور بالانتماء القوي إلى الدولة ومشاكلها عميق جدًّا لدى اليهود (72.9%) وسطحي جدًّا لدى العرب (27.7%).أغلبية اليهود (58.3%) يعتقدون أنه لا إجحاف بحق العرب بينما تعتقد أغلبية من العرب (74.9%) أن هنالك إجحاف بحقهم.أغلبية اليهود يفخرون بإسرائيليتهم (89.1%) أما عند العرب فإن هذا الشعور أكثر انخفاضًا (44.5%).ويقدّر العرب أن إسرائيل هي صهيونية أكثر من اليهود (68.6% عند اليهود و 56.3% عند العرب). ويريد اليهود والعرب، على المدى البعيد، العيش في البلاد (87% في اوساط اليهود و 90.7% عند اوساط العرب).
معظم اليهود الذين أُجريت معهم مقابلات (62.5%) يعتقدون أن قيادات المجتمع العربي أكثر تطرفًا في انتقادها للدولة من سائر المجتمع العربي، بينما قلة فقط من المجتمع العربي تعتقد ذلك (20.4%) بينما تعتقد الأغلبية غير ذلك، لأن القيادة تمثل الآراء السائدة (37.7%) أو أنها حتى أكثر اعتدالًا من المجتمع العربي (36.1%).فيما يمنح العرب علامة لمستوى التضامن لدى المجتمع اليهودي الإسرائيلي أقل من العلامة التي يمنحها اليهود (5.4 في المجتمع العربي و 6.2 في المجتع اليهودي).
هذا وتتصدر ترتيب المؤسسات، التي يثق الجمهور العربي بها، المحكمة العليا (78%) ووسائل الإعلام (59.7%) بينما يضع المجتمع اليهودي في صدارة الترتيب جيش الدفاع الإسرائيلي (94.2%) ورئيس الدولة (84.3%).
أما بالنسبة للبعد والمجالات الاجتماعية تقول البروفيسور تمار هرمان :”هنالك أغلبية في الجمهور العربي ممن يعتقدون أن إسرائيل ستكون قادرة على حماية نفسها من الناحية العسكرية الأمنية على المدى البعيد (62.8%) وأنه قد تثور احتجاجات اجتماعية – اقتصادية عنيفة (71.7%).نصف المجيبين العرب تقريبًا ينسبون أنفسهم إلى مجموعة اجتماعية قوية أو قوية بما فيه الكفاية (49.2%).تدعم أغلبية من العرب واليهود التمييز الإيجابي الذي يقضي بأن يكون ثلث كل قائمة مرشّحين حزبية لانتخابات الكنيست من النساء (68.1% عند العرب و 62.9% عند اليهود).
بداية أشكر بقجة على نشر هذه المعطيات. فموضوع ديموقراطية النظام, أو على الاصح, مدى ديموقراطيته, يجب ان يشغل بالنا وتفكيرنا لانه أساسي جدا ومصيري بالنسبة لنا كأقلية قومية.
على اعتبار ان هذا التعليق هو رد فعل أولي وليس بمثابة تحليل عميق للتقرير بودي ان الفت الانتباه لبعض النقاط:
1. الشعور بالاغتراب وبعدم القدرة على التأثير في السياسة هو مؤشر مقلق جدا ويجب على كافة الاحزاب، عربية ويهودية، ان تعالجه. فالاكتفاء بالمشاركة بالانتخابات مع انه ضروري وهام الا انه غير كاف بالمرة. على العكس من ذلك، فالمطلوب هو المواطنة الفعالة والمشاركة بين الانتخابات في الفعاليات السياسية والفكرية.
2. الاغتراب عن الاحزاب القائمة خاصة الاحزاب العربية (فقط 27.7% من العرب يشعرون أنه يوجد اليوم حزب يمثل وجهات نظرهم تمثيلًا جيدًا) يجب ان يلقى الانتباه منها لكي تبادر الى دراسة اسباب هذا الاغتراب الخطير وتطرح الحلول الممكنة لعلاجه او للتخفيف منه.
3. الاغتراب اليهودي – العربي والذي اعطى التقرير عدة مؤشرات حوله وخاصة الفرق الشاسع فيما يخص الاجحاف بحق الاقلية العربية ((58.3%) يعتقدون أنه لا إجحاف بحق العرب بينما تعتقد أغلبية من العرب (74.9%) أن هنالك إجحاف بحقهم). هذا المؤشر يوجب العمل السياسي الجاد ومحاولة اختراق الصحافة العبرية ووسائل الاعلام من كافة الاحزاب والمجموعات العربية بهدف ايصال صورة اكثر واقعية عن اوضاعنا. ليست بالمهمة السهلة ولكن لا مفر منها.
4. لم اجد في التقرير معطيات حول نشاطات المجتمع المدني- الجمعيات الاهلية – والتي يجب ان تولى الاهتمام اللازم لدورها الاساسي في طرح مسائل هامة والمساهمة في حل مشاكل متنوعة بشكل فعال.