مؤسسة حراء تختتم عمرة الحفظة لهذا الشتاء
تاريخ النشر: 06/01/15 | 10:11وصل الاثنين معتمرو عمرة “حفظة القرآن والأقصى”، التي تنظمها مؤسسة حراء لتحفيظ وتعليم القرآن سنويا، بمشاركة واحد وعشرين حافظ وحافظة، وأربعة مسمعين، بالاضافة للإداريين، رافقهم ثلة من المربين لتأهيلهم لتدريس “القاعدة النورانية”.
وشملت الفترتين في مكة والمدينة على زيارات ورحلات متعددة، ابتداء بالمشاعر المقدسة، وزيارة جبل أحد، ومعرض “محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة”، كذلك زيارة مطبعة القرآن الكريم، بالإضافة إلى فقرات تربوية وترفيهية متعددة.
ومما زاد من رونق الرحلة هو التنوع الرائع بين الحفظة، فأصغرهم يبلغ التاسعة من عمره، وأكبرهم سيدة في الستينات من عمرها.
أما درة التاج فهم الحفظة الصغار المشاركين، بينهم أصغر حافظ في البلاد هو الحافظ أحمد عبد الكريم من نحف، أيضا الحافظ مصطفى أبو الهيجاء الذي حين ختم القرآن في العاشرة من عمره كان الحافظ الأصغر في البلاد، ثالثهم الحافظ زيد مريد الذي أيضا كان الحافظ الأصغر عندما ختم حفظه في العاشرة من عمره، وثلاثتهم تميزوا في تسميعهم.
إنجازات مشرفة
من ضمن برنامج الرحلة كان مخططا أن يسمع الحفظة ختمتين غيبا، أولاها في المدينة المنورة والثانية في مكة، تمكن غالبية الحفظة من تسميعها بنجاح، بل وتميز العديد منهم بشكل لافت، فتنافس الحفظة فيما بينهم على التسميع منافسة قوية، فمنهم من سمع في يوم واحد 40 جزءا غيبا، وآخر 36، وآخر يسمع 4 ختمات -ضعف المطلوب منه- في فترة العمرة، ما شكل عبئا على المسمعين، الذين وصل عددهم في مرحلة من المراحل إلى ستة مسمعين ومسمعات.
إنجاز آخر يذكر هنا هو أن اثنين من الحفظة وحافظة ختموا منظومة التحفيظ المتمثلة بأربع عشرة ختمة غيبا للقرآن الكريم، وبهذا سيدخلون قريبا في منظومة جديدة للحفظة خاصة بالمتمكنين والمثبتين منهم.
وكتعبير من المؤسسة عن شكرها لجهود الحفظة قدمت لهم هدية رمزية، عبارة عن مصحف مع التفصيل الموضوعي.
فوج جديد من مربي “القاعدة النورانية”
بالإضافة إلى ما سبق فقد أنهى وفد مكون من خمسة مربين وأربعة مربيات دورة القاعدة النورانية وإجراء الاختبار في مركز الفرقان في جدة.
وقد أثنى القائمون على مركز الفرقان على مؤسسة حراء لما تبديه من جدية كبيرة وعمل دؤوب تمثل بتخريج 19 مرب ومربية حتى الآن لتدريس المادة -عشرة منهم تلقوها في شهر نيسان من هذا العام-، والمباشرة بتدريس عشرات الطلاب في مختلف المراكز في العديد من الحلقات.
وقد اطلع الوفد المشارك على نماذج لطلاب صغار السن، وغير ناطقين باللغة العربية، لكنهم يتقنون قراءة القرآن الكريم القراءة والنطق السليمين، بحيث أن أحدهم قرأ القرآن بطلاقة بعد ثلاثة أشهر من بداية تعلمه الدورة.
جدير بالذكر هنا أن العديد من الشخصيات العالمية تخرجوا من هذه الدورة كطلاب، على رأسهم إمام الحرم المكي الشيخ عبد الله الجهني.
وقد أبدى المعتمرون رضاهم الكبير عن تخطيط وسير العمرة بجميع فقراتها، ولم يبخلوا على المؤسسة باقتراحاتهم للمزيد من التطوير والتحسين المستقبلي.
وفي تعقيب مع الإدارية فاتنة قعدان في المؤسسة بعد مرافقتها للحافظات قالت أن ما ميز الحافظات – إضافة إلى الإنجازات في التسميع- هو الأخلاق والاضباط، وذلك يشكل انعكاسا لحفظهن على أرض الواقع وترجمة عملية له.
الحافظة الحاجة الحافظة خيرية متاني – قلنسوة – أبدت سعادتها لما انجزته في العمرة، حيث استطاعت في فترة العمرة تسميع أجزاء أكثر بكثير مما كانت تسمعه في المراجعة بالبيت.
الشيخ محمد ابو الهيجاء – والد الحافظ مصطفى أبو الهيجاء – طمرة – عبر بقوله أنها رحلة عمرة ممتازة، استطاع الابن خلالها أن ينهي المرحلة الرابعة عشر من منظومة التحفيظ، وقال: “وددت لو أتيح المجال أمام مصطفى ليسمع المزيد من حفظه، لكن الحفظة المرافقين تميوا أيضا وأحدثوا ضغطا على المسمعين، الأمر الذي منع من مصطفى تسميع المزيد”.
الحافظة والمربية هيام محاميد – أم الفحم – شكرت مؤسسة حراء وكادرها المرافق، خاصة المسمعات على جهدهن الكبير في التسميع، كما قالت انها حازت ما لم تحزه أي حافظة في العمرة، بحيث شاركت كحافظة، وفي أوقات أخرى كمسمعة، بالإضافة لمشاركتها في دورة القاعدة النورانية، وهذا كله خير عظيم.
وأخيرا فإن مؤسسة حراء تتقدم بالشكر والدعاء لكل من تبرع وساهم في تكاليف عمرات الحفظة، سائلة الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم الدين.