إختتام الحملة الدعوية “المسرى .. آية وحكاية”
تاريخ النشر: 08/01/15 | 23:41المسرى .. آيةٌ تُليت وحكايةٌ رُويت….
في القدس ينتفضُ الحجر، تشمّ رائحة العبق، وسط الزّحمة، وقت السّحر، للمسرى لبّى صلاح وعمر، كيف لا وكل ما فيها قد أُسِر، حتّى القمر.. في القدس حكاية.. بل رواية .. بل قل تاريخ مجدٍ قد عبر.. آية وحكاية.. مسرى رسولنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، فهو أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالثُ الحرمين الشريفين، منه عَرَجَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى السّماء، وفيه أمّ الأنبياء. المسجد الأقصى المبارك؛ ذلك العمق التاريخيّ والحاضر الممتد، فيه كنهُ الرّسالة المحمّديّة، ومرتع العلماء والحفّاظ وطلّاب العلم. تلك الأرض المقدّسة التي تفوح من دماء الشهداء والعلماء والصّحابة والتّابعين والفقهاء.
في ظلّ الأحداث المتسارعة، ورفع وتيرة التّصعيدات، الاقتحامات، والتدنيسات من قِبل المستوطنين، والاعتداء على المرابطين فيه، ومنعهم من حقّ الصّلاة فيه، ولأنّ المسجد الأقصى أمانة في الأعناق، ومسؤوليّة كلّ فرد، الصغير والكبير، الرجال والنساء، الطلاب والعاملين، رأت الحركة الطلابيّة اقرأ لزاما عليها أن تخصّص هذه السّنة الحملة الدعوية لطلاب المعاهد العليا للمسجد الأقصى المبارك بعنوان: “المسرى آية وحكاية” والتي هدفت من خلالها لأمور عدّة: نصرة قضيّة القدس والمسجد الأقصى المبارك، توعية الطّلاب حول قضيّة المسجد الأقصى المبارك وحديثا حول مكانة المسجد الأقصى المبارك والقدس الشّريف في أبعاد ثلاث: البعد العقدي، البعد التاريخيّ والموروث الحضاريّ وكذلك البعد السياسيّ.
انطلقت الحملة الدعوية في المعاهد العليا قبل ثلاثة أسابيع وانطلقت معها كتل اقرأ الطلابية في الجامعات والكليات ببرامج مميزة لأسبوع دعويّ ذا معنى مغاير وذوق خاص للعيش في رحاب قوله تعالى ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)).
دروس ولقاءات إيمانية وثقافية
كان لا بدّ للتعريف والتثقيف والدراية من جانب، لا بدّ من أن تُروى حكاية المسرى، حكاية الأقصى وحكاية القدس في كلّ محفل ولقاء، فكتلة اقرأ في جامعة حيفا أقامت لقاء حول البعد السياسيّ للمسجد الأقصى مع الأستاذ نسيم بدارنة ودرسا إيمانيا مع الشيخ الشاب حسّان سلامة ولقاء تثقيفيا مع الأستاذ زاهي نجيدات – الناطق بلسان الحركة الإسلامية – حول المصطلحات المتعلقة بالقدس والأقصى واستعمالاتها ولقاء للطالبات مع الداعية ليلى مواسي التي تحدثت عن البعد العقدي للمسجد الأقصى المبارك إضافة لورشة سياسية للطالبات مع الأخت عائشة حجار. أما كتلة اقرأ في جامعة بئر السبع فقد نظمت لقاء طلابيا في السكن الطلابي مع الأستاذ عبد الحكيم مفيد عضو المكتب السياسي في الحركة الإسلامية ولقاء للطالبات مع الداعية نوال محارب، كذلك نظمت درسا إيمانيا للطلاب مع الشيخ ابراهيم أبو عرار ومع الداعية دعاء زريقات للطالبات. وفي جامعة القدس كان الدرس الإيمانيّ للشيخ سامر صيام للطلاب ومع الأخت أماني جمل للطالبات. وفي كلية بيت بيرل استضافت طالبات كتلة اقرأ الداعية نهاد تايه التي تحدثت عن أهمية المسجد الأقصى وضرورة الرباط والصلاة فيه، كذلك تضمن اللقاء إلقاء قصيدة “كنت صغيرا” للطفلة ياسمينة مرعي التي أسرت قلوب الطالبات بحضورها وإلقائها الرائع، وقد سبق اللقاء زيارات فردية للطالبات في السكن الطلابي قامت بها طالبات كتلة اقرأ في الكلية للتواصل مع الطالبات وتوزيع إصدارات وهدايا الحملة الدعوية. وفي كلية أشكلون استضافت طالبات كتلة اقرأ في سكن الطالبات الداعية جيهان سلامة التي قدمت بكلمتها تعريفا بمكانة المسجد الأقصى في الإسلام وأهميته كونه أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، وكذلك الأحداث التي واكبتها مدينة القدس منذ الفتح العمري حتى يومنا هذا.
صيام بنكهة مقدسية
إحياء لسنة صيام النوافل والتطوّع ممزوجة بنكهة مقدسية وجرت حكاية القدس والأقصى على الألسن والأفئدة باللقاء من أدعية وحديث حول هذه القضية، لذا دعت كتل اقرأ في جامعة تل أبيب وجامعة حيفا جامعة القدس إلى صيام يوم تطوعيّ متوجا بإفطار جماعيّ وحلقة إيمانية وثقافية مع حكاية من حكايات وآيات القدس والمسرى.
في رحاب المسرى حلّقت الأفئدة
لرحابه حلّقت الأفئدة وإليه اتجهت الأبصار وبه تعلقت القلوب وتفطرت شوقا لزيارته والصلاة فيه والتجول في باحاته واغتناما لبركاته وعظيم فضله، وفي هذا الخير فليتنافس المتنافسون وإلى تلك الخيرات تسابق الطلاب، فكتل اقرأ في الجامعات والكليات تنافست فيما بينها بشدّ الرحال للمسجد الأقصى المبارك مع جولات إرشادية حول معالم المسجد الأقصى وداخل باحاته، فكتلة اقرأ في جامعة تل أبيب افتتحت حملتها بصلاة الفجر بالمسجد الأقصى واختتمتها أيضا بالمسجد الأقصى مع جول إرشادية مع المرشد رضوان عمرو رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، الذي رافق أيضا كتلة اقرأ جامعة حيفا بجولتهم بالمسجد الأقصى المبارك. ورافق المرشد إسلام يونس كتلة اقرأ في جامعة القدس بجولتها في رحاب المسرى التي تخللتها أيضا مسابقة عن معالم المسجد الأقصى المبارك بإرشاد الأخ شادي أبو مخ. والتقت كتلة اقرأ في بئر السبع في المسجد الأقصى المبارك الشيخ الدكتور حسين وليد بلقاء إيمانيّ بعد صلاة الفجر إضافة لرحلة للطالبات ولقاء مع المرابطين والمرابطات هناك. وكذلك نظمت كتلة اقرأ في أكاديمية القاسمي شد رحال للمسجد الأقصى وكذلك كلية “كنيرت – طبريا” إضافة لمرافقة المرشد الشيخ بديع ملحم.
ومع روح الفنّ والإبداع ..
قدّمت الطالبات في كتلة اقرأ في جامعة حيفا ورشات وحلقات بروح الفنّ والإبداع نصرة للمسجد الأقصى المبارك ومؤازرة للمرابطين هناك، من رسم وإنتاج فيديوهات وإرسال رسائل الدعم بلمحات فنيّة إبداعية، إضافة للمسابقة المعرفية “انصر أقصاك بمعرفته”. ونظمت كتلة اقرأ في جامعة بئر السبع وكذلك في جامعة القدس مسابقات طلابية “أجمل صورة للمسرى”. وكذلك تواصلت كتلة اقرأ في جامعة القدس مع الأطفال في مستشفى المقاصد لرسم الابتسامة مع فعالية بنكهة المسرى ولعبة تركيبية على شكل “قبة الصخرة”. ووزعت طالبات اقرأ في أكاديمية القاسمي الحلى على أطفال المسجد الأقصى وسلمن المرابطات فيه رسائل الدعم والمؤازرة. وفي كلية بيت بيرل افتتحت طالبات كتلة اقرأ الحملة الدعوية بفعالية ترتيب وتنظيم وتنظيف المصلّى في الكلية وتزيينه.
أمسية مقدسية مع شيخ الأقصى
في فعالية مشتركة بين كتلة اقرأ في جامعة حيفا ومعهد التخنيون وبالتعاون مع الدعوة المحلية في مدينة حيفا كان الطلاب على موعدٍ مع أمسية مقدسية مع شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في قاعة مسجد الحاج عبد الله في حيّ الحليصة بمدينة حيفا، حيث أسهب الشيخ في سرد المبشرات بقرب تحرير بيت المقدس وزوال الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك مستدلا بالقرائن والدلائل من القرآن الكريم والحديث الشريف، وركزّ الشيخ على تفنيد ودحض الرواية الإسرائيلية حول الهيكل المزعوم تحت مصلّى قبة الصخرة مستندا للأصول التاريخية لبناء المسجد الأقصى المبارك.
ومع إبداع فيلم .. المسرى قضية ورثناها كابرا عن كابر
استمرارا للتنوع والإبداع في الحملة الدعوية “المسرى آية وحكاية” وعملها على إيصال رسالة المسجد الأقصى بكافة الوسائل والطرق والأساليب المبتكرة لجمهور الطلاب العرب وطرقا لكافة أبواب التواصل معهم، عملت الحركة الطلابية اقرأ بالتعاون مع مؤسسة الرسالة على إنتاج فيلم الذي تدور أحداثه ومجرياته حول قضية المسرى بأنّها قضية ورثها جيل بعد جيل، قضية حملتها الحركة الطلابية اقرأ على رأس أولوياتها وعلى أعلى أهدافها وتأكيدا على عطائها ودور طلابها وكوادرها في إيصال ونشر رسالة القدس والأقصى لشريحة الطلاب والشباب العرب ويظهر في الفيلم شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية يسلّم أبناء الحركة الطلابية اقرأ “العهدة المقدسية” التي نقلوها بدورهم لباقي الطلاب العرب في الجامعات والكليات ليكون ختام الفيلم بلقاء في ساحات قبة الصخرة وعناق المرابطين فيه برسالة التعاضد والتكاتف لحماية والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك. كما تمّ عرض الفيلم بالأمسيات الختامية للحملة الدعوية في الجامعات والكليات وتلا عرض الفيلم تسليم الوثيقة للطلاب المشاركين بالأمسية.
“المسرى حكاية فنان”
استثمارا لروح الفنّ والإبداع واستثمارا للمواهب والطاقات الدفينة في جنبات الطلاب والشباب في نصرة حكاية ورواية المسجد الأقصى وتفاعلا مع قضيته وآلامه أطلقت الحركة الطلابية اقرأ عبر صفحة الحملة الدعوية على شبكة التواصل الاجتماعي – الفيسبوك – مسابقة فنيّة حول أجمل صورة ورسمة تعبر عن واقع المسجد الأقصى وأخرى كتابية حول أجمل خاطرة أو قصيدة حول المسجد الأقصى المبارك، لتكون المشاركة الفائزة تلك التي تحصل على أكثر عدد من الإعجابات على الصفحة. وقد فاز في المركز الأول في المسابقة الفنية الطالب محمد حسن حروب وفي المركز الثاني جاء الشاب محمد ذياب. أما في المسابقة الكتابية جاءت في المركز الأول شيماء جبر وفي المركز الثاني سندس أبو هلال.
وارتأت لجنة المسابقة اختيار 4 مشاركات أخرى، 3 رسومات وقصيدة ، ظهر فيها الإبداع والأفكار الجديدة والرائعة والأسلوب المميّز لكلّ من: أبرار صباح، شذى رعد، سندس نصرة وأويس اكتيلات. كذلك تم حصر أسماء جميع المعجببن على المشاركات في المسابقتين، وعمل قرعة أسفرت عن إسم لكل مسابقة: شيراز عطا الله عن المسابقة الفنية، وروان غريفات عن المسابقة الكتابية.
اصدارات متنوعة .. وهديّة قيّمة
كان للحركة الطلابية اقرأ في حملتها “المسرى .. آية وحكاية” العديد من الإصدارات المتنوعة، من ملصقات حملت عبارات تحفيزية لحبّ المسجد الأقصى ودعوة للرباط فيه، وديسك جمع مقاطع إنشادية وأفلام ودروس وخطب دعوية حول المسجد الأقصى المبارك، ووثيقة عرفت “بالعهدة المقدسية”، وكتيب تحدث عن فضائل بيت المقدس والبعد السياسي والعقدي للمسجد الأقصى المبارك وقصائد شعرية حول المسجد الأقصى المبارك. وهدية قيمة عبارة عن ملصق معدني على شكل بازل لصورة من روائع المسجد الأقصى المبارك.
وأمسيات ختامية
ومسك الختام كان مع أمسيات غنيّة بالفقرات المتنوعة والضيوف المحاضرين، ففي جامعة حيفا كانت الأمسية الحاشدة مع الدكتور رائد فتحي، والتي تركزت حول مكانة القدس والأقصى كعقيدة عند المسلمين وتوّجت الفعالية بتوزيع جوائز مسابقة “انصر أقصاك بمعرفته”. وحلّ أيضا الدكتور رائد فتحي ضيف الأمسية الختامية في جامعة تل أبيب تحدّث فيها عن حكاية المسرى عبر التاريخ، وكذلك تخللت الأمسية عرض فيديو تاريخي عن أول من وطأ أرض المسرى، واختتمت بحكاية من قلب المسرى للطالب أمين ذياب. وفي كلية مرج ابن عامر كان ضيف الأمسية الشيخ إيهاب الشيخ خليل مسؤول الحركة الإسلامية في مدينة الناصرة الذي تحدث عن فضل المسجد الأقصى المبارك ومكانته لدى المسلمين والدور المنتظر من الطلاب لنصرة المسجد الاقصى المبارك. وفي جامعة بئر السبع عنونت الأمسية “في ذكراك نحو مسراك” تحدّث فيها الشيخ مهدي مصالحة عن أهمية المسرى وربطه بحادثة الاسراء والمعراج إضافة لمحاضرة للأستاذ الباحث عبد الرازق متاني من مؤسسة الأقصى للوقف والتراث تطرق من خلالها للحفريات أسفل المسجد الاقصى وتزوير الآثار في الاقصى ومحيطه. وحلّ الشيخ عماد يونس ضيفا على الأمسية الختامية لجامعة القدس تحدث فيها عن “الأقصى إيمان والصلاة فيه أمان” كذلك تخللت الأمسية محاضرة قيّمه للمحامي خالد الزبارقة بعنوان”الرواية الصهيونية عن المسجد الاقصى المبارك”.