التحضيرات لمؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي
تاريخ النشر: 09/01/15 | 13:34رغم ظروف الطقس العاصف والبارد، تتواصل التحضيرات للمؤتمر الاستثنائي الذي يعقده التجمع الوطني الديمقراطي لانتخاب قائمة المرشحين للكنيست، وذلك يوم السبت القادم، السابع عشر من كانون الثاني.
وتطوف القيادات الحزبية من الهيئات المركزية ومسؤولي المناطق وسكرتيري الفروع القرى والمدن العربية في الجليل والمثلث والنقب، ويلتقون بالفروع والنشطاء والمندوبين. كما يلتقون بالشخصيات الاجتماعية المساندة تاريخيًا للحزب بهدف إشراكهم في عملية التحضير، وكذلك لإطلاعهم على سير الجهود الجارية لإنجاز القائمة الانتخابية المشتركة، والاستماع لاستفساراتهم وملاحظاتهم بخصوص ما يجري من جهود تنظيمية وتطورات سياسية ومفاوضات حول تركيب القائمة.
وفي هذا السياق، وفي إطار تحضير الحزب وجمهوره لهذه المعركة الانتخابية-السياسية الهامة، تعقد لجان المناطق الحزبية العديد من اللقاءات المفتوحة مع الجمهور ابتداء من أوائل الأسبوع القادم، يتحدث فيها قيادات من التجمع، وكذلك ممثلون عن لجنة الوفاق القطرية التي تسعى إلى تسريع الاتفاق على القائمة المشتركة.
وفي الوقت ذاته صعّد اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي نشاطه منذ أسابيع في العديد من البلدات العربية، من خلال تنظيم الأمسيات الفنية والثقافية والسياسية الهادفة إلى صقل الجيل الشاب سياسيًا وفكريًا، وإلى حشد هذه الفئات الشبابية من شعبنا في هذه المعركة السياسية وحثها على الانخراط في النشاطات والنقاشات السياسية والفكرية التي ترافق هذه المعركة.
يُذكر أن المؤتمر يُشكّل من 540 مندوبا، وهو نفس عدد المندوبين في المؤتمر الأخير، الذين لهم حق المشاركة في انتخاب المرشحين للكنيست.
عبد الفتاح: كل مؤتمر هو رافعة قوية للحزب، وتكريس للتجديد والثقافة الديمقراطية
وتعقيبًا على حيثيات وأهداف المؤتمر، قال أمين عام حزب التجمع، عوض عبد الفتاح، “إن ما يُميّز هذا المؤتمر الاستثنائي، أنه يأتي في ظرف أو مرحلة يتهيأ فيها المواطنون العرب وأحزابهم (المشاركة في الكنيست) لخوض هذه المعركة السياسية الهامة في قائمة مشتركة ضد منظومة القهر الصهيونية وأفكارها وأيديولوجيتها العنصرية، ومخططاتها الكولونيالية الجهنمية وحروبها الإجرامية ضد شعبنا الفلسطيني أينما كان.
إن جماهيرنا الفلسطينية داخل الخط الأخضر، تتعرض لأخطر حملات التحريض والكراهية، ولأخطر مخططات نهب الأرض والحصار، مما يُحتم الوحدة القومية في المعارك السياسية، خاصة وأن عالمنا العربي والحركة الوطنية الفلسطينية تعيش حالة انقسام وصراع غير مسبوقة.. إننا نهدف من جهودنا المنصبّة على تحقيق الوحدة الانتخابية إلى منع انتشار اليأس واللامبالاة والإحباط، وجذب الناس إلى السياسة.
وأضاف: “إننا نقول، وبكل تواضع، كان ولا زال للتجمع شرف المساهمة النوعية في تحويل هذه الفكرة إلى واقع، بعد أعوام طويلة من العمل الإعلامي والاجتماعي والثقافي المنهجي المثابر الذي لم ينقطع. إننا نرى أن هذه الخطوة الوحدوية، وإن كانت جاءت على خلفية انتخابية، سيكون لها أبعاد هامة على الوزن السياسي للأقلية الفلسطينية وعلى علاقاتها الداخلية”.
وأضاف: “صحيح أن نسبة الحسم عامل موضوعي هام وراء هذا القرار، ولكن التجمع كان بإمكانه، لو أراد، أن يوافق على العروض من القوى الأخرى للنزول في تحالفات ثنائية، وهذا لا يُضير التجمع على مستوى الكسب الانتخابي الحزبي. ولكن لو وافق، لأدى إلى أضرار يصعب إصلاحها على مستوى النسيج الاجتماعي. نحن، بطبيعة الحال، نقدر تجاوب الآخرين ونقدر تطور مواقفهم، ما بقي من الامتحان أمامنا هو الإسراع في تشكيل القائمة وإراحة الناس الذين ينتظرون على أحرّ من الجمر رؤية هذه القائمة تتشكل وتنطلق إلى الميدان لخوض هذه المعركة السياسية الهامة”.
أما بخصوص المؤتمر، قال عبد الفتاح إن حزب التجمع يُقبل على هذا المؤتمر بثقة كبيرة برصيده الوطني الكبير وبدوره المتميّز، الراهن والمستقبلي. “هذا الحزب تمكن على مدار عشرين عامًا من تطويع كل التحديات الخارجية والداخلية ومواصلة التجذر في الأرض، على مستوى الفكر وعلى مستوى التواصل مع الناس كما قهر كل حملات التحريض ومحاولات الشطب التي كان هدفها إزاحته عن الساحة السياسية.
كنا نطمح أن تكون لدينا إنجازات أخرى، ولكن هذا متروك للمرحلة القادمة حيث تنمو الأجيال الشابة داخل الحزب، وتتبلور قدراتها السياسية والفكرية والقيادية لمواصلة البناء على الإنجازات الهامة، وعبر التعلم من أخطائنا وقصوراتنا ومن تجربتنا نحن الذين أسسنا الحزب وقدناه حتى الآن”.
وأضاف: “إن مؤتمرنا الاستثنائي الذي يهدف إلى انتخاب قائمة المرشحين، هو ليس إجراءً ديمقراطيًا شكليًا وليس انتخاب قيادة الحزب، بل ممثلي الكنيست، إذ أن قيادة الحزب التي تشمل أعضاء الكنيست، تجري في شهر اكتوبر القادم من هذا العام، في إطار المؤتمر التنظيمي السياسي الدوري”. بل هو تعزيز ثقافة الديمقراطية داخل الحزب، وتصليب صفوفه وقواعده.