مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي ينعي مها أبو ديه

تاريخ النشر: 09/01/15 | 21:11

بكامل الحزن والأسى تعلن أسرة مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي وفاة المديرة العامة ومؤسسة المركز السيدة مها ابو ديه. انتقلت السيدة مها ابو ديه الى رحمته تعالى صباح اليوم الجمعة الموافق 9 كانون الثاني 2015، محاطة بعائلتها، وبعد صراع طويل مع مرض السرطان،الذي إستطاعت مقاومته لفترة طويلة من الزمن بمساعدة زوجها تشارلز وأبنائها رجا وداليا. سيتم تشييع جثمانها يوم السبت الموافق 10 كانون الثاني 2015 الساعة الثانية بعد الظهر من كنيسة أوغستا فكتوريا في جبل الزيتون في القدس، وسيتم مواراة جثمانها الساعة الثالثة ظهرا في مسقط رأسها في مدينة بيت جالا.
كانت مها قائدة ملهمة، قامت بالعمل على مساعدة الحركة النسوية الفلسطينية بلا كلل أو تعب. بدأت عملها في مجال حقوق الانسان كموظفة في مؤسسة الكويكرز لتقديم الخدمات القانونية للاسرى الفلسطينيين في اواخر الثمانينات وحتى بداية التسعينات من القرن الماضي. خلال عملها بدأت بالتعرف على الاحتياجات القانونية للنساء الفلسطينيات. لهذا وفي العام 1991، وبالتعاون مع عدد من النساء الفلسطينيات، قامت مها بالمساهمة بإنشاء مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي في القدس، الذي اصبح مؤسسة رائدة تعمل على ترسيخ مجتمع فلسطيني ديموقراطي مبنى على أسس المساواة بين الرجل والمرأة، وترسيخ العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان.
بالاضافة الى قيادة مركز المرأة، ساهمت مها في دعم مؤسسات أخرى محلية وإقليمية ودولية خلال ما يزيد عن ثلاثين عاماً، فقد كانت عضو مجلس إدارة لعدد من مؤسسات حقوق الانسان الفلسطينية بما فيها جمعية الاغاثة الزراعية في القدس، ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان. كما ومثلت مها مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي في الشبكة الاقليمية لحقوق المرأة “عايشة”، كما كانت عضو مجلس إدارة للجنة التحكيم الدولية لبودي شوب حقوق الانسان ومؤسسة المساواة الآن، وهي مؤسسات دولية تدعم حقوق النساء والفتيات، كما وتلقت مها جائزة الدولة الفرنسية لحقوق الانسان في العام 1998، وجائزة إمرأة العام 2002 في الولايات المتحدة. وكانت أعظم إسهاماتها لدعم النساء الفلسطينيات وتعزيز مبدأ الديموقراطية في المجتمع الفلسطيني بشكل عام، كان بقيادتها الملهمة ودورها البارز الذي لعبته من خلال مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي للبرلمان الصوري في الاعوام 1996-1997، والذي كان بمثابة وسيلة لإدراج حقوق ومصالح النساء على قائمة الخطاب الوطني الفلسطيني في أعقاب اتفاقية اوسلو.
تميزت حياة مها بإنجازاتها كناشطة نسوية فلسطينية، قائدة، مفكرة ومثابرة، وملتزمة بالعمل على تحقيق حقوق المرأة وحقوق الانسان محليً ودولياً. وتفهمت أهمية تقديم المساعدة القانونية والاجتماعية ودعم النساء المتواجدات في بيئة تحرمهن من حقوقهن، بالاضافة الى نضالها لخلق التغيير الممأسس في المجتمع الفلسطيني بشكل عام.
وقبل كل شيء، نحن في مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي، سنبقى نتذكر مها الانسانة المتواضعة، الرقيقة، المحبة للحياة والحرية لجميع الشعب الفلسطيني. لقد ترك موتها فراغا في قلوبنا، لكن بالرغم من ذلك سوف نكمل المشوار للنضال لدعم ترسيخ حقوق النساء الفلسطينيات بكل عزم وإصرار.

moot

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة