عرعرة: مجموعة حاسوب تنجح بجذب محبي التكنولوجيا

تاريخ النشر: 11/01/15 | 23:41

من رحم الالم يولد الامل، مقولة لطالما رددناها ولكن نادرا ما رأينا نتائجها على ارض الواقع، شباب في مقتبل العمر جمعهم حبهم للتكنولوجيا والمبادرة, وقدرتهم على الابداع، ليبددوا بأيديهم افكار مسبقة عن المبادرة التكنلوجيّة وعن ترجمة الأفكار إلى مشاريع ملموسة.
هذا هول حال مجموعة حاسوب والتي كانت قد انطلقت قبل نحول ستة اشهر لتضم بين صفوفها العديد من الخريجين والخريجات، جامعيّين وثانويّين وحتى طلاب من المراحل الاعدادية. هدفهم جميعا هو تطوير أنفسهم والنهوض بمجتمعهم تكنلوجيا ورياديا, عن طريق العمل على تطوير القدرات البرمجية وطرح افكار ابداعية لخدمة مجتمعهم.
حيث اكد الشاب حسن ابو شعلة المبادر لحاسوب وأحد مؤسّسيها أنّ المجموعة تشمل الآن اكثر من 100 شاب وفتاة من مختلف أنحاء البلاد، والعدد في تزايد مستمر, مبديا رضاه لهذا الرواج الواسع الذي تمكنت حاسوب من تحقيقه خلال فترة زمنية قصيرة ورغم الامكانيات البسيطة المتوفّرة.

الانطلاقة
وعن انطلاقة مجموعة حاسوب فقد حدثنا ابو شعلة ان البداية كانت في جلسات بسيطة متنقلة من بيت الى بيت، إلى أن استقرت في مركزهم الجديد في قرية عرعرة ، حيث قال:” لقد انطلقنا من امكانيات بسيطة ومحدودة حيث كان هدفنا إعداد كادر من الشباب والفتيات الذين يملكون الطّموح ويسعون الى الرقي بمجتمعهم رياديا وتكنلوجيا, وهذا ما تمكنا من تحقيقه بفضل الله أولا, وبفضل العمل الجماعي والقدرات والطاقات الكامنة في مجتمعنا”.
كذلك وقد لاقى المشروع منذ انطلاقته استحسان العديد من الجهات والأشخاص من داخل البلاد وخارجها, حيث تشتمل مجموعة المستشارين فيه على شخصيّات رائدة في المجال, من داخل البلاد, من العالم العربي, ومن الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

العمل
أمّا عن انجازات “حاسوب” ومشاريعها للسنة الحاليّة فقالت صفاء عيق, أحد مؤسّسي حاسوب ومسؤولة المشاريع المجتمعيّة فيه أنّه خلال الأشهر الست المنصرمة قامت حاسوب بأكثر من 30 فعاليّة اشتملت لقاءات تقنيّة مطوّلة (أكثر من 2000 ساعة بالمجمل), حلقات نقاش مع مبادرين شباب من الوسط العربي, مشاركة في مسابقات قطريّة وغيرها.
وعن خططا للعام الجديد قالت أنّها تشمل التركيز على تعريف ودمج أكبر شريحة ممكنة من المجتمع العربي في المجالات التقنيّة والرّياديّة, وذلك عن طريق لقاءات مفتوحة للجمهور (Meetups) تقام في المدن والقرى العربيّة, مسابقات, معرض تكنلوجيا للعائلات, مشاريع لطلاب المدارس والجاميعّين وغيرها…
وبالتوازي سيتسعى المؤسّسة الى تقديم مختلف الخدمات للمبادرين العرب في المجالات التقنيّة مثل شبكة المعارف, الخدمات الإستشارة القانونيّة, التسويقيّة وغيرها…

الاهداف
وعن اهداف المؤسّسة أضاف حسن:” تهدف مجموعة حاسوب الى زيادة الوعي التقني وتطوير المبادرات التكنلوجية في المجتمع العربي، فقد ارتأينا انه يقع علينا نحن كشريحة شباب مسؤولية كبيرة في تقديم المجتمع والعمل في نهوضه, كل في مجاله، ونحن في مجال الهايتك والمبادرات التكنلوجيّة، رأينا انه يجب علينا العمل للنهوض في هذا المجال, خصوصا لما نراه من تحديات كبيرة يواجهها ابناء المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد”.

التحدّيات
وعن التحدّيات الّتي تواجه المشروع ذكر ربيع أبو زيود, مركّز الجانب الرّيادي في حاسوب “أنّه رغم الدعم المعنوي الكبير الذي تتلقاه حاسوب من داخل البلاد وخارجها إلّا أنّه إلى الآن لا يوجد دعم رسمي يموّل المشروع, وهذا يعيق الى حد ما تقدّم المشروع, فمثلا يصعب علينا اقتناء المعدّات الكهربايئّة, وخصوصا لمشاريع مهندسي الكهرباء في المجموعة, كما ويصعب علينا التوسّع وإنشاء مراكز جديدة في الشمال والجنوب, حيث يضطر المشاركون من هذه المناطق الى السفر الى عرعرة للإشتراك في اللقاءات, إن تمكّنوا من ذلك أصلا… “.

10927499_1598297847071363_19037928_o

وبهذا يوجّه أعضاء حاسوب نداء إلى رجال الأعمال العرب إلى دعم مثل هذه المشاريع الشبابيّة, الإستثمار فيها والمساعدة على تطويرها.

الطالبة الجامعية الاء صعابنة: رأيت قدرات ابداعية ، ولم اتوقع ان ارى شيء بهذا الرقي
اما الطالبة الجامعية الاء صعابنة ، احدى المشاركات في مجموعة حاسوب فقد قالت:” بعدما حضرت الى الحلقة الاسبوعية لمجموعة حاسوب، رأيت كم القدرات الهائل وامكانية التعلم الواسعة التي تقدمها المجموعة والمتمثلة بتبادل الخبرات بين المشاركين وطرح افكار ابداعية رائعة ومميزة ، هذه هي مشاركتي الاولى وفي الحقيقة لم اتوقع ان ارى شيء بهذه الدرجة المميزة والراقية، وخاصة في ظل القدرات البسيطة ، فلا توجد هناك اي شركة هايتك تدعم هذا المشروع ومع هذا نرى الابداع والافكار المميزة”.
وعن تخوفها من التشغيل في سوق الهايتك الاسرائيلي كونها فتاة ملتزمة ترتدي الزي الاسلامي فقد قالت :” في الحقيقة هناك العديد من اخافني قبل دخولي الى هذا المجال الا انني متفائلة جدا، واعتقد انه من يملك القدرات والثقة بالنفس يمكنه ان يحقق اهدافه، وانا اوجه رسالة الى الفتيات وادعوهن للمشاركة في مجموعة حاسوب وان يثقن بقدراتهن، فجميعا لدينا قدرات ابداعية”.

حاسوب يضم مهندسين في مختلف المجالات
اما المهندس عمر مصاروة, مركّز الجانب التقني في حاسوب, والذي يعمل حاليا في شركة جوجل فقد اكّد على ان حاسوب يحوي العديد من الطاقات المختلفة في كافة المجالات ، حيث قال:” يوجد في حاسوب مشتركين يتعلمون وخبراء في الكثير من المجالات التكنلوجية، مثل تصميم الالعاب، برمجة الكترونية، وهذا يسمح لكل من يأتي الى حاسوب بأن يتعلم المجال الذي يحبه والتعرف على اشخاص اخرين في مجاله”.
واضاف:”حتى الان قمنا ببرمجة بعض العاب التسلية وكذلك برمجة مواقع مفيدة ، وهذا يدل على المهارات العظيمة الموجودة في الوسط العربي”.

امّا ابراهيم اغباريّة, مهندس كهرباء في شركة انتل وأحد المشاركين في المشروع فيقول: “مجتمعنا فيه طاقات وقدرات رائعة في هذه المجالات عند شريحة لا بأس بها, ولكن من جهة ثانية يوجد نوع من قلة الوعي تجاهها بشكل عام, فأغلب الناس لا تعرف ماذا تعني دراسة موضوع كهندسة الكهرباء وماذا يعمل الخرّيجون في المجال, وأنا اعتقد أنّه لا بدّ من البدء بالتوعية والتثقيف في هذه المجالات عند طلّاب المدارس الإعداديّة والثانويّة, فهذه هي مواضيع المستقبل.
كذلك أودّ توجيه رسالة إلى الطلاب الجامعيّين العرب الّذين يدرسون المواضيع التقنيّة بأن يثقوا بأنفسم ولا يخشو التقدّم لفرص عمل وخوض التجربة, فهم في كثير من الأحيان يتفوّقون دراسيا وعمليّا على أقرانهم من الوسط اليهودي, ولكن يمنعهم تردّدهم وأفكارهم المسبقة من التقدّم للعمل.
في النّهاية أوجّه رسالة إلى رؤوس الأموال في مجتمعنا أن يدعموا هذه المشاريع, ويساعدوا في تطويرها, فعندنا الكفاءات والطاقات كما ذكرت, وعندنا رؤوس الأموال, فلا يوجد ما يمنع أن يكون عندنا مختبر ومكان عمل لتجربة وانشاء مشاريع جديدة”.

وأضاف المهندس منير ناصر, والّذي يعمل في شركة SAP: “في كل مرة أحضر إلى ملتقى “حاسوب” الأسبوعي أشعر أن ابداعًا كامنًا ينتظر من يوقظه ويسخّره في المجالات البناءة التي من شأنها النهوض بالتقنية في مجتمعنا. على الصعيد الشخصي، لا يمكنك أن تحضر لقاء دون أن تعود بمهارة تقنية أو رياديّة جديدة، توسّع آفاقك وتقرّبك أكثر إلى هذا الفضاء الرحب”.

picture7

طلاب المراحل الاعدادية يشاركون في حاسوب وينمون قدراتهم التكنولوجية
كما وتشمل شركة حاسوب العديد من طلاب المراحل الاعدادية ومنهم رشيد هشام واحمد كناعنة والذين اكدا على ان كان لحاسوب الاثر الكبير في مستواهم العلمي والتكنولوجي ، حيث قال:” لقد بحثنا عن مكان نطور به قدراتنا ، وبالفعل انضممنا الى حاسوب وبدأنا ببناء المواقع والتطبيقات ، وهذا سهل علينا فهم مادة تعليمية، وكل يوم تزداد قدراتنا التكنولوجية وخبرتنا في مجال الحاسوب”.
اما الطالب الاعدادي شادي ريان من كفر برا فقد قال: بعدما ذهبت الى حاسوب للمرة الاولى كنت منبهرا جدا من احللقة وكنت ابحث على شيء مشابه منذ فترة طويلة، ورأيت كيف ان الاعضاء يفيدون بعضهم البعض عبر مشاركة المعلومات ، ولم اتوقع ان ارى شيء بهذا الشكل من الرقي، وادعوا الجميع للمشاركة والانضمام الينا”.

وأيضا من شمال البلاد..
المصمم بكر ناصر من مدينة الناصرة يقول:” تجربتي في حاسوب كانت ذات فائدة عظيمة لي ومميزة، استفدت من تبادل الخبرات والمحاضرات المختلفة في شتى المواضيع التقنية، وبالاخص في دمج الجانب البرمجي مع الجانب المظهري “الجرافيكي” لينتج للمستخدم منتجات متكاملة ومتناسقة ، بسيطة ، جميلة وسهلة الاستخدام”.
اما مبرمج الـ IOS حسن سواعد فقد قال:”كثيرا ما كنت أشارك في لقاءات ومسابقات برمجيّة في الوسط اليهودي, وكنت أتساءل دائما لماذا لا يوجد بديل في وسطنا العربي, فهناك كم هائل من شبابنا المبدعين في هذا المجال، والذين لم يجدوا مأوى كحاسوب يلجأون اليه ليستفيدوا ويفيدوا. حيث تعرفت هنا على شباب لديهم من القدرات والطموحات ما لديهم، وإني أحببتهم كإخوة لي. حاسوب مشروع رائع يدعم النقص الذي يحتاجه كل من في هذا المجال ليزيد من خبرته ومعرفته”.

10912803_1598299730404508_1256662508_o

DSC_0543

DSC_0714

DSC_0756

DSC_0777

DSC_0793

dsc_8989

picture2

picture4

picture5

picture6

picture8

picture9

picture10

picture11

picture12

picture13

picture14

picture15

picture16

picture17

picture18

picture19

picture20

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة