مواكب السماء
تاريخ النشر: 11/01/15 | 15:31كَلِمَتِي المُتَواضِعة فِي الإحْتِفاء بصُدورِ دِيوانِ الشّاعِر والزّمِيل جِهَاد بَلْعُوم
مِنْ وَجَعِ الغَيْمِ فِي رَئتهِ يَتَبلورُ التّعَبُ المُعَنّى والمَوْجُ الّذِي يُولّي وَجْههُ إِلى قِبْلَةَ القَلْبِ يَسْتَفِزّ دُمُوعَ العَيْنِ الّتِي تَنْزفُ، تَسْتَنْزِفُ، تَشْرَبُ وَتَتشرّب نَكْهَةِ الرّيحِ الغَرِيْبةِ والغَرِيقَةِ فِي نِيْرانِ النّوى.
حُبُّه للوَطَنِ جَرَفهُ لِذَرْفِ رُومانْسيّةِ الطّبِيْعةِ فَوْقَ تَموّجِ النّدى ومَع نُوستالجيا الرّحِيل!
هُوَ شَاعِرٌ سَكَب برَاعِمَ الشّوْقِ فِي قَدَحِ الهَيامِ، خَفّ بِهِ الحُبّ وَرَفّ وَحلّقَ مَع الحَمائِمِ فَكَتبَ سُونِيْتاتِ الغَرَام
وَفِي مَواكِب السّمَاءِ كَتبَ نَفْسهُ أُمْنِيةً، زَهْرَةَ بَيْلَسانٍ، رَجْفَةَ ضَمِيْرٍ وَضَوْضائِيّةَ غُرُوبٍ وكَأنّهُ يَقُولُ لَها: أَنْ أُتْرُكِيْنِي أَنزعُ عَنّي شَرْنَقَتِي وَهَذيانِي وأَعبُرُ مِنْ جُنُونِي إِلَى جُنُونيّ الأَزَلي، حِيْنَ أُعَانِقُ الحَرْفَ يُذِيبُنِي مَزِيج الطِّلى المُفْعَمِ بالرّحِيقِ العُذْرِيّ وَتَنْتَشِي ذَاتِي بَيْنَ حَوارِي العِشْقِ فأَبْدأ ابْتِهالِي والتّطيّبَ مِنْ مِحْرابِها النّدِيّ.
نَحْتَفِي الْيَومَ بِنُبوغِ شَاعِرٍ وَسُطُوعِ قَمَرٍ فِي سَمَاءِ الأَدَبِ، نَحْتَفِي بالشّاعِر الرّاقِي ابنْ الطّيْبَة جِهاد بلْعُوم.
وإِليكم قَصِيْدَة مِنْ دِيوانه أَحاديثُ الفَرَاش..
تَخْنُقُنِي زَفَراتُ صَمْتِكِ الحَزِين
وَكأنّهَا كَوْكَبٌ دُرّيٌّ خَفتَ ضَوْءُهُ
فَرَاحَ يَتَخبّطُ ثانِيَةً بِأَسْفارِ التّكْوِين
كارْتِطامِ صَوْتِكِ بِصَدْرِ غَيْمَةٍ
بِصَفْقَةِ رَنِين
إِرتَدّ إِلَيكِ ثانِيَةً
بَعدَ أَنْ سَكَتتْ أَجْراس الأَنِين
كَطِفْلَةٍ تَصفّحَتْ رَجْفَةَ الرّحم الأَخِيْرَةِ
ثُمّ رَاحتْ تَحْلُمُ
أَنْ تُصْبِح يَوْمًا بَائِعَةَ يَاسَمِين
كَعُصفُورٍ نَسِي تَغْرِيدَةَ الشّرُوقِ
فَصَارَ يُراجِعُ مُسَوّدَةَ الحَنِين
كَصَرْخَةِ جَنِينٍ.. أَمْسَكَ بِيَدي
حِينَ نادَتْنِي حَبِيْبَتِي
بَعْد أَنْ اقْتَبَستْ مِنْ كُتُبِ الصّباحِ
صفاء أبو فنة