بلاغة الكلام

البلاغة : بيان عن المعنى , واعراب عما في النفس والفكر من معان وخواطر بقول موجز مؤد للمعنى , معبر عما في الوجدان , من نوازع واشجان , وما في الفكر من تامل وتفكر

يتضح ذلك بقوة اللفظ , وتآدية المعنى بدقة وايجاز ..هذا وقد اتصف العرب في الجاهلية بالبلاغة والفصاحة , وبرعوا في هذا الميدان , وجاء القران الكريم يخاطبهم ويتحداهم بما لهم فيه باع طويل .لينقلهم مما هم فيه من ادران ومثالب ونقائص ومعايب , ليسمو بهم , وينتشلهم من اوحال الجاهلية والشرك الى العزة والمنعة , الى الشرف والفضيلة , وكرم الخلق ونبل الصفات , فكان ذلك ,حيث قال تعالى (كنتم خير امة اخرجت للناس ) . وتجلت خيرية هذه الامة بمكارمها واخلاقها .

ومن الشواهد على بلاغة الكلام عند العرب في جاهليتهم كثيرة ووفيرة في كتب الادب والتراث . ومنها قيل : انافضل الاشياء اعاليها , والى الرجال ملوكها ,وافضل الملوك اعمها نفعا ,وخير الازمنة اخصبها ,وافضل الخطباء اصدقها ,الصدق منخاة , والكذب مهواة, والشر لجاجة (تماحك وتمادي ) ,والحزم مركب صعب , والعجز مركب وطئ . افة الرآي الهوى , والعجز مفتاح الفقر , وخير الامور الصبر ,حسن الظن ورطة , وسوء الظن عصمة ,اصلاح فساد الرعية خير من اصلاح فساد الراعي , من فسدت بطانته كان كالغاص في الماء ,شر البلاد بلاد لا امير بها , شر الملوك من خافه البرئ , المرء يعجز لا المحالة , وهي الحيلة , افضل الاولاد البررة ,خير الاعوان من لم يراء بالنصيحة , احق الجنود بالنصر من حسنت سؤيؤته , يكفيك من الزاد ما بلغك المحل , حسبك من الشر سماعه , الصمت حكم وقليل فاعله , البلاغة الايجاز , من شدد نفر , ومن تراخى تآلف , رب قول انفذ من صول , الحلم شرف , والصبر ظفر , والمعروف كنز , والجود شؤدد , والجهل سفه , والايام دول , والدهر غير , والمرء منسوب الى فعله , ومآخوذ بعمله , فاصطنعوا المعروف تكسبوا الحمد , ودعوا الفضول تجانبكم السفهاء , واكرموا الجليس يعمر بكم ناديكم , وحاموا الخليط يرغب في جواركم , وانصفوا من انفسكم يوثق بكم , وعليكم بمكارم الاخلاق فانها رفعة , واياكم والاخلاق الدنيئة فانها تضع الشرف , وتهدم المجد , وان نهنهة الجاهل اهون من جريرته “نهنهة الجاهل:(كفه وزجره)”.

ورآس العشير يحمل اثقالها , ومقام الحليم عظة لمن انتفع به , وخير الخير معطيه , وشر الشر فاعله .

من محمد صبيح