حقوقية أمريكية: رسامو “شارلي إيبدو” والإرهابيون.. وجهان لعملة واحدة
تاريخ النشر: 12/01/15 | 17:23“في باريس، نجَّس الإرهابيون اسم الإسلام والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من خلال ارتكاب أعمال عنف عشوائية وقتل 12 شخصًا بريئًا لمجرد نشر رسوم كاريكاتيرية، فسريعًا ما أدانت المنظمات الإسلامية هذا العمل العنيف، حتى إنَّ هؤلاء المسلمين الذين اعتبروا الرسوم الكارتونية إهانة صريحة لهم أعلنوا أن (تحدي حرية التعبير ليس خيارا)”.
بهذه الكلمات استهلت المديرة التنفيذية للجمعية الأمريكية للتقدم الإسلامي، ديزي خان، مقالة لها على موقع “كوارتز” الأمريكي، تحت عنوان “الشيء المشترك بين رسامي الكاريكاتير (شارلي إيبدو) والإرهابيين هو أنهم يفهمون الإسلام بشكل خاطئ”.
وقالت إنَّ الغالبية العظمى من الناس ينظرون إلى الإسلام من خلا الاضطرابات السياسية التي يسمعون عنها يوميا، تاركين فراغًا خطيرًا تجاه فهم التجربة الثقافية الإسلامية بأسرها.
وأشارت المديرة التنفيذية للمنظمة الحقوقية الإسلامية الأمريكية إلى أنَّ المتدينين المتعصبين يتجاهلون القيم الراسخة باللطف والشفقة عند نشر صورة كاريكاتيرية ساخرة من شخصية رمزية في الإسلام، رغم أن الله تعالى أوصى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بمواجهة الجهل بالرحمة والعداوة بالحب.
وفي هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها أوروبا، شددت المديرة الحقوقية على ضرورة استبدال الجهل بالحوار والتفاهم بين الثقافات حتى يحدث اندماجا بين جميع طوائف المجتمع، ووردت التعددية الثقافية في القرآن الكريم في قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”.
وفي ظل انتشار الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للإسلام، قالت ديزي خان إنَّ هناك 28 مليون مسلم – يعيشون في الغرب – يناضلون من أجل تشكيل هويتهم الخاصة والانسجام مع طوائف المجتمع.
بعدما وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001، أخمد المنتقدون وبعض وسائل الإعلام صوت الإسلام المعتدل، وأضافوا الزيت على النار من خلال تعزيز مشاعر الخوف والتحامل والكراهية ضد الإسلام والمسلمين، حتى أصبحت الإسلاموفوبيا شكلاً مقبولاً من أشكال العنصرية.
وذكرت ديزي خان أنَّ الغرب يحتاج حاليًا إلى إقامة روابط شخصية وعلاقات من الثقة، عن طريق بناء نواة تعاون أقوى بين كافة الأعراق والأديان، لاسيما في المجالات التي تتداخل فيها الأولويات والاهتمامات.
واختتمت المديرة الحقوقية بالتأكيد على أنَّ الحل يكمن في اندماج الثقافات والتشابهات الفلسفية مع القيم الإنسانية المشتركة لإحداث تغيير اجتماعي إيجابي وبناء جسور بين طوائف المجتمع المختلفة.