إخوتي في العراء

وكيف أنام ليلي في هناء…. وأهلي في العرا دون العبادِ

أرى الأمطارَ تتلوها ثلوجٌ….كأنّ السّهل في الطّوفانِ وادي

فلم تَصمدْ خيامٌ من ثلوجٍ…. وعَصْفُ الرّيح يهوي في عنادِ

تهدّمت الخيامُ على الغواني….. ومن صنَّ الكرامة للبلاد

وماج الدّمع من عين العذارى…. ومَن كُنّ المعاقل للجهاد

وآلاف من الأطفال أضحَوْا….. كما الأموات أو قُلْ كالجماد

يعيشون النّزوح ولا مجيرٌ…… ولا تلقى العيون سوى السّواد

ويبكي الجمعُ من هول وغدرٍ… ويبقى الجرح ينزف في الفؤاد

صروف الدّهر قد أودت بشامٍ…. تبدّل عزّها زمن الفساد

وماتت نخوة الإنسان فينا….. تركنا الأهل في زمن الشّداد

وأخجل من زمان عشت فيه…. ينادي النّاس : يا أهلَ الرّشاد

فلم تسمعْ صدى الأصوات أذنٌ..وضاع الصّوت في زمن الكساد

كأنّ الصّوت للأموات يعني…. وليس الحيّ من عُرْبي ننادي

لقد خجل الحياءُ بما يراه…… فروح الشّرق بيعت في المزاد

وأضحى الشّرق لا يقوى حراكًا….. وهل نارٌ تشبُّ من الرّماد

بقلم: شريف شرقيّة