حين يغدو القتل دأبا
تاريخ النشر: 15/09/12 | 16:04قد انطوت حقبة من الزمن على احداث العنف الدامية الاخيرة في بلدتنا (الحبيبة الغريبة عنا), حتى بتنا نشعر بارتياح يشوبه الحذر.
توخينا خيرا ام تأبطنا شرا, الاثنان سواء, فاجلا ام عاجلا ستعود دوامة العنف لتعلن دورة جديدة وجولة اخرى, هذا ما يلهج به لسان حالنا دوما!! وها نحن اليوم نعايش جولة جديدة من العنف, وها هو سلاحنا السافر نطلقه بوجه ابناء جلدتنا, واشخاص كان الاحرى بنا ان نكون لهم حماة , لا ان نشهر اسلحتنا بوجوههم كانهم الد الخصوم.
غاب الضمير وانتحر العدل, واحترق الايمان في محرقة العنف العاصفة بنا. تناحر البشر على المناصب, على الاموال, واقتتلوا لاتفه الاسباب, حتى باتوا قريبين جدا من حياة الوحوش البرية. لم تعد الانسانية تميزنا, بل انسلخنا عن جذورنا الطيبة واصولنا العربية العريقة, واتبعنا ارذل التصرفات, وعاقرنا اسوء المناهج, وهجرنا نهج نبينا الحبيب الذي يجابه في هذه الايام هجمة شرسة عليه, وكان الاحرى ان تكون هذه الهجمة على مجتمعنا الرابض في مستنقع العنف الموحل, والذي لم يعد بقادر على نفض بقايا الوحل عنه, بل استفحلت فيه الشرور والنعرات.
ولو اننا اتبعنا نهج نبينا الحبيب الذي ندعي مناصرته,لما الت حالنا الى ما الت اليه, ولما اصبحنا مجرد ارقام في عُرف الموت والقتل, واصبح سيدنا هو سلاحنا, وضعيفنا هو الاكثر عرضة للموت لانه لا يقوى على رفع السلاح, ورد الصاع صاعين لمن قرر استخدام الكلاشنكوف, كوسيلة لرد اعتباره.
كم بتنا سخفاء, جبناء, نتسلح بقطعة حديدية صماء لا تعرف الا الموت ولا تنجز الا الدمار..كم تقطعت بنا السبل وتاهت بنا الدروب, واخترنا الضياع واثرنا سفك الدماء على حقنها….
ولن يصلح حالنا, بل ولن نمسي احرارا ما دام فينا نزعة الضغط على الزناد عند اول عقبة تواجهنا, هو الضعف بعينه يسيطر علينا ويشل قدرتنا على النقاش والحوار والعتاب الودي…تلجمت السننا, وتحركت اصابعنا تضغط زناد الموت, وتعلن نزيف الحياة وانتصار الشر في نفوسنا الضعيفة المتشرذمة.
ان شبح القتل بات يتسلل الى ثنايا المدينة حتى اكتسح شتى الثغرات والازقة فيها, وكأنه مرض عضال يسري في جسد الامة فينخر اوصالها.
أي لعنة حلت بنا؟؟ فقضت على انسانيتنا, ومواطن الخير فينا؟
والطامة الكبرى اننا جميعا شركاء في أي جريمة تحدث, فكلنا نعلم من هم حملة السلاح, ومن هم الذين قد يستخدمونه يوما ما, لكننا بتنا كشيطان اخرس, نناجي المعجزات علها تمنع كارثة وشيكة الحدوث, وفي ايدينا منع الكارثة واستئصال السلاح من القتلة….ولكن هيهات ننصاع لصوت الضمير فينا…فلا زالت نزعة القربى واختلاق الاعذار دأبنا…وهكذا يغدو القتل دأبا …لا راد له الا قضاء الله!!!!!!!
جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا بمسرح الحياة,,كل منا بموقعه,,نضاعف الانتماء للمجتمع والاهل,,نسير بدروب الثقافة,,لنخلق حياة فاضلة وكريمة..تعم بها الرفاهية ,الرقي الثقافي
والمكارم والسلوكيات الايجابية..