المدونــــة الثلاثون "البديل من العبريــــة"
تاريخ النشر: 16/09/12 | 4:11جولـــة في عالم الحاسوب
أذكّر بما كنت أشرت إليه في مدونة سابقة من ضرورة استخدام اللفظ العربية الحاسوب وتفضيلها في حديثنا بلغتنا على اللفظة العبرية التي يلفظونها أصلاً خطأ (مِـحاشيب، والصواب مَـحْشيب= מַחְשֵׁב)، وحري بنا أن نقول: تلك الفتاة تدرس علم الحاسوب، وليس (محاشبيم- كما يلفظ الكثيرون، والصواب بالعبرية أصلاً هو مَحْشِبيم= מַחְשֵׁבִים).
בְּרֵירַת מֶחְדָּל= الخِيار الافتراضي
سألني صديق تِـقْـنِـي: نحن في قسم الحاسوب نستخدم كثيرًا التعبير בְּרֵירַת מֶחְדָל، فما هي الترجمة إلى العربية؟
– بحثت عن المصطلح فإذا به يعني “الخيار الذي يقوم به الحاسوب تلقائيًا عندما لا يكون تحديد طلب واضح يقوم به”، وهو بالإنجليزية: default، وتعني اللفظة الإنجليزية في الأصل تخلّف عن الشيء، ولم يتناول ابن شوشان ولا البعلبكي هذا التعبير سواء بالعبرية בְּרֵירַת מֶחְדָּל أو الإنجليزية defaltl بسبب حداثته، ثم إني بحثت في المواقع العربية، وفي مواقع الحاسوب على ترجمة default، فوجدت اختلاف الترجمات: مبدئي، افتراضي، اعتيادي، وكلها في رأيي لا تجيب عن المعنى.
في تقديري أن تكون الترجمة: بديل افتراضي، لكني عندما استشرت بعض المختصين بالحاسوب فضلوا الخيار الافتراضي، وقال بعضهم: كنا نستخدم (الافتراضي)، لكننا لا نرى دقة الترجمة في اللفظة.
מִחְשׁוּב= حَـوْســَبة
Computerization هي تغذية معطيات (مكتب أو مصنع إلخ) في الحاسوب، أو تحويل النشاطات الإدارية إلى الحاسوب، وقد ترد بمعنى تزويد مؤسسة بالحاسوب، وأرى أن من اختار حَوسبــة كان موفقًا، فترجمة اللفظة العبرية في المعاجم التي بين أيدينا هي (استخدام الحاسوب)، ولا أظنها وافية شافية، فعلينا بالحوسبـــة.
תִקְשׁוּב= إنْـتَـر حَـوْسبة
وأصل التعبير هو نحت من لفظتي: תִקְשוֹרֶת + מְחַשְׁבִים، وهو الاتصال من خلال حواسيب شخصية مزودة بالموديمات (لم أغيّـر اللفظة العالمية الأخيرة- موديم، فأنا لا أعمد إلى تغيير ما هو معروف عالميًا- إلا ما ندر).
كنت أرى أن الترجمة –باستيحاء المعنى من العبرية- الاتصال الحاسوبي، غير أن الدكتورة أسماء غنايم – مديرة قسم الحاسوب في أكاديمية القاسمي أشارت علي بأن اللفظة الأدق هي إنتر حوسبة، وربما هذا التعبير المختلط باللغتين هو ترجمة ممكنة للتعبير بالإنجليزية: inter- computer، وذلك لأننا في هذا المصطلح نستخدم وسائل تكنولوجية مختلفة، مثلاً تطبيقات حاسوبية، إنترنت، حاسوب (اللاب) ، العاكس وغيره، فهو يهتم إذن بالطرق التربوية المختلفة، ويمكن الدارسين أن يلموا بالتكنولوجيا المعاصرة.
ويبقى سؤالي: ماذا نسمي صيغة اسم المفعول מְתֻקְשָׁב?
هل يمكننا أن نقول وفقًا لترجمة الدكتورة إنتر محوسَـب؟
سل من كان به خبيرا!
وحتى يُجاب أقول: لا بأس!
קִשׁוּר= رابِـط = link
في عالم الحاسوب أدعوكم لزيارة موقع (ي) אֲתָר = site، وحتى تجدوه فعليكم بـ (محرّك البحث= מָנוּעַ חִפּוּשׂ= engine search)، وهو نظام لاسترجاع المعلومات من أعجب ما يكون، ففي ثوان يذكر لك الملفات والروابط= קִשׁוּרִים التي ورد فيها الاسم المبحوث عنه، ومن العجب أنه يتفاخر على قدراتنا، فيقول لك: لقد وجدت لك هذه الآلاف من العناوين والروابط = خلال نصف ثانية، فهو يزودك بصور ووثائق من مخازن المعلومات מַאֲגָרֵי מֵידָע، ويزودك بِــ (مُـعْـطَـيات= נָתוּנִים)، وهنا أحب أن أصوب أيضًا طريقة اللفظ العبري (إذ يلفظها الكثيرون بكسر النون بالعبرية، وهي بالفتح- קמץ).
وهناك مصطلح عبري شائع עִבּוּד נָתוּנִים= إعداد مُعْطَـيات، وهو حفظ برمجيات مختلفة، يتم تغذيتها في الحاسوب، حتى نستحصل على المعلومات التي أردنا من الحاسوب أن يعدها.
قبل أن أودعكم في هذا الخضم الذي لا أحسن الخوض في لجته، أو على الأقل أقف منه قرب الشاطئ- أحذركم من (الهاكر= hacker، وهو المُـتَـطَـفِّـل، الذي يشعر بالفخر لمعرفته بطرق العمل الداخلية للنظام أو الكمبيوتر أو الشبكات بحيث يسعى للدخول عليها دون تصريح.
إنه مخترق محترف يستخدم جل طاقاته في الاتجاه غير الشرعي، كمحاولة اختراق أنظمة حاسوبية بهدف إثبات قدرته أو التباهي بها، أو أحيانًا لأهداف إجرامية. وتقوم حاليا شركات عريقة بتوظيف مثل هؤلاء لغرض اكتشاف نقاط الضعف في شركاتهم، أو مقاومتها.
هذا ما أفدت من المصادر، وقد حاولت أن أجيب عن سؤال الصديق أبي جلاء من دالية الكرمل.
أفضل لفظ المُـتَـطَـفِّـل، بسبب شحن اللفظة بموقف، فنحن عندما نلفظ الكلمة نحملها الرفض لها، ولا أظن أن لفظ القرصان او المخترق تفي إحداهما تمامًا بالمعنى.