صبار زيتونة ومقبرة
تاريخ النشر: 17/09/12 | 3:13زيتونة عتيقة
جذعها ثخين كـُثـُرٌ ثقوبه
جذبني شكلها شدّني
أوقفت السيارة جانباً
صعدتُ الجبل لمستـُها
خشنة لقسوة حياة شديدة
حـَبّ زيتون أسفلها يأكله الدود
كثيفة أغصانها فارعة
وحيدة حجارة حولها متناثرة
قسم مرتب بانيا أشكالا متقاربة
تحدها محيطة سلسلة بالية
أكل عليها الدهر وشرب
أغلبها مُهدّم جرفه المطر
جلست أتفكر بترتيب الحجارة
لمحت صباراً كثيراً مبعثراً
وصلت المنحدر جانبه
ارتسمت أمامي قرية مُدمرة
مُهجّرة ترعى الأبقار بين ثناياها
عُدتُ للزيتونة
أدهشني محراب مُخرّب
كان هنا مسجد
وهذه هي المقبرة
شواهد حيّة على تاريخ المكان
تشكو الاهمال والفراق
تشتاق لأهلها
نادتني الشجرة المباركة
صاحت هنا صامدة
تمتدّ جذوري عميقا متغلغلة
تـُعلمنا الصبر وحب الأرض
القوة والصلابة والتحدّ
بلغ أهلي السلام
أحن لرفقهم وعطفهم
رعوني أعطيتهم زيتي
قل لهم يصمدوا ويتشبثوا بحقهم
أخبرهم أنني أنتظرهم
فلا يطيلوا البعد والفراق
فالعودة حق
ولا عودة عن الحق.
بقلم:شادي صدقي ابو مخ