الممرضة شلبي: التبرع هبة الميت للحي دون فرق قومية ودين

تاريخ النشر: 17/09/12 | 2:45

تأسست جمعية “ادي” في العام 1978 على أسم ايهود بن درور، الذي كان مريضا ومصابا بفشل كلوي. وتم زرع كلية له، لكن الزراعة لم تسعفه فتوفي. وبادر أفراد عائلته الى تأسيس جمعية تحمل اسمه لمساعدة الناس الذين هم بحاجة الى عمليات زرع أعضاء وتكثيف الوعي المجتمعي لأهمية التبرع بالأعضاء. وتم بعد ذلك توحيد فعاليات ونشاطات الجمعية مع المركز القطري لزرع الأعضاء ووزارة الصحة. وعيّنت الممرضة مريم محمود شلبي (من سولم)، مندوبة عن المركز القطري لزرع الأعضاء في المجتمع العربي، بالإضافة الى عملها كممرضة في مستشفى “هعيمق” في العفولة. وقد أجرينا مقابلة معها حول موضوع زرع الأعضاء. · كيف يتم التبرع بالأعضاء؟مريم: يجب أولا على عائلة المتوفى التوقيع على استمارة للموافقة على التبرع بالأعضاء بعد موت فقيدها دماغيا، وثانيا تنفيذ التبرع نفسه، حيث تتم مناسبة العضو الملائم لزرعه في جسم مريض محتاج لزراعة اعضاء. ليس هناك تحديد لعدد الأعضاء المتبرع فيها، كما أن التبرع يتفاوت بين عائلة وأخرى، فهناك الطرف المتبرع والطرف المستقبل. وقد يطلب الطرف المستقبل عدم الكشف عن هويته، لأسباب خاصة، ونحترم طلبه. التبرع يمنح الحياة لكل مريض يحتاج الى زراعة عضو أو أكثر. ما هي نسبة التبرعات والوعي لدى المجتمع العربي؟ مريم: نسبة الوعي والتوقيع والتبرع بالأعضاء في المجتمع العربي آخذة في ألازدياد، لكن رغم ذلك ما زالت غير مرضية ونطمح ونطمع بأن تكون أعلى بكثير، وهذا ما نتوقعه بعد سنوات قليلة، فنحن في تقدم مستمر.حين باشرت عملي قبل 8 سنوات قوبلت بمعارضة شديدة لدى مجتمعنا العربي، حيث رفضت نسبة كبيرة التعاون أو حتى السماع عن الأمر، لكنني لم أيأس أو أحبط، فقمت بتكثيف الوعي عن طريق المحاضرات في المراكز الجماهيرية، المسنين، أئمة المساجد، الجمعيات النسائية وفي المدارس بشكل خاص من صفوف الخامس حتى الثاني عشر، وقد تغير الحال اليوم وأصبح المتبرعون يتوجهون الينا، كما أن مديري المدارس يتوجهون الينا باستمرار تقديم المحاضرات المفيدة حول الموضوع لأهميته. ويعود ذلك الى دروس التوعية التي نقدمها والتسويق والكشف عن حالات انسانية كثيرة لزرع الأعضاء لتأخذ حيزا واسعا في الاعلام. نقوم بفرض وجودنا ونشرح عن أهمية التبرع، رغم أن المعارضة بعدم التبرع ما زالت قائمة لدى البعض، وسنعمل على التقليل منها. *هل تحدثتم في الأمر مع شيوخ حول شرعيته دينيا؟مريم: نشدد كثيرا على رأي الشيوخ، فالدين يشجع على التبرع بالأعضاء بتوفر عدة شروط، أهمها أن يكون عطاء بدون مقابل وموافقة العائلة وصدقة جارية تحسب للمتبرع. الدنيا أخذ وعطاء، والتبرع يفيدنا حتى نجد من يعطينا ويتبرع الينا حين نحتاج. لقد أقمنا مؤتمرا في كلية القاسمي للعلوم الاسلامية والشريعة، قبل عدة سنوات شارك فيه 300 من ائمة المساجد، وشرحنا أهمية التبرع بالأعضاء، ومنذ ذلك الحين بدأ الأئمة يتحدثون أكثر في خطب الجمعة. فالأمر مسموح وصدقة جارية للمتبرع حسب الدين، وقد ازداد الاقبال بعد ذلك. أي رد فعل فاجأك بصورة ايجابية؟مريم: الأمر الايجابي اللافت للانتباه هو عدد العائلات الآخذ في الازدياد الذين يبادرون الى التوجه الينا بهدف التبرع. كما أنني أستذكر أن احدى اللواتي حضرن للتوقيع على استمارة التبرع، كانت قد شاركت في محاضرة قدمتها لطالبات في المدرسة. وأي رد سلبي فوجئت به؟مريم: فوجئت كثيرا من طلب احدى العائلات بأنها ترفض التبرع بأعضاء فقيدها، لمن هو غير مسلم. طبعا رفضنا ذلك بصورة قاطعة، رغم أن التبرع كان سينقذ حياة 8 أشخاص، الذين توفوا في النهاية. فنحن نتعامل مع الانسان كإنسان، فقد خلقنا رب العالمين لنتعاون مع بعضنا البعض. نتعامل مع عالم الانسانية ولا توجد اعتبارات أخرى لدينا، لا قومية ولا جنس ولا دين.

‫2 تعليقات

  1. “ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا”

    شكرا لبقجة على هذا اللقاء والتعريف. خاصة وان هذه المبادرة لم تأت كردة فعل لحاجة شخص معين لتلقى المساعدة. يسرني ان مشروع التبرع بالاعضاء بعد الوفاة لقي آذانا صاغية من قبل الاهالي ورجال الدين وان هنالك اقبال على محاضرات التوعية بهذا الخصوص.
    كما آلمني رفض عائلة أحد المتوفين بالتبرع باعضائه لغير المسلمين. فالآيات القرأنية التي تتحدث عن قتل النفس واحيائها لا تخص النفوس المسلمة دون غيرها. فالناس سواسية وكلنا لآدم.

  2. السلام عليكم
    المقال فيه توعية للناس لكن الشرع الاسلامي حدد التبرع بالأعضاء مع توفر عدة شروط
    هذه الشروط لم تذكر في المقال
    فيا حبذا ذكرها لتكون الصورة واضحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة