تعليق على قصيدة "ايها التراب" لابراهيم مالك
تاريخ النشر: 17/09/12 | 3:13قام الاخ العزيز الشاعر والأديب ابراهيم مالك، لطفا منه، بإهدائي وأخي الدكتور محمود ابو فنة قصيدة رائعة بعنوان “ايها التراب”. بودي ان اشكر الشاعر على لطفه وكرمه، لقد سعدت بذلك كثيرا. وليسمح لي القراء الاعزاء وزائري موقع بقجة المحترمين بأن ابدي بعض ما مر بذهني وأنا أقرأ القصيدة من خواطر، مذكرا اياهم بأني لست من اصحاب صنعة النقد الادبي. إلا انني قد استسيغ صورة أو وتيرة في القصائد تثير احساسي.
يفتتح الشاعر القصيدة بحديث يوجهه الى التراب مؤاخيا اياه. هذه الخطوة من أنسنة الجماد تفتح الباب امام الشاعر لكي يناجي التراب ويبث مشاعره دون حرج او وجل، لأنه يخاطب أخاه وابن امه. مما يجعلنا نثق بان الشاعر ولا بد سيكون صادقا في مواقفه.
مباشرة يكسب الشاعر التراب صفتين رائعتين: سر التعدد في الحياة وسر التجدد المنشود فيها. فالتعدد والاختلاف فيما ينشأ من الارض ليسا اسبابا للرفض بل هما كالاختلاف والفرق بين الاخوة وبين ابناء الاخوة. على العكس من ذلك فوحدة المنشأ هذه تقرب بين المختلفين وتساوي بينهم وهي نظرة اممية لطالما آمن بها الشاعر. وأما صفة التجدد فهي بنظري أروع وأكثر أهمية في هذا الموقف لأنها توفر استمرارية الحياة وتعطي الامل بأن ما لن يتحقق اليوم سيتحقق غدا، وما لا يعجبنا اليوم سنجده مستقبلا وقد تجدد وتبدل.
ينتقل الشاعر لبث همومه اذ باتت الدنيا بلا امل في نظره وهذا الامر مدعاة للحزن لأننا نريد لشاعرنا ان يبقى متفائلا يملؤه الامل ليبقي جذوة الامل فينا. ويحزن الشاعر ان بساطير الجند الباحثين عن الذهب داسته واهانته وقللت من قيمته حتى صار ارخص ما في الوجود. هذه نظرة مؤسفة لأنه وان كانت هذه نوايا الجند فلا بد من رفضها وعدم القبول بها. نعم، هذا ما يجب ان يكون ولذا فمن الجميل ان يعود الشاعر ليصف التراب كأجمل ما عرف، ملونا كنسيج الحياة، ويعيد نسج علاقته به كلما تحسس ذراته عاد اليه ارتباطه بمن منحوه الحياة.
رائع!