خطبة الجمعة من كفرقرع عن ‘‘دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة‘‘
تاريخ النشر: 14/02/11 | 2:05من محمد ابي الحارث
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خُطبة وصلاة الجمعة، من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 29 من صفر 1432هـ، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري “أبو أحمد”، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة‘‘، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني “أبو الحسن”، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” الحمد لله ربّ العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه؛ وأشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لاشريك له، القائل: ((إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَال))، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وصفيّه من خلقه وخليله ، بلّغ الرّسالة وأدّى الأمانة ونصح أمّة الإسلام، وتركها على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك، القائل:” لتأمرنّ بالمعروف ولتنهوّن عن المنكر، أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده، ثمّ تدعونه فلا يستجاب لكم”.
صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن سار على دربه وإستنّ بسنّته إلى يوم الدّين.
وأردف الشيخ قائلاً:” وبعد أيّها الأخوة المؤمنون؛ دولة الظلم ساعة ودولة العدل إبى قيام الساعة،عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال:((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا))، حتى الحيوانات تدعوا على الظالمين، السماء تُمسك المطر عن الظالمين، والأرض تلعن الظالمين.”.
يقول الحق تعالى في محكم كتابه العزيز، وهو أصدق القائلين بعد أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم:((وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ* وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ* وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ))..”.
وتابع الشيخ قائلاً:” أيّها المسلمون؛ ليس هناك شر مطلق لا بُد أن، يوظف عا الشر إلى مصلحة دينه ودعوته، قال صلى الله عليه وسلم:” ما من والي يلي رعية من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم إلا خرم الله عليه الجنة”، إنّ الظلم مرتعه وخيم ، والظلم ظلمات يوم القيامة، والظلم لا يعمّر حتّى لو إمتدّ به الزّمان سنوات وسنوات. والله سبحانه وتعالى تكفّل بقصم ظهر الظلم وفضحه على مرأى ومسمع من النّاس وبقلعه من جذوره وجعله عبرة لكلّ معتبر إلى يوم القيامة، فهذا النمرود الذّي تمرّد على الله ورسوله وقال (أنا أحيي وأميت)، فماذا حصل له؟ وكيف كانت نهايته؟ لقد كانت نهايته – أيّها المسلمون – أن بعث الله له بعوضة صغيرة دخلت في رأسه فأصبح لا يهدأ إلاّ إذا طرق رأسه بالنعال ثمّ جاءه الشّيطان فقال له: أولست إلها؟ إذا فاستبدل رأسك بآخر فكانت نهايته؟.”.
وأضاف الشيخ قائلاً:” وهذا فرعون لعنه الله، عاث في الأرض فسادا وإفسادا، وقال للنّاس: أنا ربّكم الأعلى. وعندما جاءه الرّسول من الله يدعوه للهدى، قال: ما علمت لكم من إله غيري. حتى الأطفال لم يرحمهم، يُذبح الأبناء ويستحي النساء.
فماذا كانت نهايته – أيّها المسلمون – ومن معه من زبانيته وزمرته وجيشه ومعاونيه؟ لقد أغرقه الله في البحر وأصبح مع جنوده طعاما للسمك المفترس وسط أمواج البحر..”.
وأردف الشيخ قائلاً:” قال تعالى:((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـه لاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ* فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ))؛ أيها الأخوة الموحدون؛ التاريخ – غالباً – يخلد أسماء المتميزين! سواء كان تميزهم في الخير أو في الشر! فيسطر التاريخ أسماء العظماء، الذين دخلوا من أوسع بوابات التاريخ، علماء عاملين، وقادة فاتحين، وأمراء عادلين، وعباد متهجدين مجتهدين، وكرماء حلماء، أو فرسان أتقياء، ويدون أسماء آخرين برزوا في الشر، واجتهدوا في الفساد والإفساد، حتى أصبحوا أئمة يقتدى بهم في الشر! ((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ))، ولله في إيجادهم حكمة.”.
الجزاء من جنس العمل؛ قال الشيخ:”شاعر إسمه محمد بن هانئ الأزدي الأندلسي المكنى بأبي الحسن (الشاعر الظالم) الزنديق، الذي كان يدخل على الحاكم المعز العبيدي الفاطمي الشيعي الظالم الجائر على أهل العلم والمسلمين وخصوصاً بعد أن قرر نقل حاضرة خلافته من المغرب إلى مصر بمحاوله منه لتشييع مصر الأبية، نعود الآن إلى شاعر الزندقة ابن هانئ وقصيدته” ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ والتي يفقول فيها للمعز:
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ *** فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ *** وكأنّما أنصاركَ الأنصار
أنتَ الذي كانتْ تُبشِّرنَا بهِ *** في كُتْبِها الأحبارُ والأخبارُ
هذا إمامُ المتَّقينَ ومنْ بهِ *** قد دُوِّخَ الطُّغيانُ والكُفّار
هذا الذي ترجى النجاة بُحبِّهِ *** و به يحطُّ الإصرُ والأوزار
هذا الذي تجدي شفاعته غداً *** وتفجَّرَتْ وتدفّقَتْ أنهار
وفي موته بعد أن طرده سيده من القصر وأذله وأهانه، أصيب بداء قاتل كان يجعله يعوي مثل الكلاب وهو على فراشه وفي مرض موته كان يبكي ويصرخ قائلاً ‘أنت الواحد القهار ثم أنشد قائلاً:
أبعين مفتقر إليك نظرت لي .. فأهنتني وفذقتني من حالق
لست الملوم أنا الملوم لأنني .. علقت بآمالي بغير الخالق
وهكذا تكون نهاية هؤلاء الذين يؤثرون غير الله ويرجون غير الله يعذبون بمن آثروه من دون الله وتكون نهايتهم وجزاؤهم من جنس أعمالهم..”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” ومن هؤلاء قائد التجار الفجار إلى النار، صاحب الخزائن التي يعجز الرجال عن حمل مفاتيحها، فكيف بما فيها؟! صاحب الحلة الفارهة، واللباس الفاخر؛ إذ كان ينظر في عطفيه، ويجر إزاره مختالاً فخوراً، متبختراً متكبراً، خرج على قومه في زينته، خرج يتبختر بمشيته يهز أكتافه، قد أعجبته نفسه، سرح شعره، وتباهى بزينته، حتى أخذت زينته بالأبصار لأول وهلة: ((قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)). إن قارون في ظل طغيان المال لم يستمع إلى نصح الناصحين، ولم يلتفت إلى شفقة الخائفين ((إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ))، نعم إن الله لا يحب الفرحين، لا يحب الأشرين البطرين، الذين يدفعهم الفرح إلى مجاوزة الحدود، ويخرجهم الأشر إلى العدوان، ويحملهم البطر إلى ازدراء الخَلْق، أما إن الناصحين لم يطالبوا قارون بالتخلي عن دنياه، ولا إنفاق كنوزه، بل طلبوا منه أن يوازن بين الدارين ((وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا))، ثم ذكروه بأصل هذه الـنعم فقالوا: ((وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)) والمعنى: قابل الإحسان بإحسان، وبعد أن رغبوه حذروه من مغبـة عمله، فقالوا: ((وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))، فما كان جواب المتكبر المتجبر الباغي؟! قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي!.
وإستطرد الشيخ قائلاً:” ولئن مات قارون فقد أبقى ذكره السيئ! فلا يذكر بخير! ولئن ذهب قارون فقد بقي له ورثة! حملوا غطرسته، وتبنوا أفكاره! اعتدوا بذواتهم! وتاهوا على الورى بما أوتوا مما لم يكن لهم في كثير منه حول ولا قوة! فلا هم إختاروا آباءهم، ولا أوجدوا أنفسهم من عدم، بل خلقهم الله من ضعف، وهم خلق لا يتماسك، فما يلبث أن يرد إلى ضعف..”.
وقال الشيخ أيضاً:” أيّها المسلمون؛ هل وقف الأمر عند حدّ هامان وقارون وفرعون والنمرود بأسباب الظلم ونهايته المدمّرة؟ إنّ الظلم – ايّها المسلمون – لا ينقطع في كلّ زمان ، وإنّ الغضب الإلهيّ ليرتدع عن هؤلاء المجرمين ، فالله تعالى يمهل ولا يهمل أبدا. ويملي للظالم حتّى إذا أخذه لم يفلته .
قال تعالى:((وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ))؛ وقال: ((وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ))؛ وقال عليه السّلام: إنّ الله ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته”.
وأضاف الشيخ:” أيّها المسلمون: إنّ الأمثلة كثيرة في الواقع على نهايات الظلم. فهل من معتبر ومتّعظ ومتفكّر ومتدبّر؟
أما الحكام الظلمة فهم يحتاجون غير الشعراء وغير الشعر، فهم بحاجة إلى قضاة فجار هم من أهل النار، يوعز إلى فلان بأن أحكم عليه بالسجن، وفلانا بالإعدام وفلانا بالنفي..، يحكمون على الناس ظلماً وزوراً.
وأردف الشيخ قائلاً:” أحدهم إسمه إبن أبي دُؤاد في زمن الإمام أحمد – رحمه الله – حكم ظلماً على العلماء المسلمين فلم يدع مصلحاً ولا رجل حراً صالحاً شريفاً إلا حكم عليه ظلماً، هذا من الناس الذي دعى عليه الإمام أحمد بن حنبل، كما سجن الناس ظلماً وجورا أن يسجنه الله في جسده، وفعلاً أصيب بمرض الفالج فجلس أربع سنين مشلولاً، شلل لا يستشعر بنصف جسده، أما النصف الآخر إذا سقطت عليه ذبابه كمن سقطت عليه السباع تلتهم جسده، وظل على هذه الحال أربع سنوات دون حراك، عذبه الله تعالى؛ فانظر كيف كانت عاقبة الظالمين.
ويقول صلى الله عليه وسلم:” يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة وقضاة خونة وفقهاء كذبة؛ فمن أدركهم فلا يكون لهم عريفاً ولا جابياً ولا خازناً ولا شُرطياً”، وعن إبن عباس رضي الله عنهما:” أن ملكاً من الملوك خرج من بلدهِ يسير في مملكته مُستخف من الناس، فنزل على رجل له بقرة، فحلبت البقرة مقدار ثلاثين بقرة، فعجب الملك من ذلك وحدث نفسه أن يأخذها، فلما كان من الغد حلبت البقرة نصف الكمية، فدعا الملك صاحبها وقال له: أخبرني لما حدث ذلك؛ لما نقص الحليب، ألم يكن مرعاها نفس مرعى الأمس؟ قال بلى. ولكن أرى أن الملك أضمر لبعض رعيته سوء فنقص لبنها، فإن الملك إذا ظلم، أو هم أن يظلم ذهبت البركة، فعاهد الملك ربه ألا يأخذها ولا يظلم أحد قط..”.
أين أصحاب العقول والنهى؟ فهذا شاه إيران – أيّها المسلمون – لم يجد له مكانا يدفن فيه في دار الكفر، والتّي خدمها أكثر ممّا خدم شعبه. ورفض دول الكفّار أن تستقبله ونظرت إليه كالشاة الجرباء التّي يخشى منها من المرض والعدوى، وفي نهاية المطاف مات ذليلا صغيرا ضعيفا حقيرا، بعد أن كان سلطانه لا يدانيه سلطان في منطقة الشرق الأوسط (جزيرة العرب).
وتابع الشيخ:” وهذا بن علي في تونس لم يستطع أن يقف على قدميه بضع ساعات أمام الشعوب الغاضبة الثائرة على ظلمه وفساده وسطوته، فخرج بلباس امرأة يضع النّقاب على وجهه كيف لا يعرفه أحد في الطريق، مع أنّه حارب هذا النّقاب سنوات طويلة، ثمّ ذهب إلى أسياده الذّين خدمهم سنوات طويلة وجوّع شعبه وقتلهم من أجلهم، فهل إستقبلته دولة واحدة من دول الكفّار. لم تجرأ – ايّها المسلمون – دولة واحدة في دول الكفر أن تستقبله ونظرت إليه نظرة ريبة وشكّ تقول: إذا كان شعبك قد نبذك فليس لك مكان في هذه الديار..”.
وأردف الشيخ قائلاً:” هذا – أيّها المسلمون – جانب من العقوبة الربّانية لهؤلاء الظلمة ممّن يتجاوزون حدود الله ويحاربون الله ورسوله ويمنعون الآذان ويمنعون النقاب والخمار وينشرون الفساد والإفساد في الأرض ويقفون في طريق الإسلام والعمل لعودة الحكم بما أنزل الله تعالى.
وهناك عقوبات – أيّها المسلمون – لا يعلمها إلاّ الله تعالى، ويجعلها بينه وبين عباده، لا يطّلع عليها كثير من الناس، كالمرض والابتلاءات والفتن ما ظهر منها وما بطن وسواد القلب وتعاسة النفس حتّى لو أوتي أموال الدنيا. أين ىثار الملوك (الملك والسلطان) تجد الجواب مسطراً في القرآن:((كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ))، والقلق والحيرة وفقد الولد وعذاب النفس ومرض الزوجة وغير ذلك من عقوبات يسلّطها الله تعالى على من يحاربون الله ورسوله والمسلمين ويعيثون في الأرض فسادا.
وقال الشيخ:” أما في الآخرة – أيّها المسلمون – فإسمعوا ماذا يقول الحق تعالى في وصف الظلم والظالمين: ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ))؛ وقال تعالى:((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ))؛ أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وكلما عم الظلم ناساً أكثر كان عقابه يوم القيامة أشد، فمن إستُرعي على نفر فظلمهم يُبخسهم حقوقهم أو بأخذ أموالهم بغير حق، أو بتكليفهم ما لا يطيقونه فهو النار، فكيف ممن إسترعى أمانة أكثر من ذلك، وقد هدد الله الظالمين:((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ))، كما وإن من الظلم الرضا بالظلم والإعانة عليه:”من أعان ظالماً على ظلمه سلطه الله عليه”.
وأضاف الشيخ قائلاً:” أيّها المسلمون: لا يستطيع أحد أن يقف في طريق الله ولا ينتصر أحد يحارب الله ورسوله ، قال تعالى:((إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ))؛ وقال عليه السلام: قال تعالى:” من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب…”.
فهل يقوى – أيّها المسلمون – هل يقوى أحد على حرب الله ؟ وإنّ الحقّ – أيّها المسلمون – نهايته النّصر والإرتفاع والعلو. قال تعالى:((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ))؛ ويقول تعالى:((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ))، ولو كرهت أمريكا ولو كره كلّ حكّام المسلمين، سيظهر الإسلام – أيها المسلمون – وسيمحق الظلم بإذن الله تعالى، وإنّ هذه الأمّة هي أمّة الخير والجهاد والرّباط، أمّة عقبة بن نافع وطارق بن زياد وموسى بن نصير وخير الديّن بربروس وأمّة المثنّى والقعقاع وسعد وخالد وحمزة.. من المجاهدين الأبطال. قال تعالى:((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس))؛ وقال عليه السّلا م:”أمّتي كالغيث لا يدرى أوّله خيرا أم آخره”.
وقال الشيخ أيضاً:” فكونوا – أيّها المسلمون – في صفّ الحق تفوزوا في الدار الدنيا والدّار الآخرة، ولا تكونوا في صفّ الباطل فإنّه يصيبكم ما يصيب هذا الباطل طال الزّمان أم قصر، ودوروا مع الحقّ حيث دار ولا تدوروا مع الباطل فيزهقكم معه. اتّقوا الله تعالى يحفظ عليكم أنبائكم وأزواجكم ويبارك لكم في أموالكم وأنفسكم ويجعل السّعادة في قلوبكم وحياتكم؛ قال الله جل وعلا:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا))؛ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون)). أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.”.
ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:” الحمد لله لله ربّ العالمين، والصّلاة السّلام على المبعوث هداية ورحمة للنّاس أجمعين.
وبعد أيّها المؤمنون، اعلموا أنّ الدنيا دار ممرّ وأنّ الآخرة هي دار المقّر، فتزوّدوا من ممرّكم لمقرّكم وتأهّبوا لحسابكم وعرضكم، فإنّكم غدا موقوف، بين يدي العزيز الجبّار، وسيسألكم فردا فردا عمّا قلتموه وعمّا فعلتموه وعن أموالكم وعن كلّ شيء في حياتكم، وسيعلم الذّين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين، واعلي يا مولانا راية الحقّ والدين. اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيرا فوفّقه إلى كلّ خير، ومن أراد بهم شرّا وسوءا ومكرا وغدرا فاقصمه واقصم ظهره وخذه أخذ عزيز جبّار منتقم مقتدر يا كريم، وأرنا فيه يوما أسود كيوم فرعون وهامان وقارون يا ربّ العالمين. اللهم أعزّنا بخلافة راشدة على منهاج النبوّة يرضى عنها ساكن الأرض وخالق السماوات والأرض يا ربّ العالمين. اللهم أكرم أمّة الإسلام، هذه الأمّة الكريمة الطيّبة بحاكم طيّب كريم، يقودها بكتابك وسنّة نبيّك ويحرّر المسجد الأقصى المبارك وباقي بلاد المسلمين من دنس الكافرين. آمين يا ربّ العالمين..”.
بحي فيكم الجرأه
جزى الله الشيخ خيرا ان الظلم لاينتشر ويزداد الاباستكانة المظلومين وسلبية المشاهدين والتخلى عن مسئوليتهم فى دفع الظلم وقد امرنا النبى صلى الله عليه وسلم بدفع الظلم حين قال (انصر اخاك ظالما اومظلوما)وبين ان نصر الظالم رده عن ظلمه وصدق عمر الذى قال لاخير فيكم ان لم تقولوها ولاخير فينا ان لم نسمعها قالها وهو امير المؤمنين لمن قال له والله يا عمر لو رأينا فيك اعوجاحا لقومناه بسيوفنا فعلينا جميعا ان نتقى الظلم وناخذ على ايدى الذظالمين والاسنهلك جميعا وماحديث ركاب السفينة ولا قصة اصحاب السبت الاتحذير لنا ويجب على امة العدل ان لاترضى بالظلم وتعمل على ازالته وعندها سيتنزل نصر الله ويتخقق وعده فى استجابة دعوة المظلوم (وعزتى وجلالى لانصرنك ولو بعد حين)
يعني انا ما استفدت شي ابداً