عندما تصبح المرأة لعبة شطرنج

تاريخ النشر: 15/01/15 | 0:06

اليوم في واقعنا المعاصر نجد مظاهر ما قبل الإسلام تتكرر مع المرأة. وأشد مانراه ظاهراً ما كان في عصر الجاهلية الجهلاء من تلاعب بنكاحها، واستمتاع بأنوثتها، وحصر قيمتها في متعتها، وتقييد حريتها ببضعها، و المساومة بشرفها مقابل إعانتها والإحسان إليها. ولا أدل على ذلك من ما يسمى في عصرنا الحالي: (بزواج المسيار). فهو أشبه بركوب السيارة، اسماً وفعلاً وزمناً. فلم يأخذ من الزواج إلا اسمه، وكذا من السيارة وصفها. فراكب السيارة لا يلبث أن ينتهي به المطاف عند محطة معينة وموقف معين. وكذا زواج المسيار من محطة إلى محطة، ومن موقف إلى موقف، فلا يقرر لهم قرار ولا يقف لهم مكان. وراكب السيارة، يتمتع بالقيادة ويستمتع بالرحلة مادام هو قائدها، ولا يلبث أن يستلم القيادة راكب آخر، يطلب نفس المتعة، ويقود ذات المقود. وراكب السيارة يركب وقتاً وينزل آخر،و يقود زمناً ويرتاح أوقاتاً. وكذا زواج المسيار له وقت ومدة، ومحدد بزمن ومكان، لا بقاء ولا استمرار ولا راحة ولا استقرار. وراكب السيارة يشتري ويبيع، ويعرض ويقدم، ويؤجر ويهب، ويصفها ويتغنى بها، ويعلنها ويحسن الدعاية لها. وكذا زواج المسيار يتزوج اليوم، ويطلق غداً، ويطلب اليوم ويعرض غداً، ويخطب ويشتري اليوم ويبيع ويسوّق غداً، يكسب اليوم الجولة، ويتنازل غداً عن الفرصة. اليوم عقد شراء واستمتاع،وغداً عقد إعارة وهبة. اليوم تملك وتمتع، وغداً نقل قدم وتخلص. اليوم زواج وغناء، وغداً طلاق أو خلع أو شقاء وعناء.

والإقصاء عن مسرح الحياة، وتصبر على الظلم والإهانة، وعلى الضرب والتعذيب، وعلى القسوة والعنف، ولكنها لا تصبر على استغلال أنوثتها والمتاجرة بعفتها، والمساومة على شرفها. فالمرأة يجرحها أن تكون لعبة متداولة، ويدمي قلبها أن تصبح متعة متبادلة، ويقتل كبرياؤها أن يتذوقها الرجل ثم يقدمها لصديقه ليذوق ما تبقى منها. ويذبح حياءها، أن تصير فاكهة المجالس الخاصة، وفاتحة وخاتمة الأمنيات والرغبات، والأهواء والشهوات.
وإني أهيب برجال قومي، وحماة عرضي، وعقلاء بلدي، وشرفاء أهلي، وحملة ديني، وأمناء أمتي، وقضاة بلدي، وولاة أمري، أن ينقذوا ما يمكن إنقاذه، وأن يدلوا بدلوهم، ويسهموا بسهمهم، في تدارك الأمر قبل استفحاله، وعلاج داء سرى وباءه، واستئصال ورم عظم خطره وظهر أثره، حتى لا تهون المصيبة، وتنتشر الرذيلة، وتستمرأ الفاحشة، وتصغر الخطيئة، وتسمى بغير اسمها، وتمحى الفضيلة فلا يبقى إلا رسمها، ويقتل الحياء فلا يذكر إلا حلماً، وتفقد الأنوثة فلا نجني إلا شوكاً، وتموت الغيرة فلا يلد إلا ديوثاً. ويصادر الزواج فلا يذكر إلا سراً، ولا يمدح إلا رمزاً، ولا يروج إلا مسياراً، ولا يشترط فيه إلا إسقاطاً للحقوق، وتنازلاً عن الواجبات.

01

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة