الجوهر وليس المظهر
تاريخ النشر: 19/09/12 | 10:25الله جل جلاله جميل ويحب الجما ل، وحب الله للجمال في كل شيء خلقه ان كان ذلك شكلا او محتوى، وهذا ما نتمناه في كافة مجالات الحياة وخاصة حياتنا الزوجيه .
ان مقاييس الجمال عند الإنسان ،قد تختلف من واحد الى اخر فبعض الرجال على سبيل المثال تهتم بالمظهر الخارجي للمرأة من عدة اوجه دون الاهتمام بالجوهر المبني على الدين والخلق ،أما المرأة فان بعضهن ترى مقياس الجمال عند الرجل ان يكون قادرا من الناحية الماديه على الاغلب وحمايتها من السنة الناس حيث تلمس الأمن عنده، وهذا النوع من النساء هي الأكثر عقلانيه لاختيارها ،والبعض الأخر تنجر وراء الوسامة المصطنعة ،وفقدان الدين والخلق فكثيرا من الوسامة ما هي الا شيء زائف يجب ان تحذره الفتيات عند الكثير من الشباب.
فالرسول” صلى الله عليه وسلم” خاطب الرجل عندما يريد الاقتران بامرأة ان يكون الجمال موجودا فيها فقال تنكح المرأة لأربع …………… ومنها الجمال والدين، وهاتان الصفات تشكل الخلق بحد ذاته لكنه عندما خاطب الرجل قال ” اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه” فالدين والخلق عند المرأة والرجل هما الجمال بحد ذاته.
اذا تواجدت الشروط الأساسية في كلا الطرفين، فان عدة عوامل اكثر ايجابيه يمكن ان تتوفر بينهما منها ألحنيه والعطف المتبادل بينهما، والكرم ومخافة الله ،وغيرها من أمور، وخاصة ان كان الشخص أكثر ثقافة وتفكيرا ، حيث يكون راقيا في تعامله ،ومعطاء في مشاعره وحواره،وينظر كل طرف الى الأخر بنظرة إعجاب،وهذا يعني الجمال الروحاني بكل معنى الكلمه اذن الجمال الاكثر اهميه هو جمال الجوهر أكثر من جمال المظهر. والوسامة التي تنجر خلفه وللأسف الشديد الكثير من الفتيات الغير عقلانيه ، لان هذه الوسامه قد تزول مع مرور الزمن ،اما الجوهر فانه يزيد جوهره مع مرور الزمن .
كل هذا ربما ان يكون مقدمه للزواج في اغلب الحالات فمقياس الجمال عند المرأة تختلف من شعب الى اخر ولكن هناك شيء مشترك ألا وهو طاعتها لزوجها وجمال روحها وأخلاقها.
فالزواج وسيله وليس غاية لأنه السبيل الوحيد لاستمرار البشرية وانه سر الوجود.
ان الزواج رباط مقدس والذي يربط بين طرفين اختار لهم القدر الحياة معا
الا انه وللأسف الشديد هناك الكثير من الزيجات ،والتي قد تنتهي بالفشل واخص الزواج المبكر عند الكثير من الفتيات التي تختار الوسامه في كثير من الحالات على الجوهر دون الالتفات الى المستقبل .وما ان يتم الارتباط حتى تظهر العديد من المشاكل بينهما ويتم الطلاق وهذا نابع من عدم استعمال العقل والرضوخ للعاطفة فقط . وبعض الزواج المبكر، أرى انه قد تم كحل اساسي لمشكله اقتصاديه عند ولي أمر الفتاة ،وخاصة اذا كان رب العائلة مستور الحال، ان مثل هذه الحالات قد تترك اثارا سلبيه كثيرة على الفتاة بالذات ،وذلك لأنها الأصغر سنا في هذا الزواج فكثيرا منهن يدخلن بيت الزوجيه وما زالت احلام الطفولة تسيطر عليهن ومسؤولية الزواج مفقودة لديهن .
ولتفادي مثل هذه الحاله يجب تدريب الفتاة وتثقيفها قبل الزواج لمعنى الزواج ودورها في العائلة ،والذي من الممكن ان يجعل حدث الزواج المبكر اقل واخف في مجتمعنا، وخاصة عندما نثقف الفتاة على ان الزواج مسؤولية كبيره وخاصة بعد الإنجاب هذا من جهة، ومن جهة أخرى نرى ان كثرا من الفتيات العقلانيات لا ترتبط إلا بعد ان ترسم طريقا لمستقبلها، وخاصة بعد ان تحصل الواحدة منهن على اللقب الاول والثاني وهذا شيء ايجابي حيث تكون الفتاة على وعي كامل، وكلها مسؤولية اتجاه بيتها ومجتمعها .ويكون لدينا مجتمع صالح لديه بعد افق وتقل المشاكل الزوجيه التي تشغل المحاكم الشرعية كثيرا .لكن أقولها بكل أسف ان مجتمعنا في كثير من الحالات قد يظلم مثل تلك الفتيات المتعلمات بحجة انهن عبرن السن المألوف لزواج الفتاة او أكثر ،مع ان هذا وحسب وجهة نظري الشخصيه ان الفتاة في مثل هذه الحاله تعرف ما لها وما عليها فالأم هي المدرسه حسب ما قال الشاعر “الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق”فليكن لكل واحد منا بعد أفق ولننهض بمجتمعنا الى الأمام.
كثير حلو