اعتقالات السلطة الفلسطينية لأحرار الشعب في الضفة ، دليل مؤشرٌ على غياب البوصلة .
تاريخ النشر: 20/09/12 | 0:54ندد الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، بتصعيد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من حملات الاعتقال السياسي في الضفة المحتلة ، ودعا إلى : ” التوقف الفوري عن سياسة الاعتقال ، والإفراج عن المعتقلين وتحريم الاعتقال السياسي ، والانحياز إلى حقوق الشعب الفلسطيني وخياراته في ظل شلل السلطة الفلسطينية شبه الكامل بسبب الانسداد السياسي والتدهور الاقتصادي . ” ، معتبرا هذه الاعتقالات : ” انتهاكا خطيرا لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني ودليلا على إفلاس السلطة الفلسطينية ، ومؤشرا على غياب بوصلة العمل الوطني الحقيقي على الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية ، مما يستدعي استخلاص العبر قبل أن تكون الكارثة . ” …
وقال : ” تفاجأنا من حملة الاعتقالات الشرسة التي تشنها السلطة الفلسطينية في رام الله ، والتي طالت مائة من أحرار الشعب الفلسطيني تقريبا ، إضافة إلى أعداد لا تحصى من الاستدعاءات لأشراف ومناضلي الشعب الفلسطيني ، مع ما يرافق ذلك من تهديد ووعيد وإهانة وتنكيل تذكرنا بالاحتلال الإسرائيلي ووحشيته . الغريب في الأمر أن الاعتقالات طالت أسرى محررين في إطار صفقة شاليط ، وأسرى آخرين أفرج عنهم الاحتلال منذ أيام فقط ، وقيادات ورموز ورجال الإصلاح والنشطاء الشباب وعدد من طلبة الجامعات وحتى العمال والتجار . كما أن الاعتقالات شملت كل مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية . ولم تتوقف حملة الاعتقالات عند حد الاعتقال ؛ بل وصلت الى استدعاء وحجز عناصر كثيرة من المقربين من حركة حماس وتفتيش منازلهم دون اعتقالهم ، ومصادرة بعض المواد من منازلهم . الغريب في الأمر أن الاعتقالات استهدفت لونا سياسيا واحدا في أغلبيته الساحقة أي كوادر الحركة الإسلامية الفلسطينية وناشطيها والمؤيدين لها . ” ..
وأضاف : ” حاولت البحث عن سبب محتمل لهذا الاعتقالات المفاجئة فلم أجد .. تابعت تصريحات المسؤولين السياسيين والأمنيين الفلسطينيين ، فلم تزدني مبرراتهم إلا حيرة ودهشة … ادعاء السلطة بوجود دواعي أمنية كلام فارغ لا يصدقه العقل ، أما أن تكون الحملة الظالمة ردا من السلطة على استقبال مصر للأستاذ إسماعيل هنية اليوم في مصر على اعتباره رئيسا للوزراء فهو عذر أقبح من ذنب . فكيف يتصور عاقل أن يدفع الشعب المظلوم في الضفة ثمنا باهظا من حريته وكرامته بسبب مناكفات سياسية ليس له فيها ناقة ولا بعير . من حق الرئيس أبو مازن أن يستدعي السفير المصري في رام الله ليسلمه ( رسالة استياء !!! ) من استقبال رئيس الوزراء السيد هنية ، بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع ذلك ، لكن السؤال : ما ذنب أحرار الشعب الفلسطيني الذين لولاهم بعد الله لما قامت للشعب الفلسطيني قائمة ؟؟!!! . ” …
وأشار إلى أن : ” الشمس لا يمكن للسلطة ومؤيديها من داخلها ومن خارجها ، أن يغطوها بغربال … الحقيقة أن السلطة بدل أن تقذف بكُرة أزماتها المستعصية في المجالين السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى ساحة الاحتلال الإسرائيلي مجنِّدة الشعب الفلسطيني كله من ورائها ، فإنها فضلت أن ( تستقصر !! ) حائط الإسلاميين من خلال محاولات يائسة لتحميلهم وزر فشلها بل وإفلاسها الكامل … تريد السلطة بجريمتها هذه – فالعدوان على حرية الشعب جريمة بلا منازع – أن تحرف الغضب الشعبي الذي انفجر في وجهها ووجه حكومتها في الأيام الماضية إلى غير الاتجاه الصحيح وهو الاحتلال ، وهذه جريمة أخرى تعزز لدى المراقب الاعتقاد أن القائمين على السلطة لم يتعلموا الدرس من الربيع العربي ، وأن الزمان تغير ، وأن الأيام دول ، وهذه الأيام هي أيام الاتجاهات الوطنية والإسلامية التي تعاهدت على تغيير وجه التاريخ بغير أدوات العهود القديمة والتي تصر السلطة على أن تكون واحدة منها .. أمر لا يُصَدَّق فعلا . ” …
وأكد الشيخ إبراهيم صرصور على أنه : ” لا مفر من تغيير سياسة السلطة جذريا من خلال التوجه إلى خيارات الشعب فقط ، وهذا معناه الوقف الفوري للاعتقالات والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين في الماضي والحاضر ، والامتناع عن هذا الإجراء في المستقبل . استمرار السلطة في سياستها الهدامة هذه معناه شيء واحد فقط ، وهو أنها أي السلطة ليست معنية أبدا بالوحدة الوطنية ، وأنها ما زالت مرتبطة ارتباطا وثيقا بإسرائيل وأمريكا ، وأنها معادية للحكومات الجديدة التي قامت في أكثر من بلد عربي ، وغير ذلك مما يمكن أن يكون نتيجة طبيعية لسلوكها ، وهذا معناه ببساطة ضربة قاضية توجهها السلطة إلى قلب القضية الفلسطينية ، وعملية انتحارية ستقضي على ما تبقى من أمل في النهوض بمشروع وطني فلسطيني واعد . “.