الصفح الجميل وثقافة المستحيل
تاريخ النشر: 21/09/12 | 14:34في ذروة الشعور بالغضب، وعندما تعترينا تلك القشعريرة التي نترجمها إلى ردود فعل سلبية تجاه من أغضبنا…ليس علينا إلا أن نفكر مليا ونضع نصب أعيننا خيارين لا ثالث لهما فإما دوامة انتقام لا راد لها، وعنف ابدي يتوارثه الأجيال، وزعزعة لاستقرار بلدة كاملة.
أو صفح جميل وتسامح وولوج إلى حلقة جديدة من حلقات الوصال ونبذ الحقد وإرساء محبة…
فأيهما ستختار إن خُيّرت..؟!
أظن أن من به رغبة بحياة كريمة ولديه روح تعشق الحياة لن يختار سوى الخيار الثاني… الذي من شأنه ان يمنع كوارث كثيرة قد تقود إليها دوامة العنف.
فالبادئ بالعنف هو شخص فقد بوصلته وسيطرت عليه نزعة الغضب حتى بات يرجم البشر حوله ليخرج طاقته الكامنة في نفسه المختنقة من جراء الضغوط…عله يجد متنفسا لغضبه، إما من يرد عليه بالمثل فهو شخص قد وقف في مفترق طرق واحتار فيم يفعل وأي الخيارين الأنف ذكرهما سيختار، مما يعني أن هذا الشخص قادر على التفكير بعقلانية لان لديه متسع اكبر من الوقت الخالي من الضغط النفسي.!
إذا فنحن نربأ بالشخص(الضحية) ان يكون ذاك المبادر للخير وان يبتر دابر الشر فيصفح ويسمح وللخير يسنح….فما أجمل ان تصفح وأنت في خضم الغضب…وما أروع ان تسامح وأنت في بركان غضبك القاتم، وان عاد الباغي بعدها الى عدوانه.. فلا أثم عليك عندها.
أيا كانت الأسباب فلن تكون لصف المعتدي، لكن الصفح عنه سيكون نقطة وعلامة تضاف إلى رصيد المعتدى عليه لتمنحه رقيا اخر ومحبة في أفئدة البشر كونه اختار أفضل الآمرين.
فكن أنت ذاك البطل الذي اختار ان يحتضن من عاداه فيخمد نارا مستعرة ستحرق في طريقها الأخضر واليابس.
وأؤكد لك حينها انك أنت من سيكون الرابح في معركة الحياة وأنت الذي ستكون قد سطرت معنى جديدا للأمل بغد مشرق أكثر…
فكن أنت السباق إلى ذلك، وإلا دخلنا في دوامة رهيبة قاتلة، أولها ضحية وأخرها امة منسية في زحام الحياة وتشعب الدروب!!!