أم الفحم تفجع بوفاة الشيوعي العريق سامي محمد الشريدي
تاريخ النشر: 21/09/12 | 13:22فجعت كوادر الحزب الشيوعي والجبهة في أم الفحم ومنطقتها يوم الخميس الماضي بوفاة المناضل الرفيق سامي شريدي 64 عاما شقيق المخرج المعروف ناظم الشريدي والإبن البكر للشيوعي العريق محمد شريدي. وقد وافته المنية بعد صراع طويل مع مرض عضال ألمّ به منذ عام 1995، وقد خيّم الحزن العميق في سماء أم الفحم يوم تشييع الراحل إلى مثواه الأخير بمشاركة جمهور غفير من رفاقه وأصدقائه وسكان بلده ومشيِّعين من مختلف أنحاء البلاد.
لقد اكتسب الفقيد احترام ومحبّة الناس لأخلاقه الدمثة وسمعته الطيبة، ولعطائه وكرمه، فكان من أهل الخير، يشارك في النشاطات التبرعية والتطوعية في خدمة المؤسسات الشعبية، ومن طلائع المساندين لأبناء شعبنا في الضفة والقطاع.
هذا الشبل من ذاك الأسد
ترعرع المرحوم سامي الشريدي، في بيت والده الشيوعي العريق محمد الشريدي وتأثر بطريقه منذ نعومة أظافره وحمل شعلة النضال سوية مع رفاقه الشيوعيين الفحماويين فانتسب في شبابه للشبيبة الشيوعية ومن ثم للحزب الشيوعي والجبهة. اضطُرَ المرحوم وأشقاءه أن يحملوا هموم البيت وإعالة العائلة خلال غياب والدهم (أبو سامي) الذي اعتقل عام 1964 اعتقالا سياسيًا وأمضى عشر سنوات من عمره في غياهب السجون الإسرائيلية. وفي مواجهة سياسة السلطة المنهجية تعلّم المرحوم حرفة النجارة وأنشأ ورشة للنجارة، سرعان ما تطورت ونجحت نجاحا باهرًا وكانت بمثابة انتصار على سياسة التركيع السلطوية.
تعرّض المرحوم خلال فترة دراسته الابتدائية والثانوية لضغوطات وتهديدات كبيرة من قبل بعض المعلّمين الموالين للسلطة وبالمقابل اكتسب محبة وتقدير المعلّمين الوطنيين حين كان النشاط السياسي يعرّض الانسان لفقدان الوظيفة ومكان العمل. واستمرت ملاحقة المخابرات له وخاصة في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، في محاولة لثنيه عن نشاطه الحزبي الوطني، إلا أنه تحدّى وواجه بصلابة وبقي حتى آخر يوم في حياته مثابرًا عنيدًا على طريق والده والرعيل الأول من الشيوعيين. وزرع ثقافته السامية في نفوس أبنائه الأربعة وبناته الخمس، الذين يسيرون قدما على طريق والدهم وجدّهم.
شقيق المرحوم المخرج ناظم الشريدي قال عن الفارس المترجل، أنه كان مثال الأخ والأب ونموذج للشيوعي الوطني المناضل، ولذلك سيفتقده كل من عرفه وأحس بدفء قلبه في العائلة، وسيفتقده رفاق دربه في كل اجتماع وكل مناسبة، ولكن الجميع قد أطلقوا العهد بالسير على طريق الأوائل.
اللهم ارحمه برحمتك
نسال الله حسن الختام والممات على التوحيد