لا اله إلا هو ولا رب سواه عليه توكلت واليه انيب

سئل بعض الأعراب ,كيف عرفت الله ؟ فقال : يا سبحان الله , ان البعر يدل على البعير , وان الأثر يدل على المسير ,فسماء ذات أبراج , وارض ذات فجاج ,وبحار ذات أمواج , الا يدل ذلك على وجود الطيف الخبير .

يروى ان بعض الزنادقة سألوا أبا حنيفة عن وجود الله .فقال: دعوني فاني مفكر في امر قد أخبرت عنه . ذكروا لي ان سفينة في البحر موخرة “ماخرة” فيها أنواع التجارات وليس بها احد يحرسها ولا يسوقها وهي مع   ذلك تسير وتذهب وتجئ وتخترق الأمواج العظام حتى تتخلص منها وتسير حيث تشاء من ان يقودها ملاح ولا قبطان ,فقالوا هذا شيئ لا يقوله عاقل .فقال : ويحكم  هذه الموجودات بما فيها من العالم العلوي والسفلي  وما اشتملت عليه من الأشياء المحكمة , ليس لها صانع ؟ فبهت القوم وعادوا الى الحق واسلموا على يديه .فمن تأمل هذه السموات وارتفاعها واتساعها وما فيها من الكواكب السيارة والأفلاك الدائرة , مع الفلك العظيم  في كل يوم وليلة , ولها في نفسها سير يخصها , ونظر الى البحار المكتنفة للارض من كل جانب , والجبال الراسية في الارض لتقر ويسكن سامنوها مع اختلاف اشكالها والوانها . قال تعالى”ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود ” وكذلك هذه الأنهار السارحة من قطر الى قطر للمنافع ,وما ذرأ  في الأرض من الحيوانات المتنوعة والنبات المختلف الطعوم والأشكال والألوان مع اتحاد الطبية في التربة والماء , استدلال   على وجود الصانع وقدرته العظيمة وحكمته ورحمته بخلقه ولطفه بهم وإحسانه إليهم . لا اله إلا هو ولا رب سواه , عليه توكلت واليه انيب.

من  محمد صبيح