أمسية ثقافية بعنوان “حديث الصالة” بجمعية البير عرعرة
تاريخ النشر: 24/09/12 | 1:00“المرأة من الخاص الى العام عبر صيغ فنية مغايرة” هو عنوان الأمسية أو ما يسمى ب”حديث الصالة”، التي أقيمت في جمعية البير لتنمية الثقافة والمجتمع في وادي عارة، يوم الجمعة الحادي والعشرين من أيلول، والتي تناولت معرض “يوميات فوطة” للفنانة هدى جمّال ابنة عرعرة، وفيديو آرت “فوتي لسانك جوّا” للفنانة ليالي قحاوش ابنة أم الفحم، حاورتهن وجمهور الحاضرات والحاضرين الفنانة منار زعبي، التي رافقت وترافق مجموعة من فنانات وادينا في مشوار من البحث ما بين الذات والعوالم المحيطة، من خلال الفن بلغاته المتنوعة، ضمن مشروع “الفن والمجتمع” الذي يقام في جمعية البير للسنة الثالثة على التوالي.
شارك في الأمسية العديد من الفنانات والفنانين، بالإضافة إلى جمهور من المهتمين والمهتمات بالفن من عارة، وعرعرة، وكفر قرع، وأم الفحم، وبير السكة.
استمع الجمهور إلى مداخلة من كلا الفنانتين حول الأعمال المعروضة، ثم شاهدوا الفيديو آرت، الأمر الذي أثار نقاشا مع الجمهور حول هذه الأعمال وما تحمله من رسائل ذات علاقة بواقعنا، اجتماعيا، وسياسيا، وأدبيا، وفنيا جماليا، أدارته الفنانة منار زعبي، التي أضاءت زوايا عدة لدى الفنانتين وأعمالهما. وقد كان الحدث غنيا بالمشاركات ذات الرؤية والتحليل العميقين من الجمهور، الذي أعرب عن تعطشه لمثل هذا اللقاء، وحاجتنا جميعا لحيز يتناول أفراحنا وهمومنا وتحديانتا بتفاصيلها المتعددة، سعيا نحو واقع أكثر صحة وعدلا وجمالا.
تتطلع جمعية البير إلى أن تكون هذه اللقاءات نهجا دائما، حيث تقام حلقة شهرية تتناول حدثا فنيا أو أدبيا، على الصعيد المحلي، أو القطري، وغيرها.
شاركت وزوجتي في هذا اللقاء الرائع والحديث الممتع حول الفن والفنان وانها لمناسبة جيدة لاتوجه بالشكر لجمعية البير على هذه المبادرة وطبعا للفنانتين هدى جمال وليالي قحاوش على ابداعهن وعلى مشاركتهن لنل بأفكارهن ومشاعرهن. كما اشكر الاخت الفنانة منار زعبي والتي اوضحت لنا بحديثها الكثير حول الرسم والفيديوآرت. لقد كتبت في ما مضى حول الفنانة هدى جمال ولوحاتها المعروضة في جمعية البير، حول ابداعها وعبقرية فكرتها في تحويل فوطة المسح الى تحف فنية راقية، زاهية الالوان متناسقة، تحمل معاني وتعابير سياسية اختارتها، لذا لن اطيل الحديث واتمنى على زوار موقع بقجة ان يزوروا المعرض للاطلاع على اللوحات بأنفسهم.
أما بالنسبة للفنانة ليالي قحاوش فقد أذهلت الحضور بفيلمها من نواح عديدة: التركيز على الفم، الشفتين واللسان، أعادتنا بها الى عهد الرواة بلمحة بصر، وكأننا نجلس في مقهى شامي منتبهين لكل كلمة تخرج من فم الراوي، وكأن قصتها لا تقل حضورا عن قصص ابي زيد الهلالي. لقد كان دمج مقاطع الصعود والهبوط وصوت الخطوات اضافة زادت من روعة العمل.
بالاضافة الى ذلك فان هدوء النبرة كشف عن عمق نفسي أدى بنا الى تقبل الطرح، الى الشعور بالتضامن ولدى البعض الى الغضب، المبرر أو الغير مبرر، من الاب.
جدير جدا جدا بالمشاهدة!
رائعة يا ليالي