الحملة الأهلية للحفاظ على مقبرة مأمن الله
تاريخ النشر: 16/02/11 | 0:48= (محمود أبو عطا / مؤسسة الأقصى”)
قام أحفاد الموارين الثرى في مقبرة مأمن الله في القدس مؤخراً وبواسطة ” الحملة الأهلية للحفاظ على مقبرة مأمن الله” بتوجيه نداء ثانٍ الى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) للعمل بشكل عاجل على حماية مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس .
وجاءت هذه المبادرة بعدما أصدرت المحكمة الاسرائيلية قبل أسابيع إذناً للبلدية العبرية في القدس بنبش وهدم 200 قبر إضافي تم ترميمها في الأشهر الأخيرة ، حيث قدم مركز الحقوق الدستورية ( سي.سي.آر) والحملة الأهلية للحفاظ على مقبرة مأمن الله المقدسية طلبا لليونسكو باسم 60 من أحفاد الموارون الثرى في تلك المقبرة ، علماً أنهم كانوا قد قدموا التماسات لليونسكو وغيرها من هيئات الأمم المتحدة في شباط 2010 .
وردا على التماس عام 2010 أفادت اليونسكو بأن اختصاصها لا يطال المواقع خارج حدود البلدة القديمة في القدس ، لذلك ليس في مقدورها اتخاذ خطوات لوقف تدمير ونبش مقبرة مأمن الله أو حتى إرغام الأطراف على الحوار .
وقد ناشد الأحفاد بتاريخ 21 كانون الثاني 2011 اليونسكو أداء مهامها بحسب صلاحياتها والوقوف على حماية مواقع التراث الثقافي والحفاظ عليها وذلك بحماية موقع دفن إسلامي مقبرة مأمن الله ،إذ أنّ مقبرة مأمن الله هي مقام دفن صحابة النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم) في أوائل القرن السابع إضافة الى عدد من أولياء الله الصالحين ، والعلماء ، وأبناء عائلات القدس ، وذلك على مدار قرون عديدة ، وقد تم نبش وتدمير آلاف القبور القديمة ونقل آلاف الرفات البشرية من مقبرة مأمن الله التاريخية في القدس الشريف عام 2009 ، لتمكن مركز سيمون فيزنتال من بناء ما يسمى بـ “متحف التسامح “.
” الحقيقة أنه ليس هناك أي جهة معترف بها دوليا تفرض سلطتها على كل مناطق القدس الأمر الذي يلزم على الوكالات الدولية مثل منظمة اليونسكو توفير الرقابة الدولية على المواقع الثقافية الهامة والتي بغير ذلك تكون مهملة أو آيلة للدمار ، شأنها شأن مقبرة مأمن الله ” ، كما جاء في رسالة البروفسور رشيد الخالدي لدى جامعة كولومبيا في نيويورك ، وماريا لحود نائبة كبار الموظفين في مركز الحقوق الدستورية.
هذا ويصرّ أطراف الالتماس بأن اختصاص اليونسكو لا يختصر بحماية المواقع الموجودة على قائمة التراث العالمي ( مثل البلدة القديمة ) ، كما هو واضح من مواقف اليونسكو السابقة بشأن القضايا المتعلقة بوضع القدس القانوني والذي لم يحدد بعد ، واهتمامها السابق بالتعدي الاسرائيلي على مقبرة مأمن الله ، جاء في قرارات الأمم المتحدة واليونسكو بأن وضع القدس ، بشطريها الشرقي والغربي ما زال بدون حل .
كما وتطلب الرسالة أيضا من اليونسكو القيام بدورها لتسهيل ” الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب ، القائم على احترام القيم المشتركة ” من خلال بذل جهودها لإقناع الحكومة الاسرائيلية بوقف بناء ما يسمى ” بمتحف التسامح” على مقبرة مأمن الله ، وكذلك وقف أية مخططات أخرى للبناء على الموقع .